فيينا / الأثنين 03 . 02 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
جاء في موقع العراق عن ذكرى مواليد الأنوار المحمدية الثلاث الإمام الحسين بن علي وأخيه أبي الفضل العباس والإمام زين العابدين للكاتب محمد الكوفي: خطاب الحق: ويهبط الوحي فتنزل الآيات المباركة تشمل الإمام الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ فيما خص الله تبارك وتعالى به أهل البيت عَلَيـْهِم السَّلامُ، فكان قوله تعالى: “وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسبا وصهرا” (الفرقان 54). أخرج أبو نعيم الحافظ وابن المغازلي بسنديهما عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في الخمسة من أهل العباء، ثم قال: المراد من الماء نور النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ الذي كان قبل خلق الخلق، ثم أودعه في صلب آدم عَلَيـْهِ السَّلامُ، ثم نقله من صلب إلى صلب إلى أن وصل صلب عبد المطلب، فصار جزئين، جزءٌ إلى صلب عبد الله فولد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ، وجزء إلى صلب أبي طالب فولد عليا عَلَيـْهِ السَّلامُ، ثم ألف النكاح فزُوّج علي بفاطمة، فولدا حسنا وحسينا عليهم السلام. وأخرج الثعلبي والخوارزمي عن ابن عباس أيضا، وابن مسعود وجابر الأنصاري والبراء وأنس وأم سلمة قالوا: نزلت في الخمسة من أهل العباء، وفي ظل قول الله جل وعلا: “وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون” (الزخرف 28)، بسند منتهٍ إلى أمير المؤمنين عَلَيـْهِ السَّلامُ قال: فينا نزل قولُ الله عزّ وجل الآية، أي جعل الإمامة في عقب الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ إلى يوم القيامة. وعن أنس بن مالك قال في ظل الآية المباركة: “مرج البحرين يلتقيان” (الرحمن 19): علي وفاطمة، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان (الرحمن 22) الحسن والحسين. وعن ابن عباس قال: علي وفاطمة بينهما برزخ ـ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ، يخرج منهما الحسن والحسين صلوات الله عليهما. وتتابع الآيات الشريفة تخصّ الإمام الحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ مع أهل بيته الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام كآية التطهير، قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (الأحزاب 33)، وآية القربى أو المودة، قوله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (الشورى 23)، وآية المباهلة، قوله تعالى: فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين (آل عمران 61) وقد أجمع المفسرون إن فاطمة الزهراء عَلَيـْهِا السَّلامُ هي المعنية بالنساء، وإن علياً صلوات الله عليه هو المعني بالأنفس، فهو نفس رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلمَ، وأما الأبناء في المباهلة فلم يكونوا إلا الحسن والحسين صلوات ربنا عليهما. الحجة البالغة: أقر بذلك المسلمون واعترفوا أن الفضل لهذا البيت الشريف فحسب، ثم لمن والاهم، وأما من جحدهم وهو يعلم فذلك الظالم المنافق، وكيف لا وقد سمع رسولَ الله صلى الله عليه وآله يقول على مسامع المسلمين ومشاهدهم مرات: حسين مني وأنا من حسين، من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسين، حسين سبط من الأسباط، من أحبني فليحب حسينا، وخاطبه قائلا: إنك سيد ابن سيد أبو سادة، إنك إمام ابن إمام أبو أئمة، إنك حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم. هذا إلى آلاف الروايات روتها العامة والخاصة، ثم رووا أن عمر بن الخطاب قال للحسين عَلَيـْهِ السَّلامُ: فإنما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله، ثم أنتم. فما كان دين ولا علم إلا أنبته الله تعالى، ثم أهل البيت، النبي وآله صلوات الله عليهم، ومنهم سيد الشهداء سلام الله عليه. وهو الّذي تأصلت العداوة بسببه بين بني هاشم وبني أمية حتى ذهبت بعرش الأمويين. وذلك أن معاوية بن أبي سفيان لما مات، وخلفه ابنه يزيد، تخلف الحسين عن مبايعته، ورحل إلى مكة في جماعة من أصحابه، فأقام فيها أشهرا، ودعاه إلى الكوفة أشياعه فيها، على أن يبايعوه بالخلافة، وكتبوا إليه أنهم في جيش متهيئ للوثوب على الأمويين. فأجابهم، وخرج من مكة مع مواليه ونسائه وذراريه ونحو الثمانين من رجاله. وعلم يزيد بسفره فوجه إليه جيشا اعترضه في كربلاء فنشب قتال عنيف أصيب الحسين فيه بجراح شديدة، وسقط عن فرسه، فقطع راسه شمر بن ذي الجوشن، وأرسل رأسه ونساءه وأطفاله إلى دمشق، فتظاهر يزيد بالحزن عليه، حتى إنه لم يقتص من قتلة الحسين، بل أكرمهم وولاهم أُمور المسلمين. أبو الشهداء الحسين بن علي عباس محمود العقاد – الناشر: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية. دفن جسده في كربلاء. واختلف في الموضع الّذي دفن فيه الرأس فقيل في دمشق، وقيل في كربلاء، مع الجسد، وقيل في مكان آخر، فتعددت المراقد، وتعذرت معرفة مدفنه. كان مقتله يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية الموافق 10 أكتوبر سنة 680 ميلادية. ويسمى بعاشوراء وقد ظل هذا اليوم يوم حزن وكآبة عند جميع المسلمين ولا سيما الشيعة.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” ﴿يس 39﴾ “والقمر قدرناه منازل” وهي ثمانية وعشرون منزلا، ينزل كل يوم وليلة منزلة منها، لا يختلف حاله في ذلك إلى أن يقطع الفلك. “حتى عاد كالعرجون القديم” أي: عاد في آخر الشهر دقيقا كالعذق اليابس العتيق، ثم يخفى يومين آخر الشهر، وإنما شبهه سبحانه بالعذق، لأنه إذا مضت عليه الأيام جف وتقوس، فيكون أشبه الأشياء بالهلال. وقيل: إن العذق يصير كذلك في كل ستة أشهر. روى علي بن إبراهيم بإسناده قال: دخل أبو سعيد المكاري، وكان واقفيا على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال له: أبلغ من قدرك أنك تدعي ما ادعاه أبوك ؟ فقال له أبو الحسن: ما لك أطفأ الله نورك، وأدخل الفقر بيتك، أما علمت أن الله، عز وجل، أوحى إلى عمران: إني واهب لك ذكرا يبرئ الأكمه والأبرص، فوهب له مريم، ووهب لمريم عيسى، فعيسى من مريم، ومريم من عيسى، ومريم وعيسى شئ واحد، وأنا من أبي، وأبي مني، وأنا وأبي شئ واحد ؟ فقال له أبو سعيد: فأسألك عن مسألة؟ قال: سل، ولا أخالك تقبل مني، ولست من غنمي، ولكن هلمها. قال: ما تقول في رجل قال عند موته: كل مملوك لي قديم، فهو حر لوجه الله ؟ فقال أبو الحسن: ما ملكه لستة أشهر فهو قديم، وهو حر. قال: وكيف صار كذلك؟ قال: لأن الله تعالى يقول: “والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم” أسماه الله قديما، ويعود كذلك لستة أشهر. قال: فخرج أبو سعيد من عنده، وذهب بصره، وكان يسأل على الأبواب حتى مات.
جاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” ﴿يس 39﴾ وهذه المنازل لا تبدل بغيرها، ولا تتحول من مكانها، ولا القمر يضل عنها. وقال الفلكيون: أنها 28 ينزل كل ليلة في واحد منها، ويستتر في ليلتين إذا كان الشهر 30 يوما، وفي ليلة واحدة إذا كان 29، وعندئذ يصير كغصن النخلة في الدقة والانحناء، وهذا هو المراد بالعرجون. وتقدم ما يتعلق بذلك في الآية 36 من سورة التوبة ج 4 ص 29 فقرة الأشهر القمرية هي الأشهر الطبيعية.
وردت علاقة القمر بالمنزل في آيتين مباركتين: “وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” (يس 39)، “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ” (يونس 5).
وجاء في المعاجم: عُرجون: (اسم) الجمع: عَراجينُ. العُرْجُونُ: العِذْق، ما يحملُ التَّمْرَ، وهو من النَّخْل كالعنقودِ من العنب. عَرجَنَ: (فعل) عَرْجَنَ الثَّوْبَ ونحوَه: رسَمَ فيه صورة العُرْجُون. عُرْجُونُ: عُرْجُونُ: العِذْقُ، أو إذا يَبِسَ واعْوَجَّ، أو أصْلُه، أو عُودُ الكِبَاسَةِ، أو نَبْتٌ كالفُطْرِ يُشْبِهُ الفَقْعَ ج: عَراجِينُ. عُرْجُونُ النَّخْلَةِ: عِذْقُهَا، أَيْ عُنْقُودُهَا. جمع عَراجينُ: (النبات) ما يَحمِل التَّمْرَ، وهو من النَّخل كعنقود العنب: عرجون تمر،”وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ” (يس 39). أَبو عمرو: العُرْهونُ والعُرْجُونُ والعُرْجُد كلُّه الإِهانُ والعُرْجُون العِذْقُ عامَّة، وقيل: هو العِذْقُ إذا يَبس واعْوجَّ، وقيل هو أَصل العِذْق الذي يعْوَجُّ وتُقْطع منه الشماريخ فيبقى على النخ يابساً، وقال ثعلب: هو عُود الكِباسة. قال الأَزهري: العرجون أَصْفرُ عري شبه الله به الهلالَ لما عاد دقيقاً فقال سبحانه وتعالى: “والقَمَر قَدَّرْناه مَنازلَ حتى عاد كالعُرْجُون القديم” (يس 39).
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات