الرئيسية / مقالات / خطوة الى الامام وخطوات الى الوراء…لارضاء من؟

خطوة الى الامام وخطوات الى الوراء…لارضاء من؟

السيمر / الجمعة 09 . 09 . 2016

عبد الصاحب الناصر

ان نكون منصفين علينا البدء بتشخيص الاخطاء مع كثرتها، و خاصة والعراق يمر في احلك الظروف. انتخب السيد عمار الحكيم ( ١٩٧١ ) رئيسا للائتلاف الوطني الشيعي )، لارضاء من ؟، هل لارضاء الشعب العراقي؟ أم لإرضاء امريكا، او لارضاء ايران، او لارضاء السعودية؟ او لارضاء الله او ربما لارضاء اجداد السيد؟ .و هل يمكن ان يكون لارضاء جميع هؤلاء الذين تتضارب مصالحهم؟.
يقابله من الطرف الثاني سكوت حزب الدعوة الاسلامية بجميع تشعباته ، الحزب الذي كنا نتأمل منه الخير كما كنا نتأمل الخير سابقا من الحزب الشيوعي العراقي .كون الحزبان اقرب الى النهج الوطني في أديولوجيتهما .
عمدا و باصراراً، وقف الحزب الشيوعي على طرف خلاف مع الزعيم الراحل ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم وآزر بدون تمحيص موقف السيد ملا مصطفى البرزاني، قائد الحزب الديمقراطي الكردستاني و رفع ) شعار الديمقراطية في العراق و الحكم الذاتي لكردستان)، فكان انقلاب شباط الاسود ، يوم كان الحزب الشيوعي يملك الشارع و المؤسسات الديمقراطية و المنظمات النقابية ،، الخ. . ثم تشاور مع القوميين للاندماج في صفوف الاتحاد الاشتراكي العربي و حل الحزب ٦٤ ، كما تحالف لاحقا مع البعث و سلمه كل الارتباطات الدولية ليجيِّرها باسم البعث.
. يقف اليوم حزب الدعوة بعد تصدعه و انشقاقه في موقف كما حصل للحزب الشيوعي أيام زمان، اي عليه ان يترك المبادئ و يرتمي بأحضان تحالفات القوى غير المنسجمة اصلا. ناهيك عن عدم ترابط المبادئ العامة .
عند مراجعة برنامج السيد العبادي الذي ضربت من اجله عرض الحائط نتائج الانتخابات و من اجل تنصيبه ، كبطل للاصلاح، وشعارات العبادي برفض المحاصصة و برفض سيطرة الاحزاب على كل مناصب الدولة العراقية العليا وبتشكيل حكومة مستقلة بعيدة عن سيطرة الاحزاب و الكتل و بعيدة عن التطرف العرقي و المذهبي . و ملاحقة ارباب الفساد الاقتصادي الذي هو اخطر من الارهاب ؟ و من ثم تشكيل حكومة مستقلة تكنوقراطية . الي اي من هذه الشعارات استند العبادي و من معه عند تسمية عمار الحكيم قائدا للائتلاف الوطني؟ ام لان اختيار السيد عمار الحكيم الذي يحمل كل تلك المواصفات ؟ ، كفيل بارضاء (اخوتنا ، انفسنا)، خصوصا بعد اصدار قانون العفو العام . و لكن حتى كل نبوءات و اختصاصات السيد الحكيم لا تحل مشكلة التهميش التي يعاني منها (اخوتنا ، انفسنا) ، و ربما ستعود ساحات العزة و الكرامة بعد تحرير الموصل، و تذهب تضحيات الحشد الشعبي هباء لأنه انطلق من منطلق طائفي ؟ ، طمعا بإرضاء بعض اهل الانبار، و بعض اهل صلاح الدين و ديالى و ربما حتى بعض اهل الموصل، و لمشاركة السيد مسعود بعد تحرير الاراضي المتنازع عليها ،الموصل من ضمنها! .
ما هو موقف حزب الدعوة من طريقة حكم العبادي؟ ان كانوا يفقهون مسيرته .
ربما لست انا الوحيد الذي لا يعرف ما هي اهداف السيد العبادي و ما هي خطط مسيرته .إذا كان كل همه ان يقيم ادارة علمية تكنوقراطية في جميع مفاصل الدولة العراقية، فلماذا لم يعارض او اقلها يعترض و يقترح تسمية شخص شيعي علماني ، تكنوقراطي ، مثل السيد الشهرستاني؟ لرئاسة التحالف الوطني؟.لقد سجن السيد الشهرستاني لاحدى عشر سنة لأنه رفض المساومة يوم سافر عمار ملحقاً باهله وهو في الثامنة من عمره الى ايران، وعاش معززا مكرما وطفلاً مدلل في ايران، بينما كان الشهرساتي يقبع في سجن انفرادي في سجون الطاغية . و الشهرستاني عالم بجدارة. فهل عمار عالم فقهي وحتى كمبتدئ على الأقل؟.
ثم ماذا سيكون موقف الائتلاف من الاعتراضات التي لا تنقطع و لا تتوقف من قبل اكثرية الشعب العراقي ، من انتقاد السيد عمار الحكيم . الا يزال عمار يسكن في قصر كبير يعود للدولة العراقية ؟ اليس هذا التبذير هو اقرب الى الفساد المالي؟ ام ان شعارات السيد العبادي ككل الشعارات الاستهلاكية غير ديمقراطية و لا تكنوقراطية و لا دعوتية، لان عمار الحكيم لم ينصب رئيسا للاتلاف عن طريق التصويت بين اعضاء تجمعات الائتلاف الوطني .
ان تسمية شخص علماني شيعي كرئيس للائتلاف الوطني ليست مخاطرة في زمن الارهاب السلفي الداعشي .هذا التذبذب في تصرفات الاحزاب و الكتل الشيعية، وهو بدون اي اتجاه واضح ينطبق عليه القول:

(بت بعد بالدلال جاهل يعت بي
يبجي من اصيح عليه
يكطعا من اخلي) .

من هم إذا الباكون الذين “يعتّون” بالخيوط ، كالجهلة ؟ هل هم حزب الدعوة ام الفضيلة ؟ و لن اضيف و اكتب عن الصدريين لأنهم توابع معصوبي الاعين تقودهم بقايا البعث و يقود كل هؤلاء طفل لا يعترف بكل الخيوط .ام اكتب عن المجلس الاسلامي “الاعلى” الذي يحتكر “العلو” او “السمو”، وهو لا يمثل سنة العراق ايضا او بقية الشعب العراقي ؟
ليست سهله مسؤولية و مهمة السيد العبادي، لانه يسعى لارضاء الجميع، خط يتنافى مع شعاره بوقف المحاصصة و المحسوبية و تاسيس دول التكنوقراط و الاستفادة من الخبرات العراقية كلها .
ربما هذا الاختيار جاء تماشيا مع الاتفاق الاخير مع الاقليم و مع قانون العفو العالم، الشعار الذي لم يخفيه السيد عمار يوما بالتسامح و التصالح مع البعث الذين لم”تتلطخ” ايديهم بدماء العراقيين كما لم يخفيه قادة اليوم من الحزب الشيوعي العراقي .
كم من البعث دواعش اليوم في الموصل و في الانبار و في صلاح الدين ؟ و كم من الذين تعرض افاداتهم على القناة الفضائية العراقية اسبوعيا من البعث الجديد لقلة اعمارهم ؟؟؟ كلهم من البعثيين الجدد ؟ مواطنين في دولة اسلامي العراق و الشام ( داعش) .سيشملهم العفو ، تماشيا و ضمن تنصيب عمار الحكيم رئيسا للائتلاف الوطني .
ما هو تاريخ السيد عمار الوطني ؟، سافر وهو طفل ابن الثامنة و عاد وهو شاب ذو ٣٢ عاما فقط .لم يجاهد في حياتيه و لم يسجن او يحارب او يبعد او يتهم .تولى منصب رئيس المجلس الاسلامي الاعلى بتوصية من والده و كأن قيادة الاحزاب وراثية .
هناك احتمالآن لتنصيب السيد عمار الحكيم ، حسب مقدرة تفكيري البسيطة .
الاحتمال الاول وهو ما يتكلم و يحاضر عنه عمار الحكيم نفسه دائما “المقبولية”. لكن المقبولية ليس كما نفهمها نحن عباد الله البسطاء بانها مقبولية الشعب العراقي .و انما هي مقبولية قادة الاحزاب الاخرى ، البعث ، الكرد ، السنة “انفسنا” بالاضافة الى مقبولية الامريكان و من بايديهم امور العراق .
و الاحتمال الثاني هو تقسيم العراق الذي لم تتوقف خطوة واحدة منذ الاقتراح الامريكي ، ربما كان يسير بعض الوقت في الخفاء . حينها سيتوج عمار الحكيم ملك على جنوب العراق، الدولة الشيعية الثانية بعد الجمهورية الاسلامية في ايران . و من بايديهم امور القوة لا يمكن للعبادي تخطيها و لا يمكن لحزب الدعوة تخطيها ايضا. كما لم يتمكن الحزب الشيوعي العراقي تخطي خطوة استقلال كردستان عن العراق ، يوم قيادة السيد خر وشوف و ميله لعبد الناصر و ليس لزعيم العراق الوطني عبد الكرم قاسم من اجل المصالح الدولية .
ما الذي تغير إذاً لنقول ان هناك خطوات الى الامام ؟.
ما حدث و فيه الأمل هو صعود و جهاد الحشد الشعبي. الذي خلط كل اورقهم و خربط كل خرائطهم ، و الذي قلب كل موازينهم . هذه هي الخطوة الحلوة الى الامام القادم .
استمعوا الى ما قالة سيد المقاومة السيد حسن نصر الله عن الحشد الشعبي العراقي.

https://www.youtube.com/watch?v=VVY5e9xa008

اترك تعليقاً