السيمر / السبت 15 . 10 . 2016
عمار الحر
أعتقد وفي اطار الحرص على الثورة الحسينية, التي كان لها الفضل الكبيرفي الحفاظ على الدين المحمدي الاصيل وتراثه, انه آن الاوان لمراجعة الكثير من التناقضات, التي هضمها جيلنا على مضض, والاجيال التي قبلنا على بساطتها في التفكير.
لكن جيل اليوم ( جيل الديجيتال ) جيل العلم يحتاج الى أجوبة مقنعة على اسئلته التي لاحضها وسيلاحضها لاحقاً, وإن لم نبدأ بتصحيح التناقضات وإعادة تقييمها, فسنحصل بعد عشرة او عشرين او أكثر من الأعوام والسنين, على أجيال ملحدة لم تجد منّا اجوبة تقنعها, تكون قريبة الى تفكيرها في الكثير من الأمور.
فمثلاً حين يقرأ الشاب اليوم الآيات 156-157 -155 من سورة البقرة والآية 115 هود-أو الآية 90 من يوسف والآيات 20-21-22-23- من سورة الرعد و35 من الاحقاف, ويفهم تفسيرها وحثّها على الصبر في المصائب , ويسمع ان اهل البيت هم صنو القرآن وهم الذين يترجموه عملياً , ثم يسمع ان فاطمة الزهراء قد أتخذت بيتاً, خارج المدينة لتبكي وتنوح في جو من الجزع والحزن على المصائب, سيختل عنده الايمان بسبب التناقض بين القرآن وهذا التراث الذي يقرأه ويسمع.
أو أن الحسين الذي أعدّته السماء قبل الارض ليوم كربلاء, قد جلب ابنه الشهيد على الأكبر الى الخيمة وجلس يبكي عنده( جابه وممده مابين اخوته) او بكى على فلان, فهذا الانكساريأباه الأنسان على نفسه او على ابيه وأخيه, فكيف بأبن بنت سيد الصابرين محمد(ص)؟
وعلى سبيل المثال من التراث الحسيني الذي لم استطيع يوماً هضمه, قصيدة ( ياحسين بضمايرنا ) التي يوجد فيها بيت شعر ينقض ويهدم قضية الحسين من اساسها, رغم الصور الرائعة الاخرى فيها, فما معنى ( نطينه كفوفنا بالحال حتى نزورك بلهفة ) اي خنوع واي جبن في هذه الصورة التي تربّت عليها أجيال.
فأين ( والله لا أعطيكم اعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد) فبدل ان نقطع يد الظالم الذي يمنعنا ويذلّنا نقدّم ايدينا كي يقطعها من أجل أن نزور الحسين, الذي من المفروض ان تكون زيارته مبايعة جديدة لرفض الظلم والظالمين؟!
إذا لم تعاد قراءة التراث الحسيني وتنقيحه, من قبل المؤسسات صاحبة القرار في المجتمع , فأقسم بالله ان الالحاد سيكون صبغة العقود القادمة, فاليوم اصبحت كل أدوات حياتنا ديجيتال, وبالتأكيد سيكون تفكير الاجيال القادمة ايضاً كذلك, لذلك علينا منذ هذه اللحظة, أن نتبنّى كحوزات علمية و مدارس و مثقّفين, حركة تصحيحية تكون اكثر منطقية من كل الخزعبلات التي تربّى عليها جيلنا, الذي عرف الحسين بكاء ودموع وحزن , حتى حكمنا البعث القذر عقود , ونحن نقدّم رؤوسنا كالأضاحي ليقطعها, في سجونه أو في حروبه.
وهناك امثلة سلبية كثيرة طغت على القضية الحسينية, لم اتحدّث عنها لأن الأساس هو ان نعيد التفكير بكل شيء مجددأً, لعلنا نجد الحسين الحقيقي وفكره, الذي هو صمام أمان للأجيال القادمة في المحافظة على أيمانها, والسير في طريق الحسين بخطى ثابتة.