السيمر / الأربعاء 07 . 06 . 2017
عبد الجبار نوري
توطئه/ لا— للفكر الظلامي لأنهُ وصفة أنتحار للأمة ولا — للتكفير لأنهُ تحريض صريح للقتل العمد والتنكيل ، نعم للسلام لكونه ترنيمة الملائكة ، وأن سوق المساومات والصفقات المشبوهة الرخيصة هي تدوير نفايات سياسية بقيادات سماسرة السلطة والدم ، ودولة بني سعود والخلايجة الأمعات ما هي ألا أنظمةٍ رثةٍ متداعية تحكم بلا دستور، مشلولة القدرات للخروج من مستنقع التطرف والكراهية تؤرقها نظرية المؤامرة متلبسة بالكراهية والحقد على البشرية تحكم بهدى فتاوى الظلالة من علماء المد السلفي المتشدد ذوي اللحى المقملة والخبراء في تأجيج النعرات الهوياتية المسلفنة بلغة السلطة الدينية المحنطة التي تأبى الأنفتاح وترفض الحوار .
المضمون /أن لقاء الرياض يجمع بين قطبين نقيضين غير متكافئين ، الملك السعودي ضعيف ومتخاذل فهو كالبوصلة التي فقدت نقطة الجذب المغناطيسي تستدير بشكلٍ منفلتْ ، أما الضيف ” ترامب ” جاء بنفسهِ إلى الرياض وهو يستحضر تأريخ أمريكا وقوة الترسانة العسكرية ومتانة الدولار الأمريكي وصفاقة أول رئيس من رعاة البقر لا يندى جبينهُ لخلوهِ من الماء ، وهؤلاء الطغاة أن أختلفت أهدافهم وأسباب فسادهم ألا أنّهم لم يروا في البطش والدموية سوى الطريق الأمثل لتحقيق غاياتهم السادية وأنحرافاتهم النفسية ، أن لقاء الرياض بين ترامب وسليمان هو زواج مصلحة مؤقتة بين رئيس أمريكي أخطر حيتان الكارتلات التجارية العقارية الأمريكية ، وبين ملك خائف يبحث عن الحماية والأمان ، لقد تمت كتابة عقد الصفقة بتفاهم وقبول الطرفين وعلى المذهب الوهابي السلفي ووفق صداق شرعي – ريثما تتم حلب البقرة الملكية – مقدارهُ 480 مليار دولار وهو (عاجل) المهر تحت أسم تسويق أسلحة وهمية كاذبة ، أضافة إلى هذا النقد الكاش السخي الغير مسبوق في عالم ( لوكية ) وعاظ السلاطين وهذه سلّة هدايا لبعض المقتنيات الثمينة كعربون محبة دائمة : 1-مسدس من الذهب الخالص ونادر في العالم وزنهُ 25 غرام مرصع بالألماس والذهب الخالص والحجارة الكريمة النادرة يفوق ثمنهُ علىى 200 مليون دولار ، 2- 25 ساعة يد كلها من الألماس والذهب الخالص لهُ ولعائلته الكريمة ثمنها 200 مليون دولار، 3- 150 عباءة مرصعة بالأحجار الكريمة لهُ وللعائلة وبمقاسات مختلفة ثمنها أكثر من 150 مليون دولار ، 4- تمثال مصّغرْ لتمثال الحرية في أمريكا من الذهب الخالص والألماس والياقوت يفوق ثمنهُ على 250 مليون دولار ، 5- يخت بطول 125 متر وهو أطول يخت في العالم ، ويضم 80 غرفة مع 20 جناحاً ملكياً ، ومعظم مكوناته من الذهب ويبلغ ثمنهُ 800 مليون دولار ، ويمكن أعتبار هذه الهدايا أكبر هدايا تمنحها السعودية لرئيس أجنبي في تأريخ العلاقات السعودية مع العالم ، وتجدر الأشارة بأن ترامب ( أصرّ ) على أن تكون هذه الهدايا شخصية بأسمهِ كي لا تذهب إلى المتاحف الأمريكية ، وسيتم شحنها بالطائرة الرئاسية الأمريكية إلى واشنطن ، أما المهر ( الآجل ) فهو النفط السعودي بعد مقاصة الخصم ولمدة رئاسة ترامب قد تكون لثمان سنوات ، وهذه سلة الهدايا الخرافية الغير مسبوقة في عالم عجائب الأعراس المصلحية النفعية المبنية على الخوف والوعود الكاذبة ، وغياب قوة الأرادة والشجاعة عند الملك السعودي ، وليعلم عريس الغفلة أن أمريكا لا تحمي أحد ، وأن قوة أمريكا تتمثل بنمرٍ من ورق كما قال الرئيس الصيني ( ماوسي تونك ) ونذكرهُ بتأريخ كوبا النضالي ضد أمريكا التي تبعد عنها 90 كم التي أنتصرت على أكبر قوة في العالم في حرب خليج الخنازير بقيادة “كاسترو” ب650 مقاتل لأنهم يحملون قوة الأرادة وهدف الأنتصار والتغيير ، وأن ترامب الأجوف تراجع أمام تهديدات الرئيس الكوري الشمالي بتصريحهِ الأخير { أني أرغب بلقاء الرئيس الكوري } وصحيح أن ترامب ضرب قاعدة ( الشعيرات ) في السورية وهي للتخويف فقط بمثابتة ذبح القطة في ليلة الدخلة ، فالصفقة المشبوهة بين الطرفين لا تتعدى بيع ترامب الأمان المزعوم والوهمي الكاذب مقابل حلب البقرة السعودية وأفراغ ضرعها للآخر ، أنما الهدف الحقيقي لأمريكا هو : تقويض خارطة سايكس بيكو، ورسم خارطة جديدة تحت أشراف أمريكا تمتد من بحر قزوين حتى البحر المتوسط ، ورسم خط دفاعي تكون السعودية فيها على الخط الدفاعي الأمامي الأول ، وأحياء ظاهرة سياسة المحاور ضد أيران وروسيا وسوريا وجنوب لبنان والعراق ، فهو تحالف محوري بزعامة أمريكا بما أسموه (ناتوخليجي سعودي ) بزعامة أمريكا لغرض أشعال الحرب الطائفية ، ولتلميع صورة ترامب العنصرية المليئة بالكراهية للشعوب المقهورة والتواقة للحرية والديمقراطية .
كلمة أخيرة / أن مع عودته إلى أمريكا غرد ترامب على التويتر السبت 27-مايس -2017 قال مبشراً شعبهُ أنهُ جلب معهُ مئات المليارات من الدولارات من الشرق الأوسط ، علماً أن ما أخذهُ ترامب من مال في يومٍ واحد من بلاد الحرمين أكثر ما دفعهُ غير المسلمين من ضريبة لدول الأسلام عبر ثلاثة عشر قرناً ، وسينام الشعب الأمريكي قرير العين بما جلبهُ لهُ ترامب مالاً وفيراً من كنوز الشرق وشعوبه تعاني الخوف والجوع ونقصٍ في الأموال والأنفس والثمرات ، ويا بُشرى — هذا ترامب أتاكم يعلمكم دينكم ويأخذ أموالكم ويصف حركات مقاومتكم ضد المحتل بالأرهاب ، وقال نزار قباني في هجاء أحد وملوك النفط { يا طويل العمر – يا من تشتري الأقلام بالأرطال – لسنا نريد أي شيءٍ منك – فأنكح جواريك كما تريد – وأذبح رعاياك كما تريد – وحاصر الأمة بالنار وبالحديد – لا أحد يريد منك ملكك السعيد – لا أحد يريد أن يسرق منك جبة الخلافة – فأشرب نبيذ النفط عن آخره – وأترك لنا الثقافة —–.
وهيا لنغني سوية هذه الأغنية العراقية الشعبية للأحتفاء بعرس الرياض { طوليييي يالييييله عدنا الحلو خطار – همّ الثلاثه عزاز ياهو النطرده —- } والثلاثة هم ترامب وميلانا زوجته وأيفانكا أبنته الحسناء ——
في/ 7-6-2017