فيينا / الاثنين 26. 08 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
ان سير الزائرين هو استذكار لمسير سبايا واقعة الطف من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الصحاري والقفار تحت سوط جند الطاغية يزيد. جاء في کتاب الاربعين وفلسفة المشي الى الحسين عليه السلام للشيخ حيدر الصمياني: المشي: المشي معناه الانتقال من مكان إلى مكان، وكما يقول ابن منظور: (المشي معروف مشى يمشي مشياً). والمشي بهذا الاعتبار ليس فيه ما يدعوا إلى الذم أو المدح، ولكنه قد يتحول إلى عبادة يحصل عليه الإنسان على أجر وثواب ضمن شروط معينة ذكرتها النصوص الإسلامية. وأجمل ما في ديننا أنه دين واقعي يعيش مع الإنسان في كل حركاته وسكناته، ولا يتركه حتى في الخلاء ومخدع الزوجية، فهو الملتزم الموجب والمانع الناهي له في بعض الأحايين والمرشد والناصح في أحايين أخرى في الكثير من الجزئيات التي قد يمرُّ بها مثل هذا الإنسان. ومن جملة هذه الجزئيات المرتبطة بحياة الإنسان هي جزئية المشي والذي يرتبط بالإنسان من أول يوم يضع فيه قدمه على الأرض، وبما أن الله عز وجل قد كلف الإنسان بإعمار الأرض والسير فيها كما في الآية الكريمة: “هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا” (هود 61)، وقوله عن سيروا: “قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ” (الانعام 11)، فإن مثل هذا الإعمار يقتضي من الإنسان أن ينتقل من مكان إلى مكان ويسير ويمشي من جهة إلى جهة أخرى، فاقتضى ذلك وضع مجموعة من القواعد والإرشادات لهذا الإنسان تبين له آداب وسنن هذا المشي والسير في الأرض، وفي هذا الفصل نحاول أن نسلط الأضواء على النصوص الإسلامية قرآناً وسنة التي تناولت هذه الجزئية من جوانبها المتعددة وذلك لارتباط هذا الأمر بشكل كبير في طاعات الإنسان وعبادته بشكل عام وبالإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته بشكل خاص من خلال زيارتهم والسعي والمشي إليهم في هذا الطريق.
تعد الكتل البشرية المرصوصة السائرة مشيا الى قبلة الأحرار كربلاء المقدسة من الطرق الخارجية المؤدية لها لزيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام شاهدا أمام العالم على نصرة المظلوم على الظالم وأحقية آل البيت عليهم السلام بعد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم. جاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى عن مرصوص “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ” (الصف 4) “إن الله يحب” ينصر ويكرم “الذين يقاتلون في سبيله صفا” حال، أي صافين، “كأنهم بنيان مرصوص” ملزق بعضه إلى بعض ثابت. وجاء في تفسير الميسر: قوله تعالى عن مرصوص “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ” ﴿الصف 4﴾ مرصوص صفة، مرصوص: مُلصَقٌ بعضه ببعض. أو ملصق بالرصاص. مَرْصُوصٌ: مثبت لا يزول ملصق بعضه ببعض. بُنيانٌ مَرْصوص: متلاصق مُحكم لا فرجة فيه. إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان متراص محكم لا ينفذ منه العدو. وفي الآية بيان فضل الجهاد والمجاهدين؛ لمحبة الله سبحانه لعباده المؤمنين إذا صفُّوا مواجهين لأعداء الله، يقاتلونهم في سبيله.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن مرصوص “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ” ﴿الصف 4﴾ “إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا” أي يصفون أنفسهم عند القتال صفا وقيل يقاتلون في سبيله مصطفين “كأنهم بنيان مرصوص” كأنه بني بالرصاص لتلاؤمه وشدة اتصاله وقيل كأنه حائط ممدود رص على البناء في إحكامه واتصاله واستقامته أعلم الله سبحانه أنه يحب من ثبت في القتال ويلزم مكانه كثبوت البناء المرصوص ومعنى محبة الله إياهم أنه يريد ثوابهم ومنافعهم. وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن مرصوص “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ” ﴿الصف 4﴾ أي محكم ثابت كأنه بني بالرصاص، ونقل عن علماء الآثار انهم عثروا على أبنية قديمة بنيت بالرصاص، وقال تعالى حكاية عن ذي القرنين: “آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً” (الكهف 96) والقطر الرصاص أو النحاس المذاب. ومن نافلة القول: ان اللَّه سبحانه يحب تماسك الجماعة وتعاضدها في كل ما يعود عليها بالخير والصلاح.
من منافع الزيارة المليونية لأربعينية الحسين عليه السلام هي التعارف بين محبيه القادمين من مدن ودول مختلفة. جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن يتعارفون “وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ” ﴿يونس 45﴾ بين سبحانه حالهم يوم الجمع فقال: “وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ” أي: يجمعهم من كل مكان إلى الموقف “كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا” في الدنيا “إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ” أي: كأنهم لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من النهار ومعناه أنهم استقلوا أيام الدنيا فإن المكث في الدنيا وإن طال كان بمنزلة مكث ساعة في جنب الآخرة عن الضحاك وجماعة وقيل استقلوا أيام مقامهم في الدنيا لقلة انتفاعهم بأعمارهم فيها فكأنهم لم يلبثوا إلا يوما فيها لقلة فائدتها وقيل إنهم استقلوا مدة لبثهم في القبور عن ابن عباس وقد دل الله سبحانه بذلك على أنه لا ينبغي لأحد أن يغتر بطول ما يأمله من البقاء في الدنيا إذا كان عاقبته إلى الزوال. “يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ” معناه أن الخلق يعرف بعضهم بعضا في ذلك الوقت كما كانوا في الدنيا كذلك وقيل: معناه يعرف بعضهم بعضا ما كانوا عليه من الخطإ والكفر قال الكلبي: يتعارفون إذا خرجوا من قبورهم ثم تنقطع المعرفة إذا عاينوا العذاب ويتبرأ بعضهم من بعض “قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ” أي: بلقاء جزاء الله “وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ” للحق قال الحسن معناه خسروا أنفسهم لأنهم لم يكونوا مهتدين في الدنيا ولو كانوا مهتدين في الدنيا لم يخسروا أنفسهم ومعناه أنهم خسروا الدنيا حين صرفوها إلى المعاصي وخسروا نعيم الآخرة حين فوتوها على أنفسهم بمعاصيهم.
عن موقع ارفع صوتك بين العراق والحجاز والشام ومصر أين دُفنت رأس الحسين؟ للكاتب محمد يسري بتأريخ 2 أغسطس 2022: عسقلان: تذهب بعض الروايات أيضا أن رأس الحسين دُفن في مدينة عسقلان. لا يوجد تفسير واضح لسبب وصول الرأس إلى ذلك المكان بالذات. قال بعض المؤرخين إن الرأس لمّا خرجت من دمشق في أعقاب سقوط الدولة الأموية، فإن البعض سرقها ودفنها في تلك المدينة. بل، يرى آخرون أن الرأس دُفنت في عسقلان منذ فترة مبكرة. يقول الشبلنجي الشافعي في كتابه “نور الأبصار في مناقب آل بیت النبي المختار”: “ذهبت طائفة إلى أن يزيد أمر أن يُطاف بالرأس في البلاد فطيف به حتى انتهى إلى عسقلان فدفنه أميرها بها”. من المُحتمل أن أمر دفن الرأس في عسقلان لم يشتهر إلا في القرن الخامس الهجري. يشهد على ذلك ما ذكره شهاب الدين النويري المتوفى 733هـ في كتابه “نهاية الأرب في فنون الأدب” “أن رجلًا رأى في منامه وهو بعسقلان أن رأس الحسين في مكان بها، عُيّن له في منامه، فنبش ذلك الموضع، وذلك في أيام المستنصر بالله العبيدي صاحب مصر، ووزارة بدر الجمالي، فابتنى له بدر الجمالي مشهدًا بعسقلان”. لا تزال آثار هذا المشهد قائمة حتى الآن. القاهرة: يذكر الكثير من المؤرخين كذلك أن رأس الحسين انتقل من عسقلان إلى القاهرة في زمن الدولة الفاطمية. يستشهد هؤلاء بما رواه تقي الدين المقريزي المتوفى 845هـ في كتابه “المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار”. يقول المقريزي: “وكان حَمْلُ الرأس إلى القاهرة من عسقلان، ووصوله إليها في يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ويُذكَر أنّ هذا الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان وجد دمه لم يجف، وله ريح كريح المسك”. يرى البعض أن نقل الرأس إنما وقع بسبب الخوف عليه مما قد يلحق به من التدنيس أو الامتهان، فقد كان الصليبيون يسيطرون على العديد من المدن الشامية في تلك الفترة، فآثر الفاطميون أن ينقلوا رأس الحسين إلى عاصمتهم للحفاظ عليه. وأحاطوه بمختلف أنواع التبجيل والاحترام والتقديس. ويعتقد الكثيرون أن الرأس مدفون حاليًا في المشهد الحسيني المعروف في القاهرة. على الجانب الآخر، شكك بعض المؤرخين في هذا الأمر. وأعلنوا أن قصة نقل الرأس للقاهرة لم تكن إلا نوعًا من أنواع الخداع والكذب. يقول ابن كثير موضحًا هذا الرأي: “وادعت الطائفة المسمون بالفاطميين أن رأس الحسين وصل إلى الديار المصرية ودفنوه بها وبنوا عليه المشهد المشهور به بمصر… وقد نص غير واحد من أئمة أهل العلم على أنه لا أصل لذلك، وإنما أرادوا أن يروجوا بذلك بطلان ما ادعوه من النسب الشريف، وهم في ذلك كذبة خونة.. قلت: والناس أكثرهم يروج عليهم مثل هذا، فإنهم جاؤوا برأس فوضعوه في مكان هذا المسجد المذكور، وقالوا: هذا رأس الحسين، فراج ذلك عليهم واعتقدوا ذلك والله أعلم”.
عن وكالة كربلاء الدولية زعماء اتراك زاروا كربلاء: زار العديد من الزعماء الاتراك العراق وقصد الكثير منهم كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في ازمان مختلفة، وسجلَ التاريخ هذه الزيارات، ومنها: زيارة السلطان العثماني سليمان القانوني: وهو السلطان الثاني عشر للدولة العثمانية، عند وصوله ضواحي كربلاء المقدسة، تراءى له ضريح الإمام الحسين عليه السلام فترجل عن فرسه اكراما لحرم الإمام عليه السلام. وبعد وصوله الحرم الحسيني وزع الكثير من الهدايا على خدام الحرم المطهر وخدام الحرم العباسي المطهر، وقام بعدها بجولة في انحاء كربلاء وأمر بإنشاء سد السليمانية لدرء خطر الفيضانات عن مدينة كربلاء كما أمر بشق نهر جديد سمي بنهر (السليمانية) نسبة إليه وهو النهر الحالي المعروف باسم (الحسينية)، وأمر كذلك بتعمير المرقد الحسني والعباسي المطهرين كما في كتاب (كربلاء وحائر الحسين). زيارة الزعيم العثماني مراد الرابع: وهو السلطان السابع عشر من السلاطين العثمانيين مراد الرابع بن أحمد الاول، تولى الحكم بعد أخيه عثمان الثاني، وزار مدينة كربلاء عام 1048هـ وعند زيارته لمرقد الامام الحسين عليه السلام أمر بتعمير المرقد المطهر، وكذلك أمر بتعمير القبة المباركة للمرقد الحسيني ومن ثم تجصيصها، بعدها قام بالتجول في مدينة كربلاء وأمر بإصلاح شوارعها وكري انهارها ومساعدة فقراءها وتوزيع المواد الغذائية على المحتاجين من ابناء كربلاء، وقد جاء ذلك في كتاب (اربعة قرون من تاريخ العراق، ص54). الزعيم التركي عدنان مندرس: وهو أحد العناصر التي كانت تعمل مع مؤسس تركيا الحديثة (أتاتورك)، وانتخب عام (1369هـ) رئيساً لتركيا بعد ان فاز بأغلبية ساحقة، وقد زار مدينة كربلاء عام 1373هـ، وعند وصوله لكربلاء قام بزيارة المرقدين المقدسين الحسيني والعباسي وبعد زيارته لمدينة كربلاء زار مدينة النجف الاشرف، وقد أرخ هذا صاحب (دائرة المعارف الحسينية، قسم المراقد، ج3، ص93). بعدها عاد الى بلاده وبقي في منصبه الى عام 1380هـ فجرى اعتقاله وتقديمه للمحكمة على اثر انقلاب عسكري حدث في تركيا، فحكمت عليه بالإعدام وتم تنفيذ الحكم فيه.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك ..
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك ..