السيمر / الاثنين 28 . 01 . 2019
مصطفى منيغ / اسوان / مصر
فيها عشقتُ النيل النبيل أكثر، وتعمَّقتُ معرفةًً في مواطنيها صُناَّع الحضارة الأخيار، منبع الكرم الأبرار، المقدرين جانب الحق في اتخاذ أي قرار، المانحين في مكارم الأخلاق أصدق معيار،الأوفياء لمن أحبوا لدرجتهم مصر عروس الأمصار، الحسناء الجميلة على مدى أزمنة الدهر ، واجهة تاريخ أقدم أعرق صلابة الديار ، الحاضنة في افتخار، بداية البدايات في التشييد والإعمار ، كصندوق ادِّخار ، يُفتَحُ للأجيال المتلاحقة كانبلاج شمس النهار ، يجود بالمعرفة للمعرفة كُنْه َأسرار ، لتنشيط العقل يأثمن ابتكار ، مهما كان المجال ُعِلمياًً أو الميدانُ حِِرفِياًً أو الفضاءُ تَرتيباًً لمزج الأصالة الأصيلة بالحداثة على أرض الواقع وليس خيالاً التُقِطَ لإلهاء الآخرين ببضع صور. … قبل أن يكون اسمها “سونو” (وتعني في لغة المصريين القدماء “السوق” نظرا لمقامها الرفيع الوازن في مجال المبادلات التجارية) إلى أن بدَّله الإغريق ب “سوان” وأخيرا انطلاقا من القرن السادس الميلادي حيث حَلَّ العرب في ربوعها الأروع من الجمال ذي الأفق الأخضر، جعلوا لها اسم “أسوان” استمر عالقا بها عبر الأزمان إلى الآن عنوانا متروكا للسائلين عما يبهر الإبصار، من شدة التحام الماء بالسماء بالإنسان بألوان قوس قزح بالحجر، عالم من الرهبة المائل متحدياً أقدر الكتاب على الوصف ولو البسيط المبسط في أي ركن تجمعت 900.000 نسمة اختارها (سفراء كنوز تراث مصر) القدر، لسائر البشر. تحفة معمارية نحثها المصريون في قلب الطبيعة الجاعلة المساحة المحاطة بثلاث محافظات ( شمالا “قنا” و غربا ” الوادي الجديد” وشرقا “البحر الأحمر) إلى أن تعانق بعد مسافة “السودان”حيث العزة والشهامة وحسن جوار، تبهج تلك الثغور الطيبة بما يشع من أنوار، مذكرة الإنسانية أن لا شيء اقوي على الوحدة الراسخة في القلوب وقبلها العقول بين الإخوة يتعظ من سموِّها الأشقاء عامة وبخاصة حكام جزائر نظام عبد العزيز بوتفليقة المهدد منطقة المغرب العربي بما لا يحمد عقباه إن لم يستجيب للمبادرة المغربية الرامية فتح صفحة جديدة من التعاون المثمر والتضامن الفعال الكفيل باستقرار واستمرار الأمن والسلام والابتعاد عن فكرة خلق دويلة لا ولن تملك لا يومه ولا فدا مقومات دولة ذات سيادة فقط ورقة أسستها الجزائر الرسمية للعب بها على امتداد عقود ناشدة ممراً صوب الضفة الغربية للمحيط الأطلسي بأشد اختصار .(يتبع)