السيمر / السبت 01 . 04 . 2017
أنور السلامي
الحياة السعيدة .! خرجت ذات يوم أتجول في مدينتي, النجف الاشرف, وتقع في العراق جنوب بغداد, حيث قمتُ بتصفح وجوه الناس, بحثا عن السعادة, وهل يا ترى أجدها بسرعة أم يتطلب الموضوع وقتا اكبر للحصول عليها, وربما لا أجدها مطلقا, وجدتٌ ثغرا باسما, فتوجهت نحو صاحب الثغر الباسم, فسلمت عليه فرد عليه السلام , فقلت له ما سبب سعادتك أخي, قال ولم لا وهو يوم زواجي, فتركته مودعا , فتبادر إلى ذهني, هل هذا الشاب المقبل على السعادة (أي الزواج) تعَرف على الأسس التي يبنى عليها الزواج السعيد, ويحقق معادلة الاستقرار وبنائها المتماسك, فيساهم هذا لبناء في الحفاظ على نوعيه معينه من المجتمع الصالح, فقلت في نفسي أما أن يكون (غير فاهم) أو (فاهم) للزواج سنتناولهما تباعا.؟
الحالة الأولى.. انه شخص بسيط وغير فاهم ما هي الحياة التي هو مٌقبل عليها, ولا توجد لدية سوى نظرة متدنية, التي بسببها , تحصل الكثير من المشاكل, هو اعتبار المرأة وسيلة لإشباع شهوته من الغريزة الجنسية, وإنجاب الأولاد حتى يكونوا الامتداد الطبيعي له, وكذلك المرأة التي سوف يتزوجها الشاب, ربما لديها نفس الفكرة, أي اعتبار الرجل وسيلة تشبع بها, غريزتها الجنسية, وتعتبره هو مجرد رجل يشاركها في الحياة ليس إلا, وهذه الحالة خاطئة علينا أن نغيرها في المجتمع.
الحالة الثانية.. انه شخص واعيّ(فاهم) وينظر إلى علاقة الزواج, بأنه ارتباط مقدس, ويعَرف كيف تكوّين أسرة صالحة ووضع له قيمة ودور في الحياة, وهذا يتضح من نظرة الرجل للمرأة كزوجة, ونظرة المرأة للرجل كزوج, وأنهما لديهما هدف في هذه الحياة, ومهمة كبيرة وجهدا اكبر, هي نجاح هذه العلاقة وبناء أسرة, واهم هذه الأهداف:
1. نجاح الفرد في تحصين نفسه من الانحراف الأخلاقي, وكما ورد في الحديث الشريف ( من تزوج أحرز نصف دينه) فإذا أراد الفرد المحافظة على دينه فليحافظ على علاقته الزوجية.
2. الاستقرار النفسي والاجتماعي , بعد النجاح بالمحافظة على الزواج.
3. الإنسان هو خليفة الباري في الأرض, لذلك يجب دوام النسل.
وأنا مستمر في التفكر صحوت على صوت المنادي في قاعة المحكمة, وهو ينادي برقم الدعوى المائة من حالات الطلاق..
ابقوا معي للحدث بقية