فيينا / الأثنين 20 . 05 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله سبحانه “فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ” ﴿الرحمن 37﴾ “فإذا انشقت السماء” انفرجت أبوابا لنزول الملائكة “فكانت وردة ” أي مثلها محمرة “كالدهان” كالأديم الأحمر على خلاف العهد بها وجواب إذا فما أعظم الهول. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ” ﴿الإنشقاق 16﴾ أقسم سبحانه فقال {فلا أقسم} سبق بيانه في سورة القيامة {بالشفق} أي بالحمرة التي تبقى عند المغرب في الأفق وقيل البياض.
جاء في المصطلحات عن مركز المعجم الفقهي: الشفق، الحمرة: الشفق: بقية ضوء الشمس بعد غروبها. حمرة الليل، فالشمس إذا غابت لها حمرتان، إحداهما حمرة نراها في جهة المشرق والأخرى حمرة تبدأ في جهة المغرب والأولى هي الحمرة المشرقية والثانية هي الشفق. معجم ألفاظ الفقه الجعفري * الشفق: بفتح الشين والفاء من شفق، ج اشفاق، الناحية. الحمرة التي تظهر في الأفق من بعيد مغيب الشمس إلى العشاء الآخرة twilight Evening معجم لغة الفقهاء * الشفق: بقية ضوء الشمس وحمرتها في أول الليل إلى قريب من العتمة. وقال الخليل: الشفق: الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة، فإذا ذهب قيل: غاب الشفق. وقال الفراء: سمعت بعض العرب يقول: عليه ثوب كأنه الشفق، وكان أحمر. والشفقة: الاسم من الاشفاق، وكذلك الشفق. الصحاح للجوهري. أما الشفق الأصفر والأبيض فلا عبرة بهما عندنا. شرح اللمعة باب الصلاة: ووقت المغرب غيبوبة الشمس وآخره غيبوبة الشفق وهو الحمرة من ناحية المغرب وعلامة غيبوبة الشمس هو أنه إذا رأى الآفاق والسماء مصحية ولا حايل بينه وبينها ورأها قد غابت عن العين علم غروبها، وفي أصحابنا من يراعى زوال الحمرة من ناحية المشرق وهو الأحوط. فأما على القول الأول إذا غابت الشمس عن البصر ورأى ضوئها على جبل يقابلها أو مكان عال مثل منارة إسكندرية أو شبهها فإنه يصلى ولا يلزمه حكم طلوعها بحيث طلعت، وعلى الرواية الأخرى لا يجوز ذلك حتى تغيب في كل موضع تراه، وهو الأحوط. وغيبوبة الشفق هو أول وقت العشاء الآخرة. المبسوط ج 1 ص 74 ووقت فضيلة المغرب من المغرب إلى ذهاب الشفق أي الحمرة المغربية، ووقت فضلية العشاء من ذهاب الشفق إلى ثلث الليل، فيكون لها وقتا اجزاء: قبل ذهاب الشفق، وبعد الثلث إلى النصف. فقه السيد الخوئي ج 12 ص 225
توجد ايات تحدد الليل والنهار، اما الغروب او فترة المغرب فهي خارج الليل فمثلا اقسم الله بالشفق وهو احد فترات المغرب ثم بالليل اي ان الشفق ليس من الليل”فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ” (الانشقاق 16) و”وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ” (الانشقاق 17). جاء في كتاب مفاهيم القرآن عن القسم في سورة الانشقاق للشيخ جعفر السبحاني: قوله تعالى “فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ” ﴿الإنشقاق 16﴾ الشفق: هو الحمرة بين المغرب والعشاء الآخرة، والمراد منه في الآية الحمرة التي تبقى عند المغرب في الأُفق، وقيل: البياض فيه. وقد ذكرنا حديث (لا) وانّ معنى الجملة هو الحلف ومعناه أقسم بالحمرة التي تظهر في الأُفق الغربي عند بداية الليل وما يظهر بعد الحمرة من بياض والمعروف في الشفق في لسان الأُدباء هو الحمرة ولذلك يشبهون دماء الشهداء بالشفق غير انّه ربما يستعمل في البياض الطارئ على الحمرة الذي هو آية ضعف الشفق ونهايته. بيان انّ الأشواط التي يمرّ بها الإنسان أُمور مترتبة متعاقبة كما هو الحال في المقسم به أعني الشفق الذي يعقبه الليل الدامس ويليه ظهور القمر. توضيحه: انّ القرآن يحدّث عن أُمور متتابعة الوقوع وبذات تسلسل خاص فعندما تغيب الشمس يظهر الشفق معلناً عن بداية حلول الليل الذي تتجه الكائنات الحية إلىٰ بيوتها وأوكارها ثمّ يخرج القمر بدراً تاماً، فإذا كان المقسم به ذات أُمور متسلسلة يأتي كلّ بعد الآخر فالطبقات التي يركبها الإنسان مثل المقسم به مترتبة متتالية فيبدأ بالدنيا ثمّ إلى عالم البرزخ ومنه إلى يوم القيامة ومنه إلىٰ يوم الحساب. وبذلك يعلم وجه استعجابه سبحانه عن عدم إيمانهم، حيث قال: “فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ” (الانشقاق 20) فانّ هذا النظام الرائع في الكون وحياة الإنسان من صباه إلى شبابه ومن ثمّ إلى هرمه لدليل واضح على أنّ عالم الخلقة يدبر تحت نظر خالق مدبر عارف بخصوصيات الكون. يقول أحد علماء الطبيعة في هذا الصدد: إنّ جميع ما في الكون يشهد علىٰ وجود الله سبحانه ويدل علىٰ قدرته وعظمته، وعندما نقوم ـ نحن العلماء ـ بتحليل ظواهر هذا الكون ودراستها، حتى باستخدام الطريقة الاستدلالية، فانّنا لا نفعل أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته. ذلك هو الله الذي لا نستطيع أن نصل إليه بالوسائل العلمية المادية وحدها، ولكننا نرى آياته في أنفسنا وفي كلّ ذرة من ذرات هذا الوجود.
جاء في موقع براثا هل للحمرة السماوية التي حصلت مؤخراً علاقة بما ورد في الروايات عن الحمرة التي تجلل السماء؟ للشيخ جلال الدين الصغير: ويمكن افتراضاً أن تنشأ الحمرة في السماء نتيجة لانبعاث غازات تقترن لسبب أو لآخر، سيّان في ذلك أن يكون طبيعياً كما قد يحصل في البراكين الضخمة أو بشريا نتيجة لحريق معين، ويكون لهذه الغازات اللون الأحمر، لتلتقي افتراضا بتيارات كهرومغناطيسية والأمر كي يتعلّق بما ورد في الروايات يجب أن يكون ضخماً جداً بحيث يرى قي السماء بشكل لافت، وعلى فرض وجود هذه الإمكانية فإنّ الحديث عن التشابه مع أعمدة اللجين، الوارد في الرواية لا يمكن تحققه بمثل هذه الافتراضات. أو أن ينشأ نتيجة للتفاعل بين الغلاف الجوّي وبين الرياح الشمسية المشحونة بتيارات كهرومغناطيسية، نتيجة لمحاولة اختراق هذه الأخيرة للغلاف الجوي مما يتولّد من عملية تبديد الموجة وصدّها من قبل الغلاف الجوّي ألواناً عديدة وبأشكال مختلفة كما هو في ظاهرة الشفق القطبي، وتأخذ هذه الألوان لونها وفقاً لطبيعة الغاز المتوفّر في منطقة الاختراق، وبمقدار الموجة الشمسيّة يتم تحديد وقتها والمساحة التي تغطيها. ويلاحظ في هذه الحالة أنّ ظاهرة الشفق القطبي تحصل في مناطق القطب الشمالي، وفي أوقات محددة من الشتاء وهي من النمط المعتاد، ما يعني أنّها لا تحمل بحدّ ذاتها دلالة ذات شأن يمكن أن يستخدم دليلاً تعريفياً على حدث يأتي من بعده في الواقع الاجتماعي كما هو الحال في علامات الظهور. وهذا النمط وإن كان تتشكّل منه الألوان الفضية النازلة في بعض الأحيان وكأنها أعمدة متراصفة هو أمر معتاد فيه، بيد أنّ ما ليس معتاداً هو اللون الأحمر، والذي لا يتولّد إلّا مع وجود الأوكسجين في الطبقات العليا من الفضاء، وهذا نادر الحدوث جداً. وبالنتيجة فإننا بصدد حالة تتّم على شاكلة الشفق القطبيّ، ولكن التفاعل بين التيارات الكهرومغناطيسية يكون مع غاز الأوكسجين حصراً لتتشكّل منه الحمرة السماويّة، ولا ينحصر ذلك بفصل الشتاء كما هو الحال في الشفق القطبيّ، وإنّما يحصل مع رياح شمسية تتجّه إلى الأرض، وهي تنجم في العادة من الانفجارات الشمسيّة الهائلة دون حصرها بوقت محدد. أنّ الروايات أشارت إلى حمرة تجلل السماء، وهي هنا تعني رؤيتها في أماكن مساحتها أوسع مما نراه من ألوان الشفق القطبي، وهي غير مقيّدة بصيف أو شتاء، وتستمر لثلاثة أيّام، وتحصل نتيجة لاختراق ما هو المعبّر عنه في الرواية بفقأ عين الدنيا. وما يميّزها عمّا سواها أنّ أحداثاً عديدة ستعقبها في الواقع الاجتماعي للناس، فلو أنّنا رأينا الحمرة من دون أن نرى تلك الأحداث، فإنّ وجود الدلالة على كونها هي العلامة التي أشارت إليها الروايات ستنتفي. أما ما ورد في شأن حصول الحمرة في شهر رمضان، فهو أمر رواه كعب الأحبار، وهو غير موثوق بل ومتهم بالوضع، فلا تعويل على ما روى.