السيمر / فيينا / الاحد 14 . 07 . 2019
رحمن فياض
أغلب العراقيين لديهم خطوط حمراء يتحاشون الخوض في غمارها، بل أن بعضها حتى رئيس الوزراء يتحاشى ذكرها! أغلب ملفات الخطوط الحمراء هي سبب المآسي التي يعيشها الشعب العراقي، فتجاوزك المحذور منها، يجعلك جثة هامدة في أحدى الطرقات، أو قابعا في أحدى الدور المهجورة مختطفا، او تستيقظ الصباح لتجد في فناء منزلك أطلاقة بندقية ورسالة تهديد هذا اذا كنت محظوظا، ولم توضع لك عبوة في باب الدار. أكثر تلك الملفات التي يجب الحذر وعدم التقرب منها، هي الرموز المصطنعة لبعض القادة وبعض رجالات “دينهم”.. التطرق لتلك الأسماء يعني انك في مرمى نيرانهم الأعلامية أو العسكرية، مجرد ذكرك أحد تلك المقدسات ستصبح خارجا من الملة والدين، فذكر بعض تلك الاصنام يدعو للشرك برب العباد وعقوبة الكفر هي السجن او الموت. الملف الأخر هو الأستيلاء على الأملاك العامة وأراضي الدولة التي، لن تجد مترا واحدا في العراق الا وكان تحت سيطرة المافيات وعصابات السرقة المنظمة. ملفات الفساد في المؤسسات الأمنية وتسليح القوات الأمنية وسقوط المحافظات بيد الأرهاب، والفضائيين من القوات الأمنية خط أحمر لا يمكن الحديث عنه، فتلك من المحرمات وهذا يعني أنك بعثي او أرهابي وعقوبة الأثنين معا هي أطلاقة في وضح النهار. تجارة المخدارت والإتجار بالأعضاء البشرية من يديرها، ويقف خلفها و يعطيها الشرعية والغطاء والحماية، خط أحمر أخر، يضاف الى المحاذير التي يخاف العراقيون من تجاوزها. تجار العملة والبنوك الأهلية، والتحكم ببيع وشراء الدولار وتهريبه خارج البلاد، خط أحمر يضاف اليه الشركات السوداء التي أثرت على حساب تاريخها المزيف. بيوت الدعارة والملاهي الليلة ومراكز المساج، التي تدار تحت حماية مليشيات وتحت أنظار قيادات أمنية، وبالقرب منها خطوط تعدت الحمراء لتصل الى الحمراء الداكنة بلون الدم.. فتلك الغرفة المظلمة والمناطق الموبوءة بأمراض الإيدز والسيلان والفيروسات القاتلة خط أحمر لا يمكن الحديث عنه. ملفات كثيرة قد لا نستطيع ذكرها هي خطوط بلون الدم، يحب أن تفتح أمام الرأي العام ولنتجاوز عقدة الخطوط والخوف من الخوض في غمارها، فوجود المعارضة في العملية السياسية يعد عاملا مساعدا لتجاوزها. خطوط وهمية كخطوط الطول والعرض لا وجود لها، الا في عقلية صانعيها، الذين يرتجفون خوفا من وجود معارضة حقيقية تكشف زيفهم وزيف خطوطهم.