فيينا / الثلاثاء 13. 08 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
نعيم عاتي الخفاجي
الشرق الاوسط، ضحية مؤتمر كامبل والذي عقدته الدول الاستعمارية الغربية الست، عام ١٩٠٥ واصدر قرارته عام ١٩٠٧، قسم العالم إلى ثلاث مجموعات، العرب والمسلمين نصيبهم المجموعة الثالثة، تم تصنيفهم أعداء لقيم الحضارة الغربية، ويجب تقسيمهم إلى دول، وخلق صراعات داخلية بينهم، ودعم عملاء الاستعمار ليكونوا ملوك ورؤساء وحكام وأمراء عليهم، والعمل على منع أي محاولة لتوحيد شعوب منطقة الشرق الأوسط.
لذلك السياسة الغربية المتبعة طيلة أكثر من قرن من الزمان، مبنية على جعل منطقة الشرق الاوسط غير مستقرة وساحة للحروب والصراعات، لذلك عمدت دول الغرب على دعم أنظمة عربية متخلفة تنفذ ماتريده دول الاستعمار، بجعل دول الشرق الاوسط، دول فاشلة، وسوق لتصريف منتجات الشركات الغربية وبيع السلاح وتغذية الحروب، وواجب الزعماء العرب، وضع عائدات البترول بالنبوك الغربية، بل الرئيس الأمريكي ترامب قالها أمام حشد جماهيري، العرب لايملكون سوى نقود البترول وعليهم تسليمها إلينا، وضج جمهوره بالتصفيق والهتافات العالية.
أما قضية إعلان وسائل إعلام دول الغرب بالقول أن زعماء وساسة الدول الأوروبية، يحتضنون بلدان وشعوب الشرق الأوسط والعمل على التعاون مع الدول العربية بالشرق الاوسط، وتنمية الديمقراطية، فهذا كلام غير واقعي، موضوع احتضان ودعم الديمقراطية بالشرق الأوسط كذبة كبرى، يتنافى مع حجم الكوارث والاضطهاد القومي والديني والمذهبي التي تعاني منها شعوب منطقة الدول العربية في الشرق الأوسط.
الاضطهاد التي تعاني منها الشعوب العربية لم يكن جديد، سبق أن اضطهد الأتراك العثمانيين العرب لأكثر من ٤٥٠ سنة من الحكم المباشر وأكثر من ثلاثة قرون من سيطرة الأتراك على البلاط العباسي، وكان الخليفة العباسي يتم تحريكه من قبل الأتراك المتنفذين في الجيش والقرار السياسي لدار الخلافة العباسية.
انهيار الدولة العثمانية كان أمر حتمي بعد نشوء دول أوروبا كدول استعمارية بالقرن السابع عشر، اجتاحت جحافل القوات البحرية الغربية سواحل شرق البحر الأبيض، واحتلوا بلدان كثيرة، والممرات البحرية المهمة، واقاموا قناة السويس واكتشفوا رأس الرجاء الصالح وعبروا المحيط إلى الأمريكيين وشرق آسيا وجنوبها وعبروا إلى أستراليا.
أنشئت الاستخبارات البريطانية الوهابية بالجزيرة العربية، ودعموا مذاهب وحركات دينية من مختلف الديانات المنحرفة في شبه القارة الهندية، وفتحوا قنصليات في البصرة وبغداد وبيروت والقاهرة وطرابلس، واحتلوا سواحل عدن والإمارات والبحرين ودعموا فئات سنية دينية وقبلية لاسقاط الدولة العثمانية.
ارسلت دول الاستعمار الغربي فرق استخباراتية ومعهم علماء للبحث في مناطق الشرق الاوسط العربية بحجة تسجيل أنساب القبائل العربية، وكان هؤلاء يرسلون تقارير عن وجود البترول في كركوك العراقية وغيرها من مناطق يوجد بها البترول، في ممالك الدولة العثمانية، بحيث حتى روسيا وصلت قواتها العسكرية إلى تلول حمرين العراقية، وكانت عيون قياصرة روسيا ترنوا نحو بترول كركوك.
لذلك كانت الخطط الغربية مبنية على إسقاط الإمبراطورية العثمانية، وتجزئة المنطقة إلى دول جديدة يتم ملء فراغ انهيار الدولة العثمانية من خلال صناعة أنظمة تحكم الدول العربية الجديدة، خطط دول الغرب لاسقاط الدولة العثمانية بدأت بالقرن السابع عشر، لكن بعد منتصف القرن التاسع عشر تم وضع الخطط إلى واقع التنفيذ العملي على الأرض من خلال احتلال المنطقة العربية والعمل على إنهاء الإمبراطورية العثمانية، وقد نجحوا بذلك بسبب خيانة مفتي مكة وزعيم العالم الإسلامي السني، اضعفوا الدولة العثمانية. دعموا أحزاب سياسية عربية، هيئوا الظروف لكي يقف العرب السنة مع القوات المحتلة البريطانية والفرنسية حال نشوب الحرب، قتل ولي عهد النمسا في سراييفو، وكانت حجة لإشعال الحرب وتنفيذ خطة تقسيم دول الشرق الاوسط، ولي العهد النمساوي تعرض لمحاولة اغتيال ونجي وألقى كلمة وبطريق العودة سائق العجلة قام باخذه بطريق خطأ، ويقف أمام الشخص الذي حاول اغنياله قبل عدة ساعات لكي يقوم بقتله؟؟؟.
هناك من بعض الكتاب العرب يقولون ان الدول الاستعمارية كانت مرتبكة في التعامل مع دول العرب الجديدة ولذلك ( اتخذت دول الاستعمار قرارات دولية كارثية تخص الشرق الاوسط الخارج من تجربة سياسية طويلة وغير مفيدة فرضت عليه لستة قرون تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية، كشفت ان الشرق الاوسط وتحديدا العالم العربي اصبح مكشوفا للعالم المنتصر في الحرب العالمية الأولى)، ويضيف هذا المحلل العربي الهمام بالقول( وهنا اصبح السؤال الجوهري المطلوب الاجابة عليه يقول: ما الخطأ الذي حدث في الشرق الأوسط بعد هذه الفترة التاريخية الطويلة؟).
الحقيقة أن دول الاستعمار لم تكن مرتبكة كما يظن الكثير من الكتاب والصحفيين العرب، بل هم ينفذون قرارات مؤتمر كامبل والتي صدرت عام ١٩٠٧ في جعل منطقة الشرق الأوسط ساحة للحروب والصراعات والعمل على تغذية ودعم كل أشكال الحروب والصراعات والعمل على منع اي هدوء وسلام بالمنطقة، والعمل على منع وافشال اي محاولة تعاون أو إقامة وحدة بين دول شعوب الدول العربية الشرق الاوسطية لكي يتم سرقة ثروات العرب، وهذا ماحدث على أرض الواقع.
لذلك كل دول الغرب تنظر إلى دول الشرق الاوسط، بأنها شعوب متخلفة غير قادرة على حكم انفسها وهم اي العرب بحاجة لمن يحكمهم وينكحهم ويعلمهم كيف يأكلون وينامون وكيف يتزوجون بطرق شذوذ جنسي، ويكون الإصلاح بدول الخليج ليس في حذف فتاوى التكفير وإنما من خلال إقامة الحفلات الماجنة بجوار مكة والمدينة المنورة، لكي تبقى شعوب الدول العربية ساحة للصراعات، واصبح الخروج من أزمة سياسية والدخول في ازمة اخرى مشهدا طبيعيا ومتكرراً في الأحداث التي تعصف في دول الشرق الاوسط.
وكالمعتاد انفرد الشيعة العرب للدفاع عن بيضة الإسلام الممثلة بدولة الخلافة الإسلامية العثمانية.
بالحقيقة العرب عبر تاريخهم محكومين وليسوا حاكمين، تطبعوا على العبودية والذل، وياويل الذي يحاول تحرير العبيد من عبوديتهم، يتم مهاجمته من قبل العبيد نفسهم قبل اسيادهم دول الاستعمار، الزعيم عبدالكريم قاسم فجر أعظم ثورة تحررية، النتيجة البعثيين نفذوا خطة المخابرات الغربية في اغتيال عبدالكريم، بل القيادي البعثي علي صالح السعدي بعد انقلاب ١٧ تموز الأسود قال وصلنا لحكم العراق بقطار أمريكي.
الآن بعد سقوط نظام البعث، للأسف نجد معظم قادة المكون العربي العراقي السني ينفذ خطط زرع الفوضى والقتل والإرهاب خدمة لصالح الدول الاستعمارية، سياسي عراقي سني تقلد منصب بعد سقوط نظام صدام، سرق أموال الشعب المخصصة للكهرباء والآن يتوعد ويهدد ويقول انا قادم لحكم العراق بدعم من ترامب اذا فاز بالانتخابات الأمريكية القادمة.
الدول الغربية الممثلة بدول الناتو تعتبر أمن اسرائيل خط احمر، وإبقاء دول الشرق الاوسط دول نفوذ للدول العظمى المتقاسمة لدول الشرق الاوسط، محاولة دول الناتو إسقاط جميع الأنظمة الموالية للسوفيت أو التي لديها علاقات تعاون مع روسيا الحالية، وأحداث الربيع العربي استهدفت دول كانت محسوبة على المعسكر السوفياتي، وتعمل دول الغرب على حماية أنظمة دول الرجعية العربية والعمل على الاستئثار في خيرات دول الخليج والشرق الاوسط الهائلة من ثروات نفطية وغازية لذلك يبقى الوضع بالشرق الاوسط غير مستقر، عدم تنفيذ قرار تقسيم فلسطين يصب بمصالح القوى الخفية التي تحكم الراسمالية المتوحشة.
امس شاهدت مقطع فيديو لشاب كويتي شيعي يبكي ويصرخ بصوت عالي، قاطعا صحراء العبدلي وعبر الحدود العراقية وهو يصرخ ويبكي، ويقول يا ناس المباحث الكويتية يمنعوني منذ سنوات، من السفر إلى العراق لزيارة الإمام الحسين ع لمدة خمس سنوات، بل ومنعوه من الزواج بحجة عليه مؤشر أمني، شاب مطلبه ليس إسقاط نظام ال صباح وإنما يريد زيارة ضريح الإمام الحسين ع، بكاء وصراخ هذا الشاب مؤلم ومحزن، حتى انا كتبت تعليق لعله يشاهده، قلت له اخي المحترم احضر معك اي ورقة إثبات لسجن أو اعتقال أو تهديد، وتعال إلى دول الغرب واطلب لجوء سياسي، راجع مكاتب الأمم المتحدة في الأردن وتركيا واطلب منهم فتح كَيس ملف لكي يمنحوك فرصة حصولك على لجوء سياسي، اذا لم تستطيع ذلك، أين ماترى إعلام السفارات للدول الغربية التي تمنح اللجوء ادخل إلى السفارة واطلب لجوء واحتمي داخل السفارة فهم بلا شك يوفرون لكل شخص يدخل سفاراهم ويطلب لجوء، لكن على الشخص الذي يطلب لجوء عليه إحضار وثائق تثبت تعرضه للظلم والسجن والتعذيب.
في الختام تبقى شعوب دول الشرق الاوسط ساحة إلى الحروب وعدم الاستقرار السياسي والديني والقومي والنذهبي.
مع خالص التحية والتقدير
اخوكم بالانسانية
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
13/8/2024