حامد كعيد الجبوري
لست بصدد استعراض آراء المفكرين الاجتماعيين بشأن الشخصية العراقية وأشكالياتها ، ومن يبتغي ذلك يراجع مؤلفات العلامة الدكتور علي الوردي ، وهناك مقولة تنسب لملك العراق فيصل الأول يقول فيها أن العراقيين أقوام تجمعوا من شتات .
الشخصية العراقية شخصية مربكة ٌ ومرتبكة ، هذا ما وجدته شخصيا وطبقته على رغباتي الفردية ، دراسية ، عائلية ، وحتى القناعة بشخصيات سياسية حكمت العراق أو الوطن العربي أو شخصيات عالمية سياسية ، مجتمعية ، مثقفون ، فنانون ، وهكذا .
بعد استلام ( صدام حسين ) رئاسة الجمهورية من ( أحمد حسن البكر ) بالطريقة التي نعرفها جميعا ، وللتاريخ أن البكر لم يوافق حينها على أن تنشد له الأغاني أو القصائد ، وبعد إلحاح كبير من قبل ( محمد سعيد الصحاف ) أستمع لقصيدة الشاعر الشعبي ( فلاح عسكر ) التي يقول فيها ( منذور كل العمر لعيون أبو هيثم ) وسمعناها من خلال إذاعة جمهورية العراق ، ولو أردنا إحصاء القصائد والأناشيد التي قيلت للطاغية المقبور ( صدام حسين ) لما استطعنا إحصائها لكثرتها ، وبالمناسبة لم يكن النظام حينها يجبر أو يلزم أحد أن يكتب لصدام ، ولكن الإغراءات المالية والهبات والعطايا دعت الكثير أن تكتب وتغني وترقص له ، وهذه هي الشخصية العراقية المأزومة والمربكة كما قلنا ، الكثير من القصائد والأغاني لصدام اشتهرت ومثل ما يقولون ( طكت ) ومن هذه الأناشيد أنشودة ( محبتك هاي من الله يصدام / دعينا واستجاب الله يصدام ) .
بعد سقوط صنم الدكتاتورية استمعت لرأي سمعته من إذاعة وفضائية ( البي بي سي ) يقول قبل يوم كان العراقيون يغنون ويتغنون بقائدهم مرددين ( كل العراق ينادي / صدام عز بلادي ) ، تقول ( البي بي سي ) وكما شاهدنا وسمعنا تغيرت هذه الأهزوجة الى ( كل العراق ينادي / صدام باع بلادي ) .
ما أشبه اليوم بالبارحة نفس الشخوص الذين غنو لصدام أنشدوا لمن أتى بعد التغيير ، وسبحان الذي غيّر الناس الذين يقولون أن ( المالكي ) هو مختار العصر ، هم نفسهم أطلقوا عليه ( هالكي العراق ) ، وهم لا غيرهم أنشدوا ( محبتك هاي من الله يصدام ) ، أو ( يعمار ) ، أو ( يحيدر ) .
أحد الشعراء المعاصرين يقول ( لابد من صنم لكي نموت دونه ونسبق الأمم ، الموضوعة طويلة وفيها شواهد كثيرة ، للإضاءة …… فقط .