فيينا / الثلاثاء 18 . 11 . 03 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
عبدالحكيم عامر / اليمن
العصر-منذ بداية العدوان على غزة بعد طوفان الأقصى، يتضح أن أمريكا تسعى لتأجيج صراع إقليمي شامل في المنطقة، وهي لا تخفي هدفها في تنفيذ خططها الاستراتيجية عبر إشعال الفتن والحروب. ولكن من الواضح أن الولايات المتحدة، رغم محاولاتها المتكررة لخلق الأزمات، فهي لا ترغب في أن تكون هي من يتحمل تبعات الحرب المباشرة أو يدفع الثمن الباهظ لهذا التصعيد، لذا، اختارت أمريكا تكليف الأنظمة المتصهينة والخونة في المنطقة لتكون بمثابة وقود لهذه الحرب، متلاعبة بها كقطع شطرنج على طاولة مصالحها.
هذه الأنظمة التي تدور في فلك أمريكا وتتسول دعمها، فهي كونها أنظمة فاسدة ومتصهينة، أنظمة خانت شعوبها وضيعت قضايا الأمة، واليوم أصبحت أكثر ضعفاً وخوفاً وتهالكاً، لا يمكن لهذه الأنظمة أن تجرؤ على الوقوف في وجه أمريكا أو إسرائيل في معركة مباشرة، لأنها أنظمة تابعة لا تملك قرارها، وتعيش تحت وطأة الذل والخنوع.
ولكن أين يكمن الفرق؟ لأن هذه الأنظمة كانت خاضعة للمصالح الغربية، واعتادت الخضوع والتنازل. أما اليمن، فهو في وضع مغاير تماماً.
فاليمن هو البلد الذي كسر قيود التبعية، والذي حمل مشعل الجهاد والمقاومة في وجه العدوان الأمريكي والإسرائيلي، اليمن هو البلد الذي أذل العدو الأمريكي وجعلها تتراجع في العديد من المواقف، وهو البلد الذي أهان العدو الإسرائيلي بفضل تضحيات شعبه ومجاهديه الذين لا يعرفون الخوف. لذا، لن يكون أمام هذه الأنظمة الخانعة سوى الصمت أمام صمود اليمن، الذي أثبت للعالم أن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان والعزيمة، وليس في الأسلحة أو المصالح المزعومة.
اليمن اليوم أمام خيار تاريخي عظيم، وهو خيار الرد على العدوان الأمريكي بكل شجاعة وحزم، فلا يمكن لليمن أن يبقى صامتاً في وجه هذا العدوان، بل سيواصل دفاعه المشروع عن حقوقه ومصالحه بكل الوسائل المتاحة، ومن بينها استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، فالعدوان الأمريكي لن يمر بلا رد، فهذا الرد هو جزء من مسؤولية اليمن الإيمانية والجهادية، والتي تتمثل في حماية الأمة واستعادة حقوقها.
الشعب اليمني أتخذ موقفاً أخلاقياً قوياً، يستند إلى الشرعية الدينية والأخلاقية في إسناد غزة. فالمأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، وهي مأساة تؤلم القلوب وتستدعي المواقف الصادقة، فمن حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم هذا المحتل وهذه المجازر التي يرتكبها العدو، ومن واجب الأمة أن تكون إلى جانبه، وأما الموقف الأمريكي، فهو مخالفاً للإنسانية والدين، بل وهو موقف شاذ وغير مبرر، فالموقف الذي تروج له أمريكا في قتل الأبرياء اليمنيين في منازلهم وفي الطرقات لا يستند إلى أي شرعية، بل هو تعدٍّ سافر على الشعب اليمني.
الرئيس الأمريكي ترامب في تصريحاته الأخيرة عن الهجمات في اليمن يعتبر القصف بمثابة “إشارة” لإيران، لكن السؤال هنا: هل هذا موقف إنساني؟ هل هذا تحرك أخلاقي أم أنه مجرد تصعيد عسكري غير مبرر، يمارسه الطغاة على حساب أرواح الأبرياء؟ ترامب يحاول تبرير تصرفاته بـ “الضغوط الاقتصادية” التي مارسها على دول أخرى، ولكنه في الحقيقة يساوم على الدماء ويختبئ خلف شماعة الإرهاب لإخفاء جرائمه، وما يفعله هو إجرام مفضوح لا يتوانى عن بيع دماء الأبرياء في مقابل المال.
اليمن اليوم، بقيادته وشعبه، لن يرضخ لهذا الظلم. نحن في مواجهة مع قوى تحاول إعادة تقسيم المنطقة وفقاً لمصالحها الضيقة، ولكننا نعلم أن القوة الحقيقية تكمن في الوحدة والإرادة الحرة، في أن نكون أصحاب الحق ولا نساوم على كرامتنا.
المصدر / تحليلات العصر الدولية
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات