السيمر / فيينا / الثلاثاء 19 . 03 . 2019
مظهر الغيثي
المعروف ان بريطانيا اتجهت في طريق الخروج من الاتحاد الأوربي بقرار وفق النظم الديمقراطية المعتمدة في بريطانيا ولكن كما هو الحالة في كل انفصال عن نظام سياسي يتطلب الأمر مجموعة من الاجراءات على المستوى الاقتصادي والسياسية المالية وغيرها والمفروض ان تستكمل الاجراءات لتتم عملية الانتقال بسلاسة وبدون أن تترك اي أثار جانبية سلبية على بريطانيا كنظام وشعب وعلى جميع الأصعدة
ومع اقتراب موعد الخروج من الاتحاد الأوربي في نهاية الشهر الحالي اتضح لمجلس العموم ان الاجراءات والمتطلبات الأزمة لاستكمال الاستعدادات للخروج من الاتحاد الأوربي لم تستكمل بعد وإن قرب هذا التاريخ هو استحقاق قد يودي ببريطانيا إلى المجهول او إلى مضاعفات سلبية لما بعد الخروج ويمكن أن نوصفه بأنه خروج غير حميد
لذلك وجه رئيس الوزراء البريطاني تيريزا ماي بأن تطلب التمديد من الاتحاد الأوربي لكن كان رد الاتحاد انه لن يمدد تاريخ انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والذي تم بموجب اتفاقية اعدت لهذا الغرض وإن الاتحاد سينظر في التمديد ان كانت هناك تعديلات جوهرية في المعاهدة
وهنا ظهرت حنكة تيريزا ماي وهي تتخذ قراراتها المصيرية حيث من الواضح انها ليست مع الانسحاب رغم ان حزبها يؤيده وجاب لهذا هذا التوجه مشاكل عدة ولكنها على ما يبدو مستعدة لتحمل العواقب وغير مستعدة لان يكون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وهي على سدة الحكم
وكأنها تقول لمجلس العموم وجميع من صوت على قرار الانسحاب من الاتحاد الأوربي not on my watch
تيريزا ماري مايTheresa May)) تشغل منصب رئيسة الوزراء منذ 13 يوليو 2016 خلفاً لديفيد كاميرون. وهي ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ بريطانيا بعد مارغريت تاتشر، وثالث سياسي بريطاني يتولى المنصب دون انتخابات رسمية، فقد أصبحت المرشحة الوحيدة إثر انسحاب منافستها وزيرة أندريا ليدسوم من السباق على زعامة حزب المحافظين
في 12 ديسمبر 2018، قدم 48 نائباً محافظاً رسائل عدم الثقة لرئيس لجنة 1922 السير غراهام برادي، مما استدعى إجراء تصويت بعدم الثقة في قيادتها للحزب. قبل التصويت، قالت ماي في وقت لاحق من ذلك اليوم أنها لن تقود حزبها في الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها في عام 2022. فازت في الاقتراح، حيث صوت 200 من أعضاء البرلمان المحافظين لدعم قيادتها، في حين صوت 117 ضدها
كم انت كبيرة يا تيريزا وكم نحن بحاجة لإدارة قوية وحازمة كما وصفتها المرجعية تتجه بنا الى بر الامان بعيدا عن الديمقراطية الفارغة التي ستأخذنا الى المجهول .