السيمر / الجمعة 08 . 07 . 2016
طوني حداد / لبنان
أن تنفجر سياره مفخخه واحده يقودها انتحاري في منطقة تجاريه مزدحمه في وقت السحور والتسوّق مثل حي “الكراده” في بغداد يفسّر جزئياً العدد الكبير من الضحايا “213 شهيداً و200 جريحاً حتى اللحظه” ..
عائلات بكاملها قُتلت في التفجير، وتفحمت جثث الكثير من الضحايا لدرجة جعلت من المستحيل التعرف على شخصياتهم إضافة الى أعداد غير معروفه من المفقودين..
لكن ماهو غير مفهوم هو حجم الدمار الهائل الذي نتج عن الانفجار ..
سبعة أبنية ضخمه لحق بها الدمار الكامل وسوق تجاري وعشرات الأبنيه المجاوره احترقت ..!
عمّال الانقاذ قالوا : “لم نرَ جحيماً مثل هذا”
السؤال الآن :
مانوع هذه المتفجرات التي يمكن وضعها في شاحنة متوسطة الحجم -وليس شاحنة تبريد كبيره كما أشيع- ويمكن أن تخلق كل هذا العصف الانفجاري والدمار المريع ؟
أحد خبراء المواد المتفجّره صرّح للوكاله الفرنسيّه :
” حتى لو كانت السياره المفخخه “شاحنة تبريد” لايمكن أن تخلّف كل هذه ال هيروشيما” -على حدّ وصفه-
القصه ليست مجرد مادة “C4” او أشباهها من المواد شديدة الانفجار..
هذا برسم الأجهزة الأمنيه العراقيه ..عليها الكشف السريع عن التقنيه المستخدمه في التفجير ونوعية المواد ..
إنّه تطور خطير في جرائم “داعش” ..
ما يعني ان هذه العصابة باتت تمتلك مايعادل “أسلحة الدمار الشامل” , وهذه ليست تقنيات عصابه أو منظمه ارهابيه , هي تقنيات وامكانيات دول متقدمه تكنولوجياً..
العراق لديه الكثير من الكوادر العلميه الرفيعه والمحترفه لفهم وتوضيح ماسبق .
الشعب العراقي يحتاج الى هذه التوضيحات التقنيه اضافة -وهذا الأهم- الى تفسيرات شافيه حول أسباب هذا الخرق الأمني الخطير بدخول شاحنة مفخخه “كبيرة او صغيره” والذي هو ليس الأول في المنطقه ذاتها ..
الشعب العراقي المفجوع ليس بحاجة “لعنتريات” رئيس الوزراء “حيدر العبادي” وتهديده ووعيده بالثأر والقصاص, وحسناً فعل العراقيون الغاضبون بطرده من الحي المنكوب .
وطبعاً لن نتوقع من “العبادي” أكثر من إعلان الحداد العام وخطب الرثاء الجوفاء..
لاأحد يستقيل من “جنّة” السلطه في شرقنا البائس وليذهب الفقراء وضحاياهم الى الجحيم.
بالنهايه :
فتّش عن عصابة بني سعود ورعاتها الدوليين في واشنطن وتل ابيب..
رحمة الله على شهداء العراق الجريح والشفاء العاجل لمصابيه .