السيمر / فيينا / الاحد 14 . 04 . 2019
اياد السماوي
دعا زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي يوم أمس السبت إلى حل الحشد الشعبي من أجل الوصول بالعراق إلى الدولة المدنية , ونقلت وسائل الإعلام عن علاوي قوله أنّ ( مهمة الحشد الشعبي في العراق انتهت بعد الانتصار الذي تحقق ضدّ تنظيم داعش , وقد آن ألاوان لحلّه , مبينا أنّ حلّه يعد ّ مدخلا للوصول بالعراق إلى الدولة المدنية ) .. والحقيقة أنّ علاوي ليس أول سياسي عراقي يطالب بحل الحشد الشعبي , وأكاد أن أجزم أنّ معظم السياسيين السنّة يشاطرون علاوي بهذا المطلب وإن كان بلهجة أقل كالدعوّة لسحب الحشد الشعبي من المحافظات الغربية , عدا من وقف وقاتل جنبا إلى جنب مع الحشد الشعبي , فهؤلاء يعرفون جيدا مقدار التضحيات الجسام التي قدّمها الحشد الشعبي في تحرير مدنهم وأراضيهم من قبضة عصابة داعش المجرمة , وحديثنا لا يشمل هؤلاء المجاهدين الأصلاء , لانّهم جزء لا يتجزأ من هذا الصرح العظيم الذي شيّد بدماء عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى من أبناء الشعب العراقي . وعلاوي يعلم جيدا أنّ الحشد الشعبي هو مؤسسة عسكرية حكومية تعمل بموجب قانون هيئة الحشد الشعبي الذي شرّعه مجلس النواب العراقي نهاية تشرين الثاني سنة 2016 , والدعوة إلى حلّه تتطلب أولا المرور من خلال مجلس النواب العراقي الذي شرّع قانون هيئة الحشد الشعبي , فليس هنالك سلطة قادرة على حل الحشد الشعبي غير مجلس النواب العراقي , فإذا كان السيد علاوي يعلم علم اليقين أنّ هذا الأمر محال ما لم يلغ مجلس قانون هيئة الحشد الشعبي , فيا ترى ما هو السبب الذي يدفع علاوي بالتصريح بحل الحشد الشعبي في هذا الظرف الحسّاس الذي يمرّ به البلد في ظل تصاعد موجة عمليات داعش في كلّ المحافظات الغربية ؟ هل هو جهل بالقانون أم غباء سياسي درج عليه السيد علاوي وامتاز به ؟ أم هي أوامر السفارة الأمريكية في بغداد لعملائها في العراق لتصعيد مثل هذه المطالبات من أجل تهيئة الأجواء لاستصدار قرار أمريكي على غرار القرار الأخير بإدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية ؟ ليس هنالك شّك أنّ هذه التصريحات هي أوامر السفارة الأمريكية في بغداد لعملائها في العراق , وإن كان علاوي مشهور بغباءه السياسي .. وليعلم الغبي علاوي وكلّ الأغبياء من عملاء السفارة الأمريكية في بغداد .. أنّ الحشد الشعبي هو مؤسسة عسكرية حكومية موجودة بموجب القانون , وإنّ مبررات وجود هذه المؤسسة واستمرارها باقية ما دامت هنالك دولة أسمها العراق , أي أنّ وجود الحشد قد ارتبط بوجود العراق كدولة , وأنّ مهمة الحشد الشعبي لم تعد مقتصرة على التّصدي للإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في العراق فحسب , بل أن دور هذه المؤسسة التي شيدّت بدماء الشهداء الطاهرة , قد تعدّى الواجب العسكري المناط بها , لتساهم بالبناء والإعمار جنبا إلى جنب مع باقي المؤسسات المدنية التي تساهم ببناء العراق بما لدى الحشد من إمكانات كبيرة يمكن استخدامها بالسلم , وأنّ الدعوات التي تدعو إلى حل الحشد الشعبي أو إخراجه من المحافظات الغربية , لا يمكن النظر إليها إلا من باب العداء للحشد الشعبي نزولا عند رغبة أمريكا وإسرائيل والسعودية في حل الحشد الشعبي , وإنّ مثل هذه الدعوات المريبة هي لدفع الرئيس الأمركي المتهوّر لإدراج الحشد الشعبي على لائحة المنظمات الإرهابية كما فعل مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني .. إنّ الحشد الشعبي الذي تاسس ردا على سقوط محافظات الغرب العراقي بيد داعش ووصولها على مشارف العاصمة بغداد والمدن المقدّسة سامراء وكربلاء والنجف والكاضمية , هو الذي حمى العراق وشعبه ومقدّساته ونظامه السياسي القائم من السقوط بيد داعش بعد انهيار الجيش العراقي , وهو الذي لا زال يقاتل الإرهاب ويقدّم الشهداء يوميا , وأنّ من يطالب بحلّه أو بانسحابه من المحافظات الغربية , هو عميل لسفارة أمريكا في بغداد , ومعاد للعراق وشعبه ونظامه السياسي القائم وينّفذ أجندات أعداء العراق , وليعلم كل عملاء السفارة الأمريكية في بغداد .. أنّ الحشد الشعبي باق ما دام العراق دولة وعلم وسيادة … نسخة منه إلى كلّ عملاء السفارة الأمريكية في بغداد .