السيمر / فيينا / الجمعة 11 . 11 . 2022
سليم الحسني
كان قادة الإطار تدبّ فيهم الغيرة الغاضبة بوجه من ينتقص من الحشد أو يسيء الى سمعته ولو بشطر كلمة. كانوا صوتاً عالياً يُخرس الخنجر والحلبوسي ونظائرهما إذا ما مسّوا شعرة من رؤوس الحشديين.
لكن الحال تغيّر بشكل مريب بعد اجتماع أربيل. صارت نبرة الخنجر ورهطه هي العالية، فيما أمسك قادة الإطار بالصمت يحتمون به من جرأة الطائفيين وهم يصفون الحشد بالمليشيات غير المنضبطة، ودعوات إبعاده عن المدن وتحجيمه وتقليص دوره.
حين يسكت القادة على اتهام الإبطال والانتقاص من الشجعان، فانهم يتحولون من قادة الى تجار سياسة. ينقلبون من أسياد قضية الى عبيد بيوت.
تصريحات خنجر وجماعته صيّرت الإطار التنسيقي قصبة يابسة كسرها الريح.
ما أهون الحشد والتضحيات والبطولات النادرة عند قادة الإطار؟. ما أقصر ألسنتهم بوجه أشد أعداء الحشد؟
إن من يملك هذه الحشود المجاهدة المضحية عليه أن يعرف قيمتها، عليه أن يكون صاحب القامة الأطول والهامة الأعلى، لكن ليس كل الرجال رجالاً عندما يجلسون في غرف المصالح والاتفاقات السرية.
إحزنْ أيها الشيعي وعشْ الحسرة الطويلة، لقد صمت قادتك لكي لا يزعجوا الخنجر المغروز في خاصرتك. ولكي لا يفتضح أمر من داهن وانهار ووقّع.
١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٢