السيمر / الأربعاء 28 . 09 . 2016
معمر حبار / الجزائر
لاتناقش كل شيء.. خاطب الملك الحاكم يومها سيّدنا إبراهيم عليه السلام بقوله : “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ .. “، البقرة – الآية 258 .
لم يناقشه سيّدنا إبراهيم عليه السلام في هذه النقطة، ولم يقل له كيف تحيي وتميت ؟. ما يعني أن المرء ليس مطالب بالدخول في النقاش في أيّ موضوع. وهناك مواضيع على المرء أن يتجنب الخوض فيها ولو بدت خطيرة جدا، كقول الإنسان ” أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ .. “.
رسول الله فوق الشعر.. قال تعالى “وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ ” ، يس – الآية 69.
من عادة العرب وما زالوا منذ الجاهلية، أنهم يفتخرون بكونهم تعلموا الشعر وحفظوه وارتجلوه أب عن جد، إلا سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يفتخر أمام شعراء العرب أنه لم يتعلم الشعر ولم يعلمه أحد الشعر، بل إن ذلك منقصة في حقه لا تليق بمقامه الرفيع، لكنه رغم ذلك هو أفصح العرب وأحسنهم قيلا، وأوتي جوامع الكلم.
النجاة .. قال الله تعالى: ” وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ. قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚقَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ “، هود – الآية 42 – 43 .
من رفض النجاة لن تنجيه نبوة ولا أبوة، وكان مصيره الهلاك ولو تشبث بالجبال .
الغش و الغاش.. سيّدتنا مريم عليها السلام، حين أمرها ربنا ..” وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا “، مريم – الآية 25
لم تكن النخلة مغشوشة، فالنخل المغشوش يموت صاحبه جوعا، ويشوه المنظر، ويؤلم الناظرين.
حفظ القرآن الكريم.. حين أقرأ قوله تعالى: ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ “، الحجر – الآية 9. أستحضر ..
أولا: القراءة الجماعية بصوت واحد للقرآن الكريم ، والمعروفة ببلدان المغرب العربي جميعا دون استثناء. وقد شهد الجميع بنجاح هذه الطريقة في الحفاظ على القرآن الكريم. ثانيا: عمالقة السماء من أمثال.. محمود خليل الحصري ، محمد محمود الطبلاوي ، محمد صديق المنشاوي ، عبد الباسط عبد الصمد ، مصطفى إسماعيل .
مهام المسؤول.. قال تعالى وهو يتحدث عن سيّدنا سليمان عليه السلام، باعتباره المسؤول الأول عن البلاد: “وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ”، النمل – الآية 20 .
كل مسؤول مهما كانت درجة مسؤوليته صغيرة أو كبيرة، مطالب أن يتفقد من تحت جناحية، من ولد، وتلميذ، وموظف بسيط، وموظف سامي، وجار، وحبيب، ويعامله بحسب درجة تأثير الغياب ، عمدا كان أو سهوا .
الروح أعظم من الكون.. قال الله تعالى ” وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ. بأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ “، التكوير – الآية 8-9..
سبقتها آيات كونية مخيفة، مرعبة، مفزعة، ذات هول فضيع لا تطيق حمله الجبال الراسيات، فكيف بالإنسان..
شمس، ونجوم، وجبال، وإبل، ووحوش، وبحار، ونفوس، حين لاتستطيع أن ترد عن نفسها مما يصيبها من تغيير وتبديل، ويذهب عنها ما يميز كل واحدة منها من بريق، وقوة، وجمال، وخدمة، وعلو، وضياء.
فزهق النفس البريئة، أخطر من زوال الكواكب جميعا، والأرض والسماوات. والمجتمع الذي لا يعدم قاتل الطفل ويرضى بقطع رأس الطفل ويبرر له ، لا يختلف في شيء عن ذلك الجاهلي الذي وأد إبنته الرضيعة. والسؤال التوبيخي موجه لجميع القتلة، بما فيهم الذي لم يرضى بإعدام قاتل الطفل.