السيمر / الثلاثاء 18 . 10 . 2016
عبد الجبار نوري
عجبي/قتل أمريءٍ في غابة جريمةٌ لا تغتفرْ .. وقتلُ شعبٍ آمنٍ مسألةٌ فيها نظرْ !!!
كان عصر السبت الماضي يوماً أسودا و حزينا ، على الشعب اليمني ، أثر المذبحة والمجزرة السعودية على مجلس عزاء آل رويشان في العاصمة المنكوبة صنعاء ، أذ شنت طائرات الحقد والكراهية حممها الطائفية المحشوة بالرثاثة الفكرية الوهابية والموسومة بأبادة البشرية بمنطق التكفير الجمعي ، وكانت مذبحة ضد المدنيين العزل ، وضحايا أكثر من 700 قتيل وجريح ومعوّق ومفقود ، ووصفت من قبل الرأي العام في اليمن ب” أم الجرائم ” ، على مسمع ومرأى من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية وأكداس وثائقها المنادية بالحفاظ الجنس البشري .
مجزرة صنعاء وأجرامية المجتمع الدولي
* لا توجد مؤشرات مقنعة من الضمير الأممي من مجلس الأمن أو من البرلمان الأوربي المعني بحقوق الأنسان ، أو حتى من الجامعة العربية التي ألتزمت الصمت المطبق خوفاً من أنقطاع الهبات المالية السخية الملطخة بدم الأبرياء في مجزرة السبت الأسود في اليمن ، مع أنعدام الضغط الدولي على الحليف السعودي ، أو حتى تقليص ضرباته ، أو الأمتناع عن تدريبه في تحديد الأهداف بشكل دقيق ومؤثر .
* وها قد مضى أسبوع على الجريمة البشعة وبان كيمون هو الآخر يغطي وجه واضعاً ضميرهُ في سلة مهملات الأمم المتحدة ولم يصرّح حتى بجملة أدانة خجولة ! وكان هذا أخر صمت لمسؤول أممي( مغادر) ، وحتى لم يطالب من المبعوث الأممي إلى اليمن ” أسماعيل ولد الشيخ ” بأجراء تحقيق مستقل للمجزرة السعودية ، كما لم يبتجرأ تحديد مرتكبي الجريمة بالأسم ، وبمحاولة أمريكية خبيثة في خلط الأوراق ، أثارت زوبعة تعرض مدمرتها في باب المندب إلى صاروخين متهمة المقاومة في اليمن ، كخبرعاجل صرحت وسائل الأعلام العربية والدولية أن أوباما أمر بالرد السريع بقصف جوي مدمر هو الآخر ليس فقط على بعض القواعد على السواحل بل أمطرت الأعماق اليمنية ودمرت ما دمرت .
* المعلوم أن الأعتداء السافر من مملكة الكراهية بني سعود قد( شُرعنتْ)من قبل المحفل الأممي في مجلس الأمن يوم 5-2-2015 تحت رقم 2201،بالوقت الذي نفهمه منذ أكثر من نصف قرن أنها منظمة جاءت لحماية البشر من الجينوسايد الأثني العرقي والطائفي وحماية السلالة الآدمية من الزوال !! فراحت السعودية تحت هذا الغطاءالدولي المنافق والأفاق أن تجمع عشرة دول من ناتو الخليج ومن أذلاء هبات ورشى النفط السعودي ( السعودية قطر بحرين كويت أمارات أردن مصر سنغال المغرب السودان ) +دعم أمريكي وبريطاني وفرنسي +موافقة قرار الشرعنة من الأمم المتحدة بحربٍ مبطنة ظاهرهاُ سياسي وباطنهاُ طائفي ، حشد ملك الشؤم والزهايمر سليمان في أول أستلامه لكرسي الظلامية 150 طائرة و180 ألف معتوه ومرتزق وحاقد على البشرية جمعاء بتدمير الأخضر واليابس وحصد أرواح الآلاف من الأطفال والنساء والحفاة وهدم بيوت الصفيح على رؤوسهم ، والمحصلة تبين أنها ورطة نكسن الرئيس الأمريكي في مستنقع فيتنام عام 65-73 حين أنهزم بعد ثمان سنوات حاملا العار والهزيمة ، ووقع صاغراً على معاهدة مانيلا بالأنسحاب ، وجرى المثل على الصديق الأمريكي السعودي الخائب والمنهزم تحت الضربات الموجعة للشعب اليمني المدافع عن أرضه وعرضه ، وكان توقيف تلك الحرب القذرة أعلاناً مفاجئا للعالم في 22-ابريل 2015 برقم 2216 الصادر من الأمم المتحدة لآخراج الصديق البترولي من وحل المستنقع اليمني .
* أمريكا أكبر مورد للأسلحة الفتاكة لآل سعود والمحرمة دولياً وأن أدارة الرئيس الأمريكي أوباما باعت أسلحة محرّمة للنظام السعودي بقيمة 3-1 مليار دولار زائدا دعم أستخباراتي وأعلامي سياسي ، وأستعمال أوباما الفيتو الرئاسي لصالح السعودية المدانة من الداخل الأمريكي بثبوت أشتراكها الفعلي في أحداث سبتمبر الأرهابي .
و بريطانيا لا تزال تصدر الأسلحة إليها ، أما الأمم المتحدة فأنها شطبت أسم السعودية من اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال ، والغريب بعد مرور يومين على الأدانة الأممية لها شطبتْ أسمها من تلك اللائحة السوداء بعد مرور يومين فقط ، .
تداعياتها/1- سوف تشعل حرائق الحقد الطائفي والقطيعة الدبلوماسية وحتى ممكن أن تعاد سياسة المحاور المشؤومة قبيل أندلاع الحروب ،2 –تجلي مأساة المشهد اليمني الملطخ بالدم ونشر الموت المجاني في جغرافية اليمن . 3- مسار سياسي فرض نفسهُ في تقسيم اليمن وشرذمة وتشظي شعبه وأرضه .
الخاتمة/ان المجتمع الدولي مسؤولٌ عن كبح جماح الأعتداء والتوسع على حساب دولة أخرى ، وألا يتحول المجتمع البشري إلى قانون الغاب ، وقد تعودنا معاقبة هتلر بظم أراضي مجاورة له، ومعاقبة صدام خلال أسبوع عند أحتلالهِ للكويت ووضع العراق تحت البند السابع ليذوق شعبهُ الجوع والفاقة والعوز والذلة ولأكثر من عقدٍ عجاف من الزمن ، وها هي تركيا العثمانية تحتل بعشيقة ولأكثر من سنة ، والغريب أن ملف الشكوى لخارجيتنا أمام الأمين العام ولآكثر من عشرة أيام والضمير العالمي في سباتٍ مصطنعٍ موغلٍ بالظلامية والتعسف ، وهو نفس المجتمع الدولي الذي أغمض عينيه عن جرائم التحالف الدولي ضد اليمن منذ مايس من العام الماضي حيث ذهب أكثر من عشرة آلاف ضحية من الشعب اليمني ، وتدمير البنى التحتية والفوقية ، وتشريد الملايين ، والبلاد على حافة المجاعة .
باحث وكاتب عراقي مقيم في السويد