السيمر / السبت 01 . 04 . 2017
باسم العجري
من يبحث عن طريق يصل به الى غايته، يستطيع أن يفرض عقيدته على الواقع، وان كان هذا الواقع ظالما وقاسيا، لذلك هناك أمر أدركه الانسان المظلوم، عليه أن يتسلح بالقوة الكافية، ليدافع عن المظلومية، التي وقعت على الشعب العراقي، الذي أستهدفه ألطاغية ونظامه المجرم.
تكمن قوة الانسان؛ في صنع ذاته، والسيطرة عليها، ولا يخضع لرغباته، ويقف ويتحدى النفس الأمارة بالسوء، بهذا العمل، هو من يصنع نفسه، على خلاف باقي الموجودات، مثل الشجرة نعرف ماذا تثمر؟ قبل زرعها، لكن الفرد لا يعرف ماذا سيكون، لأنه ليس باختياره جاء لهذه الدنيا، فعندما يدرك ويشعر بمحيطه الذي يعيش فيه، يستطيع بناء نفسه، وفق ما يريد.
تربى شهيد المحراب في حضن المرجعية، مرجعية أبيه سيد محسن الحكيم، زعيم الطائفة، في ذلك الزمن العصيب، حيث كانت الهجمة الفكرية الشرسة، التي استهدفت الشباب لسلخهم عن الدين والعقائد الالهية، وأبعادهم عن ربوبية الاله الواحد الاحد، وربطهم بالطبيعة وما هو ملموس، وغير محسوس، فكان تصدي المرجعية، مرحلة مهمة، عاد الشباب الى الواقع، الديني الحق.
ترعرع شهيد المحراب بين مدارس الحوزة، ونهل من علمها، وأستمد من قوتها، فوقف وتصدي للنظام العفلقي، فلم يساوم على دينه، ولا على وطنيته، طيلة فترة حياته، مما جعل تلك العائلة تضحي بأكثر من (ستون) فرد بين عالم وأستاذ حوزوي،وشباب وأطفال، ونساء، فنالوا الشهادة على يد أعتى دكتاتورية في العالم.
أنتقل شهيد المحراب من مدرسة مرجعية الحكيم، الى مدرسة السيد الخميني(قدس سره) فكان استاذه ومعلمه، فقيادته بُنيت على يد مفجر الثورة الاسلامية، فنطلق مجاهدا، جنديا في سوح المعارك، لا يهاب الموت، رغم كثرة محاولات الأغتيال، التي نجاه الباري منها، فستلهم من قائد الثورة الدروس والعبر، وكان له عونا وذخرا.
تجلت شخصيته القيادية، من خلال عمق ألتجربة التي شهد لها القاصي والداني، فكانت الحكمة تتفجر من أنسانيته الممزوجة بذاته، جعلت كل من يلتقي به، يدرك انه مشروع بناء دولة،يشترك بها جميع الطيف العراقي، وتعيد رسم حقوق العراقيين وواجباتهم، ولا تظلم ولا تهضم أحد، ليتحقق التعايش السلمي، في عراق موحد، لذلك كان مستهدف من قبل اعداء العراق.
في الختام؛ للشهيد مدارس، فشهدائنا قادتنا، نقتدي بهم وبسيرهم، فنستلهم منهم الروح الثورية والجهادية، لينتصر العراق وشعبه.