فيينا / الأثنين 19. 08 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في معاني القرآن الكريم: كرم الكرم إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه المتظاهر، نحو قوله: “إن ربي غني كريم” (النمل 40)، وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه، ولا يقال: هو كريم حتى يظهر ذلك منه. قال بعض العلماء: الكرم كالحرية إلا أن الحرية قد تقال في المحاسن الصغيرة والكبيرة، والكرم لا يقال إلا في المحاسن الكبيرة، كمن ينفق مالا في تجهيز جيش في سبيل الله، وتحمل حمالة ترقئ دماء قوم، وقوله تعالى: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” (الحجرات 13) فإنما كان كذلك لأن الكرم الأفعال المحمودة، وأكرمها وأشرفها ما يقصد به وجه الله تعالى، فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التقي، فإذا أكرم الناس أتقاهم، وكل شيء شرف في بابه فإنه يوصف بالكرم. قال تعالى: “فأنبتنا فيها من كل زوج كريم” (لقمان 10)، “وزروع ومقام كريم” (الدرخان/26)، “إنه لقرآن كريم” (الواقعة 77)، “وقل لهما قولا كريما” (الإسراء 23). والإكرام والتكريم: أن يوصل إلى الإنسان إكرام، أي: نفع لا يلحقه فيه غضاضة، أو أن يجعل ما يوصل إليه شيئا كريما، أي: شريفا، قال: “هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين” (الذاريات 24). وقوله: “بل عباد مكرمون” (الأنبياء 26) أي: جعلهم كراما، قال: “كراما كاتبين” (الانفطار 11)، وقال: “بأيدي سفرة * كرام بررة” (عبس 15-16)، “وجعلني من المكرمين” (يس 27)، وقوله: “ذو الجلال والإكرام” (الرحمن 27) منطو على المعنيين.
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات 13) “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى” آدم وحواء، “وجعلناكم شعوبا” جمع شعب بفتح الشين هو أعلى طبقات النسب “وقبائل” هي دون الشعوب وبعدها العمائر ثم البطون ثم الأفخاذ ثم الفصائل آخرها، مثاله خزيمة: شعب، كنانة: قبيلة، قريش: عمارة بكسر العين، قُصي: بطن، هاشم: فخذ، العباس: فصيلة “لتعارفوا” حذف منه إحدى التاءين ليعرف بعضكم بعضا لا لتفاخروا بعلو النسب وإنما الفخر بالتقوى، “إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم” بكم “خبير” ببواطنكم.
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” ﴿الحجرات 13﴾ كل الناس يعلمون ان الأب آدم والأم حواء. ولكن الغرض من قوله تعالى : “خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأُنْثى” ان يعلم الناس، كل الناس، أنهم إخوة والاخوة سواسية في الحقوق والواجبات، قوله : “لِتَعارَفُوا” فمعناه ليس القصد من اختلافكم في البلدان والأنساب والألوان أن تتفرقوا شيعا، وتتناحروا وتتفاخروا بشعوبكم وآبائكم وأجناسكم. كلا، وإنما القصد أن تتعاطفوا وتتعاونوا على ما فيه خيركم وصلاحكم.. وأفضل الناس عنده تعالى أخوفهم منه، وأنفعهم لعباده. وهذه الآية دعوة من القرآن الكريم إلى أمة إنسانية وعالم واحد يجمعه العدل والمحبة، وهذا العالم أمل الصفوة من المفكرين وحلم المصلحين، وفي يقيننا ان الاعتراف بحقوق الإنسان سيظل حبرا على ورق ومجرد نظرية إذا لم تتحقق الوحدة الإنسانية الشاملة التي دعا إليها القرآن منذ أكثر من ألف وثلاثمائة سنة. “قالَتِ الأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا ولكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ولَمَّا يَدْخُلِ الإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وإِنْ تُطِيعُوا اللَّهً ورَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ” أي لا ينقصكم “مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهً غَفُورٌ رَحِيمٌ”. عند تفسير الآية 82 من سورة البقرة ج 1 ص 138 تكلمنا عن الفرق بين المؤمن والمسلم، وننقل هنا ما ذكره الدكتور طه حسين حول هذه الآية في كتاب (مرآة الإسلام) لأنه أديب يستشهد بفهمه على أسرار البلاغة قال : (كان في عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم مؤمنون ومسلمون، فما عسى أن يكون الفرق بين الايمان والإسلام؟. أما الايمان فالظاهر من هذه الآية انه شيء في القلب قوامه الإخلاص للَّه والتصديق بكل ما أوحى إلى الرسول في أعماق الضمير، ونتيجة هذا الايمان الاستجابة للَّه ولرسوله في كل ما يدعوان إليه من غير جمجمة ولا لجلجة ولا تردد مهما تكن الظروف والخطوب والكوارث والأحداث. ولازمة أخرى من لوازم هذا الايمان هي الخوف العميق من اللَّه إذا ذكر اسمه والثقة العميقة به إذا جد الجد وازدياد التصديق إذا تليت آياته. والإيمان يزيد وينقص. أما الإسلام فهو الطاعة الظاهرة بأداء الواجبات واجتناب المحظورات وإن لم يبلغ الإيمان الصادق. فمن الناس من يسلمون خوفا من البأس كما أسلم الطلقاء من قريش يوم فتح مكة، ومنهم من يسلم خوفا وطمعا كالأعراب الذين ذكرهم اللَّه في هذه الآية).
لجميع الأفراد والجماعات الحق في أن يكونوا مغايرين بعضهم لبعض”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” (الحجرات 13)، وفي أن ينظروا إلي أنفسهم وينظر إليهم الآخرون هذه النظرة. إلا أنه لا يجوز لتنوع أنماط العيش وللحق في مغايرة الآخرين أن يتخذوا في أية ظروف ذريعة للتحيز العنصري”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (الحجرات 11) أو يبررا قانونا أو فعلا أية ممارسات تمييزية من أي نوع.
عن موقع زيارة الأربعين: إرشادات الزائر: إرشادات لسلامة السفر: حاول الحفاظ على جواز سفرك أثناء الرحلة حتى لا تحدث مشكلة عند مغادرة العراق. فقدان جواز سفر الزائر أثناء الرحلة لسبب ما، لذلك يوصى بأن يحمل الزوار صورة من جوازات سفرهم ومستمسكاتهم الأخرى وبضع صور. الدخول غير المصرح به إلى أراضي العراق يعاقب عليه بعقوبة شديدة وسجن طويل الأمد (من سنتين إلى عشر سنوات)، لذلك من الضروري أن يكون لديك جواز سفر مختوم عند دخول العراق. احترام القواعد الأمنية: احترام رجال الأمن العراقيين من العسكريين وسلطات تنفيذ القانون والحشد الشعبي الخ، وتجنب أي سلوك غير مهذب معهم، وأن يتم التعاون الكامل مع القوات العسكرية خصوصاً أثناء عمليات التفتيش الأمني والتعاون معها بصبر ورباطة جأش. الامتناع عن حمل أو شراء أي معدات عسكرية غير مصرح بها مثل مسدسات الصعق، والهراوات، وأصفاد الشرطة، وحافظات الأسلحة، والأسلحة الباردة، إلخ. يجب على الزوار الامتناع عن أي نقاشات سياسية وقضايا سياسية خلافية، والامتناع بشكل صارم عن السفر مع الأشخاص المشبوهين. في أيام الأربعين والحج إلى العتبات المقدسة، الامتناع عن القيام بأي عمل خارج عن العادات والإجراءات العامة للديانة الشيعية، مما يؤدي إلى تشويه سمعة الدين والمدرسة: تجنب الالتفات إلى الشائعات ونشرها والتي تعد من أهم أساليب الأعداء لتدمير روح الوحدة وخلق الفرقة بين الأمة الإسلامية، يجب تلقي الأخبار والمعلومات الضرورية فقط من مصادر موثوقة. عند ظهور مشكلة، الامتناع عن أي خلافات أو مجادلات مع الحجاج الآخرين، وضيوف المزارات والمقدسات، وأصحاب المحلات التجارية وغيرهم، والتوجه إلى الجهات المختصة للتعامل مع المشكلة وحلها. المواصلات والإقامة في العراق: في حالة استخدام المركبات في العراق، فإن معاملة السائقين بشكل جيد وتقدير جهود طاقم النقل لها فاعلية كبيرة في إظهار الوحدة والأخوة، وتعتبر مثل هذه التصرفات سلوكيات مقبولة وأخلاقيات إسلامية. التقدير والشكر لجهود المضيفين في العراق وخدم المواكب وأصحاب البيوت الذين كرّسوا بصدق ممتلكاتهم ومنازلهم لراحة زوار الإمام الحسين ع، يتم التأكيد على المعاملة المناسبة والمهذبة معهم، من المناسب أيضًا إن أمكن تكريم المضيفين ومنحهم هدية، وخاصة أطفالهم الصغار. في حالة استخدام السيارة والمركبات يفضل تدوين رقم السيارة ونوعها واسم السائق ورقم السائق إن أمكن بحيث يكون ضرورياً عند استلام الأشياء المتبقية في السيارة.
عن شبكة لالش الاعلامية المرجعية العليا تثني على كرم العراقيين في زيارة الاربعين وتعلن أعداد الزائرين المشاة نهاراً بتاريخ 25 نوفمبر 2016: أثنت المرجعية الدينية العليا على كرم العراقيين في زيارة الاربعين، وتقدمت بالشكر لكل من ساهم بانجاحها، معلنة أن أكثر من 11 مليون زائر أدوا الزيارة الأربعينية سيرا على الاقدام وفق مارصدته كاميرات المراقبة في ثلاثة محاور وخلال النهار فقط وباستثناء الزائرين الذين دخلوا كربلاء المقدسة من خلال المركبات. وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني المطهر حضرها مراسل وكالة “الفرات نيوز” ”لقد انتهت زيارة الأربعينية هذا العام باعداد مليونية وفي ظروف جيدة، ونود الإشارة إلى أن الشعب العراقي النبيل كما عودنا قد بذل كل ما بوسعه في سبيل انجاح هذه الزيارة فرغم كل معاناته وآلامه لكنه تناساها وتغافل عنها مسطرا بذلك تاريخا مشرفا يضاف الى سجل تاريخه”. واضاف” ما أجود الشعب العراقي وأسخاه وما أصبره، فهو شعب معطاء ومضياف ومجاهد، حيث يندر ان نجد شعباً يسعى كل ابنائه شيوخا وشبابا ونساء في فترة زمنية قد تصل الى الــ 20 يوما في خدمة بعضهم بعضا وضيوفه من خارج العراق وبسخاء لا يوصف مع الدقة في تنظيم هذه الأمور”. واشار السيد الصافي الى ان” الزيارة الاربعينية قد يصعب تنظيمها حتى في الدول المتقدمة مع ملاحظة أن العبء كان ثقيلا جدا لكن الجميع تحملوه برحابة صدر “. ومضى بالقول ” لابد من ان نشكر كل من ساهم بإنجاح الزيارة في صورة أفضل مما كان في الأعوام الماضية، ولاسيما افراد الشرطة والآخرين في حفظ الأمن وأدوا واجبهم على أحسن وجه، وكذلك الجهات الحكومية المختلفة،اما اصحاب المواكب كان دورهم الابرز في انجاح الزيارة فجزاهم الله أفضل الجزاء”. واكد السيد الصافي ان “هذا الشعب هو أرفع وأسمى من ان تناله اشاعة هنا او اكذوبة هناك فهو شعب أصيل وواثق من نفسه ومحافظ على هويته “، لافتاً إلى ان ” الإرهابيين لما لم يتسن لهم استهداف الزوار في الأربعينية ليقظة القوات الأمنية وتعاون الزائرين معهم استهدفوا جمعا منهم في محطة وقود في الشوملي في مدينة الحلة بمحافظة بابل”. وتابع ” فيا لبؤسهم وخستهم، ويقينا أن إرهابهم سيزيد عشاق الحسين عليه السلام إصرارا على زيارته والتمسك بنهجه فإما هؤلاء المجرمون سينالون جزائهم في ساحات القتال على أيدي قواتنا الإبطال”. ونوه بالقول إلى ان” الإخوة الأعزاء الذين يقاتلون الآن ويرابطون في سوح القتال كانوا قبل ذلك اكثرهم يشاركون اخوانهم في هذه الزيارة، وهم الان يدافعون عن وضع البلاد والعباد من الطغمة الإرهابية المسماة بداعش وقد استفادوا من بركات هذه الزيارة الشيء الكثير فأفاضت عليهم هذه الزيارة الشجاعة والبسالة والإقدام فحماهم الله تعالى وسدد رميتهم ونصرهم على عدوهم، وهم ان حرموا من الزيارة بأبدانهم لكن نالهم من الثواب ما هو أعظم من ذلك، كما ان كثيرا من الزوار الكرام أشركوهم في ثواب زيارتهم فنالوا أجرا مضاعفاً فياليتنا كنا معهم”. وتطرق السيد الصافي لاى عدد زوار الاربعين بالقول ان” أعداد الزائرين الوافدين الى كربلاء المقدسة سيرا على الاقدام بلغت بحسب كاميرات المراقبة وفقط في النهار من 6 صفر الى 20 صفر ومن ثلاثة محاور (كربلاء- بغداد حلة كربلاء- نجف – كربلاء) 11 مليون و210 ألف و367 زائراً الى كربلاء المقدسة حيث رصدت اعدادهم فقط في اوقات النهار وبعض اطراف الليل ونسعى في الاعوام المقبلة لتطوير المشروع.