متابعة السيمر / الخميس 28 . 07 . 2016 — كشفت تقارير إعلامية ألمانية تفاصيل جديدة عن حياة منفذ هجوم ميونيخ، في 22 يوليو/تموز، علي ديفيد سنبولي، الألماني الجنسية وابن العائلة الإيرانية التي لجأت إلى ألمانيا في التسعينات.
التفاصيل الجديدة تظهر عنصريته، وميوله الواضحة لليمين المتطرف، على الرغم من عدم ارتباطه المباشر بها والتباهي بانتمائه للعرق الآري، وعن تحقيق السلطات في كل الاتجاهات فيما يتعلق بدافعه لارتكابها وتصنيف الجريمة.
فبحسب معلومات نشرتها صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الأربعاء 27 يوليو/تموز، على موقعها الإلكتروني، استقتها من دوائر أمنية، وتوافقت مع أقوال أشخاص محيطين بالقاتل، كان علي سنبولي فخورا بولادته في 20 أبريل/نيسان (1998)، لأنه يوم مولد زعيم النازية أدولف هتلر، ويعتبر ذلك بمثابة “وسام”.
وأشارت الصحيفة إلى أن علي سنبولي، الإيراني الأصل، كان فخورا كألماني وإيراني بـ”آريته”، ويكره العرب والأتراك، مشيرة إلى أن إيران تعتبر موطن الآريين.
وكان النازيون يعتبرون “الآري” وصفا لـ”العرق المتفوق” على غيره من الأعراق.
ولفتت الصحيفة إلى أن المحققين يتحرون فرضية أن يكون قد استهدف على وجه التحديد قتل أجانب، مشيرة إلى أن جميع ضحاياه التسعة من المهاجرين، إذ أن 3 من الشبان كانوا من أصول تركية إلى جانب سيدة تركية تبلغ من العمر 45 عاما، فيما كان 3 شبان آخرون من ألبان كوسوفو.
وأشارت إلى أن ما يعزز فرضية وجود نوايا عنصرية لديه دفعته للقتل، هو أنه كان بإمكانه قتل مزيد من الناس، حيث كان يحمل 300 طلقة معه، على الرغم من أن جريمته تصنف حتى الآن بقتل عشوائي عائدة لإصابته بمرض نفسي ومضايقته من قبل زملائه.
ولم يكن “علي سنبولي” مرتبطا بجماعات اليمين المتطرف في ميونيخ، بحسب الصحيفة.
ونقلت “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” ما قاله القاتل في حواره الأخير مع أحد السكان المقيمين قرب مركز “أولمبيا” التجاري، والذي شتمه من شرفته، حيث قال سنبولي: “أتراك قذرون.. أنا ألماني.. لقد ولدت في ألمانيا”.
وتطرقت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” في تقريرها إلى نقطة أخرى حول دوافع سنبولي لارتكاب الجريمة، وبالتحديد كيفية إنشائه حساب فيسبوك مزيف تحت اسم فتاة تركية من ولاية هيسن، وإرساله دعوات للحضور إلى ماكدونالدز، مبينة أن التساؤل الذي ما زال يبحث عن إجابة هو فيما إذا كان جذب واستهداف الأتراك بالتحديد بذلك.
وذكرت بأن سنبولي كان يشتم كثيرا الأتراك والعرب، لكنه كتب قبل فترة قصيرة من جريمته “أكره كل الناس”.
وأكدت الصحيفة الألمانية أنه، ووفقا لمعلوماتها، ورغم مشاركة أكثر من 100 صديق فيسبوك لمنشور الدعوة للذهاب للمطعم والحصول على الطعام مجانا وإعجاب 40 به، لكن لا تتطابق أسماء الضحايا مع هؤلاء الذين تفاعلوا مع المنشور، إنما كانوا ضحايا بالصدفة، إذ بدأ بإطلاق النار عشوائيا على الزوار الموجودين في الطابق الأول من المطعم.
وبينت “زود دويتشه تسايتونغ” أن بيان من عدة صفحات كتبه علي سنبولي عن عملية القتل العشوائي خاصته، عثرت الشرطة عليه لاحقا في غرفته، يدور حول عدم حصوله على شهادة الإعدادية، وانعدام الأفق لديه، وكيف أن الآخرين مسؤولون عن ذلك.
ولفتت إلى أنه كان فيما يبدو بكتابته هذا البيان يقتدي بمثله الأعلى النرويجي بريفيك، الذي كتب قبل قرابة 5 أعوام بيانا عنصريا يمينيا متطرفا، ناقلة عن النائب العام توماس شتاينكروس كوخ تأكيده على أنهم لا يعتقدون حتى الآن بأن دوافع سنبولي يمكن أن تكون يمينية متطرفة كقدوته، على الرغم من توضيحه أن تقييم المواد التي احتجزوها لم ينته بعد.
وكان سنبولي قد ارتكب جريمته في اليوم الذي يصادف مرور 5 أعوام من المجزرة المروعة التي ارتكبها السفاح النرويجي أندرس بيهرنغ بريفك.
وكان بريفيك قد قتل في 22 يوليو/تموز 2011، في أوسلو وجزيرة أوتايا 77 شخصا، وكان ضحاياه على نحو خاص شبانا مشاركين في مخيم، وقتل بريفيك يومها 69 شخصا رميا بالرصاص، أعمار قرابة نصفهم ما دون 30 عاما.
ومن المعلومات المثيرة للجدل التي تم تداولها أيضا بشكل واسع، عن الشاب الألماني الإيراني، في الأيام الماضية دعمه لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، المشهور بمواقفه المناهضة للمهاجرين والإسلام، وتعليقات قياديه المثيرة للجدل ضد الألمان من أصول مهاجرة، التي توصف في كثير من الأحيان بالعنصرية.
وكان موقع “شبيغل أونلاين” الإلكتروني قد ذكر في تقرير عن حياة سنبولي في 24 يوليو/تموز الحالي، تفاصيل عن علاقته السيئة مع زملائه في المدرسة وانعزاله، نظرا لعدم رغبتهم في مرافقته.
وبين أن سنبولي أصبح يلجأ أكثر فأكثر إلى عالم ألعاب الفيديو الافتراضي، وخاصة لعبة “كونتر سترايك” التي تتضمن إطلاق النار المتواصل على الآخرين.
ونقلت عن أحد الذين كان يلعب معه قوله إن سنبولي كان يسجل نفسه في المحادثات تحت مسمى “قاتل عشوائي” و”كراهية”، وكان يفصح هناك عن كراهيته للأتراك، فيكتب “تركيا = داعش”، ويعلن عن دعمه لحزب “البديل من أجل ألمانيا”.
وانتقدت صفحة حزب “البديل من أجل ألمانيا” في ولاية بادن فورتمبرغ، التقارير الصحفية التي تظهر أن القاتل كان من مناصريه، قائلة إنها لا تستطيع اختيار مناصريها، مدعية في الوقت نفسه أن هناك من يريد استغلال حادثة القتل العشوائي في ميونيخ سياسيا، على الرغم من أن الحزب نفسه استغل الحوادث والهجمات الأخيرة، وألقى اللوم سريعا في أسباب وقوعها على حكومة ميركل نظير استقبالها اللاجئين.
المصدر: هافنغتون بوست عربي