فيينا / السبت 29 . 06 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الميسر: قال الله عز وعلا عن سلسبيلا “عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا” ﴿الانسان 18﴾ سلسبيلا اسم علم، سلسبيلاً: سهلة لينة في الحلق. و السَّلسل و السَّلسال و السُّلاسل: الماء العذب يمر في الحلق بسهولة. سَلْسَبِيلاً: اسم للعين: وهي السلسة اللينة وهي شديدة الجري. تُسَمّى سلسبيلا: يُوصَف شرابُها بالسّلاسة في الإنسياغ. يدور عليهم الخدم بأواني الطعام الفضيَّة، وأكواب الشراب من الزجاج، زجاج من فضة، قدَّرها السقاة على مقدار ما يشتهي الشاربون لا تزيد ولا تنقص، ويُسْقَى هؤلاء الأبرار في الجنة كأسًا مملوءة خمرًا مزجت بالزنجبيل، يشربون مِن عينٍ في الجنة تسمى سلسبيلا؛ لسلامة شرابها وسهولة مساغه وطيبه.
جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله جل وعلا “عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا” ﴿الانسان 18﴾ أي تمزج الخمر بالزنجبيل والزنجبيل من عين تسمى تلك العين سلسبيلا قال ابن الأعرابي لم أسمع السلسبيل إلا في القرآن وقال الزجاج هو صفة لما كان في غاية السلاسة يعني أنها سلسلة تتسلسل في الحلق وقيل سمي سلسبيلا لأنها تسيل عليهم في الطرق وفي منازلهم تنبع من أصل العرش من جنة عدن إلى أهل الجنان عن أبي العالية ومقاتل وقيل سميت بذلك لأنها ينقاد ماؤها لهم يصرفونها حيث شاءوا عن قتادة.
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله جل وعلا “عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا” ﴿الانسان 18﴾ أي من عين أو التقدير أعني أو أخص عينا. قال الراغب: وقوله: “سلسبيلا” أي سهلا لذيذا سلسا حديد الجرية. وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل وعلا “عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا” ﴿الانسان 18﴾ ماؤها عذب فرات سائغ للشاربين.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله جل وعلا “عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا” ﴿الانسان 18﴾ (سلسبيلا): هو الشراب الهنيء واللذيذ جدّاً الذي ينحدر بسهولة في الحلق ويرى الكثير أنّه مأخوذ من مادة (سلاسة) المأخوذ من السيلان ولهذا يقال للكلام الجذّاب والممتع (سليس). وقيل أخذ من مادة (تسلسل) وهي الحركة المستمرة التي يتداعى منها السيولة والاتصال، وعلى هذا فإنّ المعنّيين متقاربين، والباء زائدة في الصورتين. وقيل: هو مركب من (سال) و (سبيل) والمعنى الكنائي للاثنين هو السائغ والهنيء. وقيل: لا وجود لهذه الكلمة في اللغة عند العرب، وأنّها من إبداعات القرآن المجيد. والأول أشهر وأوجه.