السيمر / الاحد 11 . 06 . 2017
لطيفة اغبارية / فلسطين
وكأنّ العرب كانوا ينتظرون هذا “اليوم السعيد” على أحر من الجمر، عندما نجح المصارع الأشقر بتصريح واحد منه أنّ “قطر” دولة تدعم الإرهاب والجماعات الإرهابية، فهللوا لذلك. وأصبحت هذه الدولة مادة للشماتة والسخرية، وبما أنّنا في شهر رمضان الفضيل، فاستعان الكثير ممن يبغضون “قطر” ( بفتح القاف والطاء)، في توجيه انتقاداتهم وكتاباتهم ضد قطر بالقطايف ليقولوا إنّهم يأكلونها من غير “قطر”، وبعضهم تساءل هل القطايف طعمها أطيب مع ألـ”قطر” وفي حال أكله مع القطر (بفتح القاف وكسر الطاء) يؤدي لإلصاق التهمة بالإرهاب.
لدينا انتقادات كثيرة على قطر ودورها في المنطقة. لكن هذا لا يعني أن نكون أداة بيد الرئيس الأمريكي”دونالد ترامب” لتنفيذ مخططات جديدة في تفتيت الشعوب وزرع الفتنة والخلاف بين الشعوب الخليجية.
الكثير من الكتّاب والمحللين، ذهبت أحلامهم لبعيد متمنين تدخلا عسكريا ضد “قطر” وتشديد الحصار عليها، بهدف الخنوع، والعودة للسرب الخليجي.
قناة “BBC”، عرضت تقريرا عن خيارات قطر، لمواجهة الأزمة الحاليّة، وهو وجود قطر أمام خيارين لا ثالث له الآن على الأقل أن تستجيب لكامل مطالب شقيقاتها الخليجيات، النأي بنفسها عن الجار إيران، وتفكيك شبكة علاقاتها بما يوصف بالشخصيات المتطرفة، وهذا ما تنفيه قطر، وإحداث تغييرات في ترساناتها الإعلامية “الجزيرة”.
المال بلا شك هو مصدر قوّة، ودولة قطر لن تجوع. وليس دفاعا عن قطر والتي انتقدناها كثيرا، ولا زلنا، لكن الحديث عن التصدي للإرهاب هو بحد ذاته موضوع يثير الاستفزاز، فهل الذي يجري في اليمن هو رش ورود على أهلها؟ و ماذا يمكننا أن نسمّي ما يحدث في اليمن من جوع وأمراض الكوليرا التي تفتك بهم ؟ فالذي يطالب بمحاربة الإرهاب عليه محاربته من جذوره وفي كل الأماكن، وبالطرق الصحيحة، لكن مثل هذه السياسات لا نقتنع بها، بخاصة أنّنا على يقين بأنّ كل ما هو قادم من بلاد العم سام ليس فيه أيّة خير يصب في صالح العرب، فهناك آلاف العائلات التي بدأت فعليّا تتضرّر من هذه الخطوة التي لن تعمل إلا على تفكيك الأسر من الشعبين، وزرع الضغينة بين الأشقاء من خلال ترحيلهم، وتقسيم العرب لـ عربين، فيا حبذا لو تدبّ الغيرة في نفوس العرب وتتعلم من الغرب كيف أنّ الحدود مفتوحة وبلا جوازات سفر وبلا حواجز.
*********
“تركي الحمد” لا يحمد حال العرب
حلّ المفكر والروائي السعودي، الدكتور “تركي الحمد” ضيفًا على قناة “خليجية” في برنامج “هذا أنا”، والذي يقدّمه “صالح الشادي”، حيث تطرّق في أسئلته لعدّة جوانب إنسانيّة من حياة الدكتور “تركي الحمد”، الذي يتمتع بشخصية هادئة، لكنّه قليل الابتسام كما يظهر، وربما يعود ذلك إلى العديد من الأحداث العاصفة التي أصابته في مسيرة حياته. منها سجنه في سنّ ألـ 18 عاما، والتي يقول إنّ هذه التجربة قد أضافت له تجربة كبيرة وثريّة ما كان ليحصل عليها في عشرات السنوات، إضافة لمأساته في وفاة زوجته وولديهِ، والتي وصفها كالخنجر في قلبه، لكنّه من جهة أخرى يؤكد أنّ هذه التجارب القاسية منحته مناعة قوية للتصدي ومواجهة مشاكل الحياة وتحملّها مهما بلغت درجة قسوتها.
عندما تشعّب الحديث مع الدكتور “تركي الحمد” الذي عمل محاضرا أكاديميا أيضا، وهو من المهتمين في السياسة وما يدور فيها وحولها من أحداث، وما هي رؤيته المستقبليّة وتوقعاته خاصة بما يتعلّق في الأوضاع العربيّة، فأجاب بالقول إنّ هناك أزمة كبيرة يعاني منها الإنسان، فالإنسان هو الوحش الوحيد على هذا الكوكب، وأنّ الإنسان أصبح يرتدي أكثر من قناع، له قناع في البيت، قناع في السوق، وأنّه قد حان الوقت للتخلص من هذه الأقنعة، ومن الأزمة الأخلاقيّة. مطالبا بالكفّ عن التجارة بالدين والعنف.
عند سؤاله عن الوقت المفضّل لديه للكتابة، فقال إنّ الفكرة هي التي تسيطر عليهن وليس هناك أي زمن محدد للكتابة، مضيفًا أنّه قام بشراء لوحة كُتب عليها “ممنوع الإزعاج” ووضعها على باب غرفته في المنزل، لأنّه يعشق الهدوء.
وعن رأيه في المرأة، التي أخذت حيّزًا كبيرا في رواياته، فقال إنّ “المرأة هي الحياة، ومنها نستلهم الحياة. وهي إنسان أسوة بالرجل، وهي مكملة له. لكن المرأة في مجتمعاتنا مظلومة، والأغلبيّة ينظرون إليها كأداة جنس لا أكثر، ولا ينظرون إليها كإنسانة”.
يختلف وضع المرأة العربية من دولة لأخرى، وحال المرأة في السعودية يختلف عن حالها في تونس أو الجزائر مثلا. بالأمس قرأنا عن الشابة ” ليلى موران” ذات الأصول الفلسطينية التي فازت في الانتخابات لمجلس العموم البريطاني، وهذا انجاز رائع، لكن ما لفت انتباهنا هو كيل المديح لها من الرجال والمسؤولين العرب، والذين نعرف قسما منهم يعترض وينتقد وجود امرأة في مجلس بلدي!!
عالم مليء بالتناقضات.
*********
محمد رمضان وصدقة رمضان
نحن العرب نختلف وننقسم في الرأي، كما يظهر بكافّة الأمور، حتّى التي تتعلق بفعل الخير، وقد انقسم متابعو الفنان المصري “محمد رمضان” على مواقع التواصل، بين مؤيد ومعارض، حيث أكد منتقدوه أنّه بإعلانه قيمة التبرع أضاع ثوابه، أمّا المدافعون عنه فأكدوا أن ما يفعله هو الصواب حتى يقتدي به غيره. وللبتّ في هذه الإشكالية، فقد أشاد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الشيخ “أحمد كريمة”، بما فعله الفنان محمد رمضان عندما تبرع بمبلغ 3 ملايين جنيها ونشر صور شيكات التبرع عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، موضحًا خلال استضافته في برنامج “مكارم الأخلاق”، الذي يقدّمه الإعلامي “حمدي رزق” عبر فضائية “صدى البلد” إنّ هذا التصرف من “رمضان” ربما يكون مشجّعا لغيره بالتبرع لأعمال الخير باعتباره فنّانا محبوبًا وله جماهير كبيرة.
لقد شرع الله تعالى في القرآن الكريم، إنفاق السّر، إلى جانب إنفاق العلانيّة، لكن غالبيّة العلماء فضّلوا صدقة السر، لأنّ الإخفاء فيها أفضل من الإظهار، لانتفاء الرياء عنها؛ ويبقى بكل الأحوال من ينفق أفضل ممّن يملك الأموال ويبخل أن يتبرع ولو باليسير منها.
*كاتبة فلسطينية
رأي اليوم