الرئيسية / مقالات / مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 43): المساجد: خطوة الامام علي، البيضان

مصطلحات قرآنية والبصرة (ح 43): المساجد: خطوة الامام علي، البيضان

فيينا / الجمعة 28 . 03 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في موقع المعرفة عن جامع خطوة الإمام علي: مسجد البصرة القديم أو جامع خطوة الإمام علي وهو أول مسجد في الإسلام خارج مكة والمدينة المنورة شيد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب من قبل عتبة بن غزوان والي البصرة كان في بداياته مبني من أجذاع النخيل لكنهُ تدمر بالحريق الكبير وأعيد بنائه من اللبن والطين من ثم أعيد بناءه في خلافة عمر بن عبد العزيز ثم دُمـِّرَ في عهد الدولة العباسية جراء الفيضان الكبير الذي أصاب مدينة البصرة وتضاءلت أهميته بعد انتقال معظم أهل البصرة من موقعها القديم إلى الجديد، ولقد شهد هذا المسجد مراحل مهمة من تاريخ الإسلام والمسلمين، ومنها زيارة علي بن أبي طالب وعائشة لهُ بعد موقعة الجمل، وخطبة زياد بن أبيه التي سميت بالبتراء، وكذلك مجزرة الحجاج التي راح ضحيتها مئات كبار العرب في البصرة، وثورة الزنج. ويعتبر أول مدرسة للفقه، والحديث النبوي الشريف ثم علم الأصول والفلسفة. ودرس فيه الإمام عبد الله بن عباس المسمى بحبر الأمة، والزاهد الحسن البصري، وواصل بن عطاء. وفيه أول دعوة لاعتماد العقل كطريق لاستنباط الأحكام الشرعية. يعتبر مسجد البصرة القديم من المزارات المهمة لطائفة الشيعة حاليا، حيث يزورونه ويقيمون فيهِ الصلاة ويسمونه مسجد خطوة الامام علي بن أبي طالب لأنه حضر وصلى فيه وألقى عددا من الخطب فيهِ عند واقعة الجمل الشهيرة سنة 36 هـ.
 
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ” فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ” (التوبة 18) الآية السياق كاشف عن أن الحصر من قبيل قصر الإفراد كان متوهما يتوهم أن للمشركين والمؤمنين جميعا أن يعمروا مساجد الله فأفرد وقصر ذلك في المؤمنين، ولازم ذلك أن يكون المراد بقوله: “يعمر” إنشاء الحق والجواز في صورة الإخبار دون الإخبار، وهو ظاهر. وقد اشترط سبحانه في ثبوت حق العمارة وجوازها أن يتصف العامر بالإيمان بالله واليوم الآخر قبال ما نفى عن المشركين أن يكون لهم ذلك ولم يقنع بالإيمان بالله وحده لأن المشركين يذعنون به تعالى بل شفع ذلك بالإيمان باليوم الآخر لأن المشركين ما كانوا مؤمنين به، وبذلك يختص حق العمارة وجوازها بأهل الدين السماوي من المؤمنين. ولم يقنع بذلك أيضا بل ألحق به قوله: “وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله” لأن المقام مقام بيان من ينتفع بعمله فيحق له بذلك أن يقترفه، ومن كان تاركا للفروع المشروعة في الدين وخاصة الركنين: الصلاة والزكاة فهو كافر بآيات الله لا ينفعه مجرد الإيمان بالله واليوم الآخر وإن كان مسلما، إذا لم ينكرها بلسانه، ولو أنكرها بلسانه أيضا كان كافرا غير مسلم. وقد خص من بينها الصلاة والزكاة بالذكر لكونهما الركنين الذين لا غنى عنهما في حال من الأحوال.
 
عن مكتبة الروضة الحيدرية: مسجد خطوة الامام علي عليه السلام في البصرة: ولما فرغ أمير المؤمنين عليه السلام  من حرب الجمل خطب الناس بالبصرة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: يا أهل البصرة! أهل البصرة! يا أهل المؤتفكة أتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله تمام الرابعة يا جند المرأة وأعوان البهيمة، رغا فأجبتم، وعقر فانهزمتم أخلاكم دقاقن ودينكم نفاق وماؤكم زعاق بلادكم أنتن بلاد الله تربة، وابعدها من السماء، بها تسعة أعشار الشر، المحتبس فيها بذنبهن والخارج منها بعفو الله، كأني أنظر إلى قريتكم هذه وقد طبقها الماء حتّى ما يرى منها إلا شرف المسجد كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر. كان الإمام إذا جاء للصلاة يتخطى الناس إلى القبلة، فأمر زياد بتحويل دار الأمارة من الدهناء إلى قبلة المسجد فكان الإمام يخرج من الباب في حائط القبلة. وهذا يعني إن البناء القديم ظل على حاله وان  دار الامارة ملاصقة للجامع من جهة القبلة أي الجنوب الغربي وكان بينهما وبين الجامع باب يخرج منه الأمير إلى المسجد مباشرة دون أن يتخطى المصلين. ولما تولى عبيد الله بن زياد البصرة بعد أبيه قام بشراء دار نافع بن الحارث بن كلدة وكانت شمال المسجد لغرض إكمال تربيع المسجد وأرضى ابنه عبيد الله بن نافع بأن عوضه قبل ذراع خمسة أذرع وفتح له في الحائط خوخه إلى المسجد فلم تزل الخوخة في حائطه حتّى عصر المهدي العباسي. وكان أكبر توسيع للمسجد في ولاية محمد بن سليمان بن علي العباسي سنة 160 هـ أيام الخليفة العباسي المهدي حيث بلغ عدد المصلين عشرين ألفاً فأمر المهدي بتوسيع المسجد وذلك بشراء بعض الدور المحيطة به.
 
جاء في موقع كتابات في الميزان عن ملحمة المواجهة للشيخ عبد الحافظ البغدادي: (حزب البعث وازلامه وبين التيار الديني الحسيني) المستمد حقده وتنافره من تراث وأدبيات القرى المتخلفة الحركات القومية المقيتة  وبين التيار الذي قاده نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته الاطهار وسار عليهما رجال الدين (وتحديدا الشيعة) الذين وجدوا في استمرار ثقافة المنبر الحسيني اسلوبا لتوصيل الفكر الإسلامي للاجيال وقد تحمل رجال الدين في العراق والجمهور الحسيني اكثر من غيرهم في ايران والحجاز والبحرين لان صدام حسين وحزب البعث لا يقاس بهم أحد من المجرمين. لأقرب الصورة للقارئ الكريم. لأني اقرأ بعض المنشورات من كتاب يسمون فترة صدام (الزمن الجميل) بل هو زمن مرعب بكل تفاصيله ولا يمكن ان أوصل للقارئ الذي لم يعايش تلك الفترة ان يصدق جمال فترة حكم صدام. ولكن أقول: “لو كتبت لكم عن جمال فترة حكم صدام” كمن يشرح لطفل لم يراهق لذة الجنس كان الخوف من صوت سيارة تمر امام دورنا في فترة متاخرة من الليل. ولو نظر اليك شرطي امن او بعثي صدامي فان القلق يسري في قلبك لأيام حتى يفرجها الله. سأدخل في صلب ملحمة المواجهة في فترة الزمن الجميل. خاصة في فترة الحرب العراقية الايرانية وما بعدها زاد جمون صدام وحزبه ضد ابناء الوسط والجنوب. وكانوا يعرفون تمام المعرفة وجود معممين في قيادة الحملة الحسينية (الملحمة) التي قادوها باسم الثورة الحسينية. وكنت ممن تشرف بارتقاء المنبر الحسيني في مدينة البصرة التي قدمت افواج من الشهداء على مسيرتها الطويلة مع احياء الشعائر الحسينية. منذ حرب الثمان سنوات الى فترة السقوط. في وقتها كان من ابرز الشخصيات العلمانية في البصرة المرحوم السيد علي عبد الحكيم الصافي طاب ثراه. اللقاء الأول مع سماحته:في النصف الأخير من القرن العشرين كنت أقرأ في جامع البيضان في خمسة ميل. وكان الجامع والشوارع المحيطة بالمنطقة تمتلآ بجمهور المستمعين حتى اني اتذكر زار مضيف البيضان قيادة حزب البعث للوقوف على الزخم الهائل والزخم البشري للحاضرين. في تلك الأجواء زار مجلسنا سماحة السيد علي عبد الحكيم الصافي. جلست معه وسالني بعض الاسئلة الشخصية ثم طلب أن اتشرف بالحضور في جامع الابلة ايام الجمع. واقول للتاريخ شعرت بثقل المسؤولية كوني سألقي محاضرات بحضور رجل يعتبر علما من اعلام البصرة والعراق يحمل شهادات اكاديمية ومؤلف وباحث. غير أن الذي دفعني للتمسك به تلك الفترة ما وجدت فيه من تواضع ورعاية لي وتوجيه لكثير من المفاهيم التي القيها على المنبر (وربما اعذر نفسي لان تلك الفترة لا يوجد فيها كتب شيعية تباع في المكتبات) كنا نعتمد على كتب تردنا من ايران او سوريا ولبنان يقوم بعض الشباب بطبعها ورزمها وبيعها لنا سرا.
 
ويستطرد الشيخ البغدادي قائلا: السيد علي عبد الحكيم الصافي من قرب: تعلمت منه اول مفهوم يتماشى مع الوضع القاتم وتحت المراقبة ان اسير بخطوات أن لا تؤدي بي الى الاعدام وكذلك من الجالسين. فكان يوجهني ان اعبر لبعض الكلمات بمفردات تقرب المعنى. فكان يقول لي لا تذكر كلمة (جهاد على المنبر) بل اذكر بدلا عنها دفاعا عن الاسلام والوطن. والنقطة الثانية التي علمني فيها ان لا يجد البعثيون علينا سبيلا. أن لا اتدخل بالسياسة وخاصة نقد المسؤولين. وذكر لي مثالا: ان لا اصدق ببعض الحزبيين الذين يظهرون على شاشتي جمهورية العراق والشباب ويوجهون نقد لبعض المحافظين او الوزراء. وقال هذه مصيدة لنا.. اضافة ان الرجل يحمل في قلبه حب المجتمع كله من سنة وشيعة ونصارى وصابئة. لذا تجد مجلسه دائما يزورونه من كل الفئات. كانت حياته كلها عطاء وعمل في سبيل دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحب البصرة واهلها. فكانت بصماته واهتمامه في بناء المساجد في وقت منعت السلطة البعثية بناء أي مسجد شيعي او حسينية لفترة ثلاثين سنة وهذا يعرفها القاصي والداني وكان رحمه الله مهتما كبيرا بمسجد وخطوة الامام علي عليه السلام في الزبير وله كلمة كان يرددها دائما ولم تتحقق مع الاسف. كان يقول اتمنى من الله ان ارى بناء اعمار مسجد وخطوة الامام علي عليه السلام قبل ان اموت. ولكن الموت عاجله ولكن موقف سيد علي الصافي وزيارات المسؤولين له كان يكرر عليهم في مشروع بناء خطوة الامام علي في الزبير. وترددت دعوته لبناء هذا الصرح الديني فتبرعت شركة نفط الجنوب وشركة الموانئ العراقية بمبالغ تفي الغرض الا ان المعرقلات الادارية من بغداد حالت دون إتمام رغبته. غير انه شجع المرحوم الحاج جبار ابو ستار صاحب حسينية ابو ستار في ساحة ام البروم  والشيخ محمد المطوري باعتباره مهندسا لإتمام السياج المحيط بالمسجد حاليا. وقد تبرع اهل البصرة بجميع المواد والعمل وكان ابو ستار والشيخ محمد المطوري يقومان بالاشراف. الان في عام 2025 دخل مشروع بناء خطوة الامام علي ضمن برامج الدولة العراقية وحكومة البصرة. وهذه صدقة جارية ستلحقه في قبره. ومن سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة. والان يقوم ولده سماحة السيد حسنين الصافي بمسؤولية الإشراف على خطوة الامام علي عليه السلام. ولا يخفى أن موكب بني عامر قاموا بتشييد بعض البنى التحتية في الخطوة المذكورة كالحدائق وقاعات وإدارة وساحة للمجالس الحسينية وسقيفة لجلوس الزائرين ومطبخ ومرافق صحية وغيرها.
 
جاء في موقع براثا عن حياتي مع المنبر الحسيني / جامع البيضان للشيخ عبد الحافظ البغدادي: يقع هذا الجامع في منطقة شعبية تسمى ( خمسة ميل) الى جوار الجامع مضيف من القصب بناه المرحوم الحاج صدام شبيب  حيث كان الرجل فريضة المنطقة الجنوبية. تعود اصول العشيرة الى قبيلة البو محمد ويغلب طابع التدين على البيضان والالتزام القوي بآراء المرجعية  اضافة لوجود الحاج صدام واخوته ودورهم في حل المشاكل العشائرية في البصرة والمنطقة الوسطى والجنوبية. فأصبح مضيفهم ومجلسهم الحسيني من المجالس الكبيرة في البصرة. وقد لاحظت اثناء تشرفي القراءة فيه زخم الجمهور الكبير الذي يحضر المجالس فكان لشدة الازدحام والمواضيع التي كنت أتناولها تلك الفترة سببا لاستقطاب الجمهور والشخصيات الدينية والاجتماعية من خارج المنطقة كان الشارع المقابل للجامع يغلق من كثرة الجمهور الحسيني. وجميع البيوت المجاورة يخرجون فراشا لجلوس النساء خاصة. وقد استنفرت المنظمة الحزبية قواها لمراقبة المجلس برمته ولا زال بعض الاخوة من شيوخ البيضان يقولون انه لم يتحقق ذلك العدد غير تلك الفترة. استمرت مجالسي في جامع البيضان منذ عام 1995م اكثر من خمس سنين  وكانت حافلة بعدد الحاضرين  ومن الحوادث السياسية التي ابتلينا بها  أن حدثت ثورة الحجارة في الضفة الغربية وفلسطين تلك الفترة. فتم إبلاغي من قبل شخص يرتدي زيتوني ان أدعو بالانتصار لثورة الحجارة  والدعاء للرئيس صدام حسين. ومرت المجالس دون ان اذكر اسم صدام او الدعاء له.تكرر التبليغ اكثر من مرة  وكنت اعلل السبب بالنسيان. فقرروا اعتقالي وغلق المجلس الحسيني.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً