الرئيسية / مقالات / اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 16)

اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 16)

فيينا / الأحد 26 . 05 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
جاء عن مركز الامام الصادق اليهود في القرآن الكريم: يقول الله سبحانه: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ” (البقرة 83-84) بنود هذا العهد الّذي أقرّ به بنو إسرائيل ونقضوه على الشّكل التّالي: 1 – التّوحيد وإخلاص العبوديّة لله سبحانه. 2 – وبالوالدَيْن إحسانًا. 3 – الإحسان إلى الأقارب واليتامى والفقراء. 4 – التّعامل الصّحيح مع الآخرين. 5 – إقامة الصّلاة. 6 – إيتاء الزّكاة. ثمّ تذكر الآية الّتي جمعت هذه الأمور نقضهم للميثاق وعدم وفائهم بالعهد أيضًا. 7 – سفك الدّماء. 8 – عدم إخراج بني جلدتكم من ديارهم. 9 – إفداء الأسرى، أيْ بذل المال لتحريرهم من الأسر. ثمّ تذكر الآية الّتي جمعت هذه الأمور إقرارهم بالميثاق وبعد ذلك يتعرّض القرآن إلى نقضهم للميثاق وقتلهم بعضهم الآخر وتشريد بعضهم الآخر وإلى تعاون بعضهم ضدّ البعض الآخر ثمّ يشير إلى تناقض هؤلاء في مواقفهم إذ يحاربون بني جلدتهم ويخرجونهم من ديارهم يقول الله سبحانه: “ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ” (البقرة 85). فالقرآن يندّد بشدّة باليهود لنقضهم هذه العهود ويتوعّدهم نتيجة لهذا النّقض بالخزي في الحياة الدّنيا والعذاب في الآخرة. بنو إسرائيل قتلة الأنبياء: يقول الله عزّ وجلّ: “لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ” (المائدة 70) من يتابع تاريخ بني إسرائيل يجد أنّ أكثر الأنبياء أرسلوا اليهم وذلك لخبثهم وشدّة مكرهم وانحرافهم. وقد قابلوا هذه العناية بهم ونعم الله تعالى عليهم بالكفر والمعاصي واتّباع الأهواء والرّغبات وذلك لتكبّرهم وإصرارهم على ممارسة الفساد وتعطّشهم للدّماء، فقد كذّبوا فريقًا من الأنبياء كنبيّ الله عيسى عليه السلام ونبيّ الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وقتلوا فريقًا آخر كنبيّ الله يحيى عليه السلام وزكريّا عليه السلام. وقال سبحانه في هذا السّياق: “أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ” (البقرة 87). وقال أيضًا سبحانه: “ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ” (ال عمران 112).
جاء في موقع الاتحاد العالمي للمسلمين عن من هم اليهود وما هي الديانة اليهودية؟ للدكتورة نزيهة أمعاريج: ليهود:  كلمة يهود أصلها من هاد يهود هودا، وتهود الرجل معناه تاب ورجع إلى الحق، وقد اختف في سبب تسمية أمة موسى عليه السلام بهذا الاسم ومما ذكر في المقام: 1- إنما لزمهم هذا الاسم لقوله تعالى على لسان موسى عليه السلام ” انا هُدْنَآ إِلَيْكَ” (الأعراف 155) أي تبنا ورجعنا. 2- أنهم سموا باليهود نسبة إلى يهوذا وهو السبط الرابع ليعقوب عليه السلام. 3- ما ذهب إليه بعض الباحثين أن يكون قورش ملك الفرس هو من سماهم باليهود، وأنه هو من أطلق على ديانتهم اليهودية.  واليهود هم أمة موسى عليه السلام، وكتابهم المقدس هو التوراة وهو أول كتاب أنزل من السماء لأن ما أنزل على إبراهيم عليه السلام سمي صحفا.  وتتكون التوراة من عدة أسفار فُصِل فيها الحديث عن بدء الخلق وذكر الأحكام والحدود وبعض المواعظ والأذكار، إلى جانب الحديث عن بعض الأحداث التاريخية التي عاشها اليهود خلال علاقتهم بالشعوب التي خالطوا إما في حالة السلم أو الحرب. – العبريون: من الأسماء التي عرفت بها أمة موسى عليه السلام اسم العبري، أما عن سبب تسميتهم بها الاسم فمما ذكر في المقام: 1- أنهم سموا بهذا الاسم نسبة إلى عابر بن شالح بن أرفكشاد بن سام بن نوح عليه السلام، وهذا اختيار زكاة سفر التكوين من التوراة الذي رفع نسبهم إلى عابر. 2- أنهم سموا بهذا الاسم لعبورهم الصحراء أو لعبورهم نهر الفرات. 3- أن كلمة عبري هي تحريف لكلمة حَبيرو-HABIRU- التي كانت تطلق في سنة 1000 قبل الميلاد على القبائل الهمجية التي كانت تغير على غيرها، وهي تعادل في التراث المصري و البابلي القديم كلمة- KHEBIRRU – التي يعبر بها عن اللصوص والمرتزقة وقطاع الطرق والمتخلفين حضاريا. ولعل المطابق لمعنى عبري هو هذا الرأي الأخير بدليل أن التوراة قد تنكرت للعبريين.
جاء في موقع هدى القرآن عن بني إسرائيل للدكتور سعيد أيوب: اختراق النصارى: لقد ذكرنا في كتابنا عقيدة المسيح الدجال عن اختراق اليهود للنصرانية الكثير. وسنذكر هنا ما تقتضيه الحاجة. لقد كان المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام هو آخر أنبياء الشجرة الإسرائيلية. ولكن فقهاء الأنحراف من شعب إسرائيل لم يؤمنوا به وطالبوه إن كان هو المسيح حقا فليأت إليهم بميراث إبراهيم. ولقد أخبرهم عليه السلام بأنه مصدقا لما بين يديه من التوراة، وتصديقه للتوراة التي بين يديه، إنما هو تصديق لما علمه الله من التوراة الأصل النازلة على موسى عليه السلام وهذا التعليم جاء في قول الله تعالى لمريم: “وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ” (ال عمران 48) وفي هذا دليل على أنه لم يكن مصدقا للتوراة التي في زمانه لكونها محرفة. وما جرى على عيسى عليه السلام جرى لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم. لقد كان مصدقا لما بين يديه من التوراة، ولم يكن مصدقا لما بين يدي عزرا. لأن الذي بين يدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الله، ولأن عيسى عليه لم يكن مصدقا بما بين يدي عزرا، بدأ اليهود يغزلون له على مغازل الكيد، ولما أيقن عيسى عليه السلام أن دعوته غير ناجحة بين بني إسرائيل كلهم أو جلهم، وأنهم كافرون به لا محالة، وأنهم لو أخمدوا أنفاسه بطلت الدعوة واشتدت المحنة. مهد لبقاء دعوته “قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ” (ال عمران 52) لقد أراد بهذا الاستفهام أن يتميز عدة من رجال قومه. فيتمحضوا للحق، فتستقر فيهم عدة الدين، وتتمركز فيهم قوته، ثم تنتشر من عند هم دعوته، وعندما استفهم عيسى منهم “قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ” (ال عمران 52) وكان تعالى قد أوحى إليهم أن يؤمنوا بالمسيح يقول تعالى: “وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ” (المائدة 111) قال المفسرون: المراد بهذا الوحي وحي إلهام. قد كان وحي الله للحواريين إشارة إلى أن أتباع توراة عزرا لا فائدة فيهم. وأن الدعوة سيوضع في طريقها جميع أحجار شعب إسرائيل حتى لا تعبر إليهم، ومن أجل ذلك أوحى الله إلى صدر القافلة التي قدر لها أن تواجه أحجار الجموع كي يؤمنوا برسوله. وبدأ المسيح عليه السلام يقيم الحجة على شعب إسرائيل. فلما وجد اليهود أن المسيح يزاحمهم في مدنهم وفي هيكلهم ويتحدث من توراة غير توراتهم التي لا تحمل إلا معالم سماوية باهتة. بد أوا يمارسون سلطانهم الظاهر والخفي من أجل الايقاع به، ومكروا مكرا، وعند الله مكرهم، فأخبر سبحانه عيسى عليه السلام بما يمكر اليهود. قال تعالى: “إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ” (ال عمران 55). قال المفسرون: المراد بالوفاة هنا النوم كما قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ” (الأنعام 60) وقوله: “اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا” (الزمر 42) وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا قام من النوم: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا) فالتوفي لم يستعمل في القرآن بمعنى الموت فقط. بل بعناية الأخذ والحفظ. والمعنى أن الله رفعه في منامه وأبعده من الكفار وصانه عن مخالطتهم والوقوع في مجتمعهم المتقذر بقذارة الكفر والجحود وأن متبعيه من النصارى والمسلمين ستفوق حجتهم على حجة الكافرين به إلى يوم القيامة.
جاء عن دار الوفاء للثقافة والإعلام عن بني إسرائيل وإقامتهم في مصر للكاتب عبد الوهاب حسين: طلب يوسف الصديق عليه السلام من إخوته أن يأتوه بأبيه يعقوب عليه السلام وجميع أهله من الرجال والنساء والأطفال والتوابع، ليحصل تمام اللقاء، ويسكنوا عنده مقدرين معززين مكرمين، ويكونوا تحت عينه ورعايته المباشرة لهم ويمكثوا في مصر ويتخذونها وطناً لهم، حيث كانوا أهل بادية في فلسطين، يرعون المواشي ويعانون من القحط وضيق الرزق ونكد العيش واختلال الأمن بينما تعتبر مصر بلاد المدنية والحضارة والرخاء والرقي والازدهار المادي والعلمي والأمن والاستقرار. ففعل أخوة يوسف ما أمرهم به يوسف الصديق عليه السلام ولبى يعقوب الدعوة، وولى وجهه شطر المحبوب، وهب مسرعاً في المسير. وقد عمل يوسف الصديق عليه السلام لأبيه وعشيرته استقبالاً رسمياً على الحدود المصرية مع فلسطين، فأقام مضرباً أو سرادقات وهيأ مقدمات الاستقبال وانتظر حتى دخل أبوه وعشيرته إلى مكان الاستقبال الرسمي في مصر، وكان عددهم ثلاثة وسبعون (73) إنساناً، وكانت لحظات اللقاء الأولى بين الحبيبين يوسف ويعقوب عليه السلام بعد سنين الفراق الطويلة لحظات لا توصف، فلا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى ما كان فيها من أمواج متلاطمة وعواصف وتيارات من مشاعر العشق والحنين والبهجة والسرور وما انسكبت فيها من دموع الفرح، وكانت بدون شك من أحلى اللحظات التي مرت عليهما في حياتهما كلها، لا تعلو عليها إلا تلك اللحظات التي كان فيها أول الوحي والاتصال بالمحبوب الأول والمعشوق المطلق الذي لا يقاس به أحد من الخلق أبداً. وقد منح يوسف الصديق عليه السلام إخوته في أول دخولهم إلى مصر صك الأمان التام فيها من جميع المخاوف والمكاره التي تدخل في دائرة السلطة والحكومة، وقيد ذلك بمشيئة الله سبحانه وتعالى، قوله: “ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” (يوسف 99) لأن المشيئة الأنسانية لا تؤثر أثرها إلا إذا وافقت المشيئة الإلهية. وهذا يدل على أهمية الأمن والاستقرار في الدولة والمجتمع من أجل الأنتاج والإبداع والتفكير الهادي المتزن والرخاء والرفاه والحياة الحرة الكريمة، وبدون الأمن والاستقرار ينعدم كل ذلك ويحدق الخطر بالدولة والمجتمع ويعم الخراب فيها، ومقولة يوسف الصديق عليه السلام تؤثر على الفرق بين دولة أولياء الله والعدل الإلهي وبين دولة الطاغوت والاستكبار والاستبداد الفرعونية، وتعتبر الأمن والاستقرار وما يصاحبهما من أهم مظاهر دولة أولياء الله والعدل الإلهي، والخوف والاضطراب وانعدام الأمن والاستقرار وما يصاحبهما من أهم مظاهر دولة الفراعنة والظلم والديكتاتورية والاستبداد. ثم عمل يوسف الصديق عليه السلام لأبيه وعشيرته حفلاً عظيماً خاصاً بالمناسبة في القصر الملكي، حضره فرعون (الملك) وجميع أفراد أسرته ومستشاريه وكبار الموظفين ورجال الدولة المدنيين والعسكريين والأشراف والوجهاء ونحوهم، وفي الحفل أجلس يوسف الصديق عليه السلام أبويه معه على السرير الذي كان يجلس عليه أثناء الحفل، وأبدى لهما شيئاً عظيماً من البر والاحترام والتقدير والتكريم والتبجيل والتعظيم، يليق بمقامهما كأبوين من الأولياء الصالحين العظام، ويعبر فيه عن أخلاقه النبوية الرفيعة وعن تواضعه عموماً ولأبويه العظيمين خصوصاً، وعن كرامة النبوة وعظمة الإمامة والولاية وعزة الملك والسلطان ورفعة المقام.

اترك تعليقاً