الرئيسية / مقالات / مجزرة سبايكر وعشائر تكريت والقرآن الكريم (ح 3)

مجزرة سبايكر وعشائر تكريت والقرآن الكريم (ح 3)

فيينا / السبت  14. 06 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

د. فاضل حسن شريف
 
جاء في موقع ألواح طينية عن مذبحة عشائر تكريت بحق شباب الشيعة من تقرير لجنة التحقيق في مجزرة سبايكر للكاتب قاسم آل ماضي: أ- بعض العشائر اقترحت المساومة بهم مع الحكومة مقابل اطلاق سراح ابنائها السجناء وبعض رموز البعث.  ب- البعض الأخر اقترح اطلق سراحهم مقابل اموال و فدية، وأن اعدامهم لا فائدة منه. ج- البعض الاخر ايضاً الذي ضم عشيرة البو عجيل و البو ناصر بأفخاذها (البيجات و البو خطاب و البو مسلط ) هُم من كانت لهم قوة القرار بأعتبارهم عشيرة صدام وعبد حمود وبرزان وسبعاوي ووطبان فقالوا نصاً : (هؤلاء ثأر صدام حسين و اهلنا نعدم الشيعة و لن نقبل إلا بقتلهم جميعاً و شرط في قصور صدام)، فاستقر الرأي اخيراً بالموافقة على مقترح عشيرة صدام حسين (البوناصر بكل افخاذها من بيجات و ال خطاب و ال مسلط و ال غفور). 5- بدأت المجزرة و عملية الاعدامات يوم 2014/6/11 ليلاً بعد الأنتهاء من تشاور العشائر بينهم واتخاذ القرار بإعدامهم جميعاً، حيث كانت الإعدامات على وجبات متعددة و دون تفرقة بين (سني او شيعي) ولكل عشيرة حصة من الجنود. 6- وصلت عناصر من داعش الى تكريت قادمة من الموصل صبيحة يوم 2014/6/12 بعد ان انتهت من سيطرتها على الموصل فأصدرت عفواً من الخليفة عن المتبقين من الجنود “السُنة” و أطلاق سراحهم بشرط “التوبة” فبدأت عمليات فصل الجنود السنة عن الشيعة واطلاق سراحهم عن طريق المحكمة الشرعية التي نصبتها ” داعش. 7- الجنود الشيعة تم توزيعهم على العشائر و على الاشخاص المارة و على “بيوت العوجة” ليقوموا باعدامهم و اثبات ولائهم “للدولة الاسلامية” داعش. 8- هناك عشائر لم تكن حاضرة في القصور الرئاسية عند وصول الجنود المغدورين لها و وقت الاجتماع و لكن ما ان سمعوا بوجود “جنود أسرى” في القصور توجهوا اليها فوراً ليشاركوا “الاعدام” و الثأر لصدام وهذه حسب اعترافات المتهمين. 9- من خلال اعترافات بعض المنفذين للجريمة (المقطوعة و الممسوحة من الاعلام) ان “العوائل” كانت تأتي الى القصور فيأخذ كل نفر منهم جندي او اثنين لقتلهم و خاصة الاطفال و النساء حيث انهم قتلوا الكثير من الجنود والنساء كانت تشجع أبنائها و اخوتها على قتلهم. 10- بعد الحادثة كان ابناء العشائر يتفاخرون بينهم بأن عشيرة فلان قتلت اكثر من عشيرة فلان و ابناء فلان لهم نصيب اكبر من ابناء فلان، و فلان (بيض وجه) ليس مثل فلان الذي لم يقتل سوى اثنان او ثلاثة. 11- اثناء تنفيذ الاعدامات هناك ما يقارب 400 جندي تمكنوا من الهرب من القصور الرئاسية فتوجهوا الى الاحياء السكنية، ظناً منهم بأن البيوت في هذه الأحياء ستجيرهم وتحميهم، لكن جرى العكس، فخرج لهم ابناء تلك المناطق من اسطح البيوت فقتلتهم في الشوارع و بعضهم قُتل في الطرق ولم ينجدهم اي شخص من عشائر تكريت.
لما دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة المكرمة ترك أهلها المشركين وشأنهم، ولم يكونوا أهل كتاب، ولم يدل دليل على أنه أجبرهم على الإسلام، ولم يقتلهم بل عفا عنهم جميعاً حتى عن المجرمين منهم. قال أبو عبد اللـه عليه السلام: لما كان فتح مكة قال رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم: عند من المفتاح؟ قالوا: عند أم شيبة، فدعا شيبة فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اذهب إلى أمك فقل لها ترسل بالمفتاح، فقالت: قل لـه: قتلت مقاتلنا وتريد أن تأخذ منا مكرمتنا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لترسلن به أو لأقتلنك ـ وكان هذا مجرد تهديد ـ فوضعته في يد الغلام، فأخذه وقال لـه: هذا تأويل رؤياي من قبل. ثم قام صلى الله عليه وآله وسلم ففتحه وستره، فمن يومئذ يستر، ثم دعا الغلام فبسط رداءه فجعل فيه المفتاح وقال: رده إلى أمك، ودخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم فأتى رسول اللـه صلى الله عليه وآله وسلم البيت وأخذ بعضادتي الباب ثم قال: (لا إلـه إلا اللـه أنجز وعده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده)، ثم قال: ما تظنون وما أنتم قائلون؟ فقال سهيل بن عمرو: نقول خيرا ونظن خيراً أخ كريم وابن عم، قال: فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف: “لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ” (يوسف 92).
جاء في موقع الوفاق: عشيرة الطاغية صدام ارتكبت مجزرة” سبايكر”: أهالي الشهداء يحيون الذكرى التاسعة للفاجعة بتكريت. هذا وتوافدت مئات الأسر من مختلف المحافظات العراقية الى تكريت مركز محافظة صلاح الدين، السبت، لاحياء الذكرى التاسعة لـ”مجزرة سبايكر” والتي راح ضحيتها نحو الفي جندي، ويتهم بعثيون وعشائر من فلول نظام الطاغية صدام حسين بالمشاركة بها، عقب أسر جنود عراقيين من قاعدة سبايكر في يوم 11 يونيو 2014، بعد سيطرة التنظيم الإرهابي على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين ومدينة الموصل مركز محافظة نينوي، حيث أسروا 1700 جندي وقادوهم إلى الصحراء وقاموا بقتلهم رمياً بالرصاص ودفن بعضهم أحياء.
ومن عبر قصة أصحاب الاخدود ان شلة المنتفعين في كل قصة من قصص القرآن وفي كل زمان يعاقبهم الله جل جلاله كعقاب ملكهم او قائدهم او فرعونهم فهم أصحاب الأخدود وليس صاحب الاخدود. من الدروس المستخلصة من قصة أصحاب الأخدود الصبر على الابتلاء، واي ابتلاء هو رمي الأبرياء المؤمنين في المقابر الجماعية امام انظار القتلة القساة عديمي الضمير. قال الله جل جلاله”إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ” (المؤمنون 111) و”نَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ” (الزمر 10) و”أُولَـئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا” (الفرقان 75). ويستنتج من قصة أصحاب الأخدود أن بطل القصة غلام مما يتطلب رعاية الأطفال ليقودوا المجتمع. فكان الغلام المؤمن شجاعا لا يهاب الملك الطاغية ويدعو الناس إلى الإيمان بالله الخالق. قال الله سبحانه”سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ” (الانبياء 60) و”إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى” (الكهف 13).
 
جاء في موقع مجلس النواب العراقي عن أرشيف الدورة الثالثة: محضر جلسـة رقـم (11) الأربعاء (3/9/2014) م: الآن أترك الحديث إلى السيد وزير الدفاع وكالةً للإجابة عن الإستفسارات التي تم طرحها وعن القضايا التي أُثيرت بهذا الخصوص وهو أيضاً يتولى إدارة النقاش بخصوص الضيوف من القيادات الأمنية والعسكرية ويعطي الدور لمن يعتقد أنه مناسب أن يتحدث في هذا الموضوع. – السيد سعدون الدليمي (وزير الدفاع وكالةً):- شكراً جزيلاً فخامة الرئيس، رَحِم الله شهداء العراق ضحايا الإرهاب شهداء سبايكر وشهداء تلعفر وشهداء آمرلي وشهداء الأنبار من القوات الأمنية وسنجار وكل العراقيين الذين أناروا بدمائهم طريق الحرية والديمقراطية لبناء مجتمع سليم. أنا قد يكون مصاب وزارة الدفاع ومصاب العسكر هو مصابين وليس واحد، المصاب الأول حينما يفقد القائد أو الضابط جندي مقاتل سيف من سيوفه أعتقد أنه يشعر بالآسى ولا أظن ضابط يحمل رتبة وشرب من ماء هذا البلد يفرط بجندي أو يدفع به إلى التهلكة وإنما قوة الضابط وقوة القائد هو التماسك مع جنوده وضمهم إلى أجنحته لكي يكون قوياً. ما زالت سبايكر لا تختلف عن أماكن أخرى حقيقةً، نحن في حالة حرب وهذه الحرب لا تترك أحداً، لا تترك سنياً ولا شيعياً ولا كردياً ولا أيزيدياً ولا مسيحياً وإنما البلد مستهدف وحينما يستهدف البلد تستهدف الناس، ليس لنا خيار إلا أن ندافع بما نستطيع، نعم دافع الجيش ودافعت قوات الأمن ونعم إنكسرت في موقع هنا وهناك وهذه حرب، ولكن الأهم من ذلك هو الشعب العراقي حينما نهض بهذا الحشد الكبير لكي يقاتل الإرهاب وفقدوا ضحايا كُثر. أنا (6) أشهر في الأنبار وليس عملي أن أجلس في الأنبار وأقولها على الهواء أنا جُرحت (3) مرات ولم أذكر ذلك، أوقعوا على سقف الغرفة التي أنا جالس فيها وقلت والله لا خيار لي إلا أن أستمر لأن هؤلاء المغول الجدد جاءوا ليستبيحوا كل شيء، الحرمات، الوطن، ويبدو أن العالم كله أصبح في حالة إنذار حقيقي، نعم، أبناؤنا تلقوا الصدمة الأولى مثلما سوريا تلقت الصدمة، أنا لا أريد أن أخرج عن سياق سبايكر ولكن أريد أن أركز على هذا الأمر، أنا إستمعت إلى المطالب من الإخوة ذوي الضحايا ومعهم الحق كل الحق ولكن أعتقد معظم المطالب هي تمت الإجابة عليها، هناك مجلس تحقيقي في اليوم الثاني من الحادث وعلينا أن نفصل بين شيئين، المجلس التحقيقي والمجلس مستمر، ماذا حدث في قاعدة سبايكر؟ وماذا حدث خارج القاعدة؟ الجنود الموجودين في سبايكر وغير سبايكر هم جنود متطوعين لم يأخذهم أحد سُخرة، نعم الحشد الشعبي عظيم لأنه ذهب للتطوع ولديه قضية وحينما يذهب أي أحد منا إلى الجيش متطوعاً يعرف أن للجيش سياقات وإجراءات وسبل ومخاطر، نعم حدث إنكسار في الموصل وحدث هروب وتسرب وصل إلى صلاح الدين والمنكسر مع الأسف كأنما الخوف والإنكسار والرعب عدوى والذي يُصاب بالرعب في الموصل وجاء إلى صلاح الدين سبب إنكسار في الفرقة (4) وفي الفرقة (18) ولا خيار للآخرين إلا أن يتجمعوا في قاعدة سبايكر، هذه القاعدة الحصينة التي مساحتها (49) كم وهي محاطة ومحصنة، لم يصدر قرار من القائد العام ولا من وزير الدفاع ولا من رئاسة الأركان إلا ويقول (أثبتوا في مواقعكم وقاتلوا العدو بكل ما تستطيعون) ولم يصدر أحد أمر ويقول إنسحبوا أو إذهبوا مجازين.
 
– السيد رئيس مجلس النواب:- السادة النواب، نحن لدينا وجهات نظر مختلفة، والمشاعر والعواطف موجودة في داخلنا ونحن نريد أن نصل إلى الحقيقة، أرجوكم لا تغلب عليكم مشاعركم وعواطفكم من أن نصل إلى الحقائق، فلنستمع وبعد ذلك نناقش بطريقة نحافظ فيها على سير عمل الجلسة وإلا يوجد سياق آخر يمكن إتباعه بهذا الخصوص، تفضل معالي الوزير. – السيد سعدون الدليمي (وزير الدفاع وكالةً):- أنا أشكرك فخامة الرئيس، أنا أيضاً أقدر من خلال اختصاصي كعلم النفس هناك من يعبر عن الألم بطرق مختلفة. – النائب عواد محسن محمد العوادي (نقطة نظام):- الحقيقة أنا لا أريد أن أطيل ولا أريد أن أستفز مشاعر الآخرين ولكن الذي أرجوه من الإخوة القادة الأمنيين. نقطة النظام هي رفع كلمة المتسربين من كلمة وزير الدفاع عن الإخوة المتطوعين في الجيش العراقي. – السيد رئيس مجلس النواب:- نقطة النظام لا تتعلق بسير عمل الجلسة. – السيد سعدون الدليمي (وزير الدفاع وكالةً):- كان بودي أن أتسلسل وأنا أقدر كل المشاعر ولكن مثلما تفضلت فخامة الرئيس هناك من يعبر عن مشاعره بطرق مختلفة، من يصاب بالألم هناك من يصرخ وهناك من يعض إصبعه وهناك من يصمت، ولكن الهدف أن نصل إلى الحقيقة والحقيقة هي أن نستمع للبعض، ونحن لا نريد أن نتستر على ضابط أو قائد أو مسؤول تسبب في كارثة أو تسبب في هزيمة وأنا أقول على الهواء من تسبب في كارثة الموصل الآن خمسة من الضباط محالين إلى المحاكم العسكرية وسينالوا أقصى العقاب، ونحن لم نتهاون ولكن الإجراءات لا تتم بليلة واحدة، شكلنا مجالس تحقيقية ولا زالت مستمرة والأرقام الحقيقية عن الإخوة الموجودين في سبايكر وخارجها سوف يقولها الأخ مسؤول الإدارة لأن لديه أرقام دقيقة، أما التفاصيل الميدانية ماذا جرى في سبايكر في داخلها وخارجها؟ فسوف يتكلم الضابط الميداني الموجود هناك، وأنا لم أكن هناك حتى أتكلم بالتفاصيل. النقطة الأخرى، نحن في هذا البلد نمر بكارثة حقيقية ودعونا نعترف أنتم ممثلي الشعب، وما جرى في سبايكر ليست دوافع طائفية فقط، قد تكون، ولكن ألم يُذبحوا أهل الأنبار؟ ألم يُذبحوا أهل الموصل؟ ألم يُذبحوا أهل سنجار؟ لكي لا يكون هذا المجلس.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً