السيمر / الاثنين 19 . 12 . 2016
معمر حبار / الجزائر
إتجهت قافلة الشلف #رحلة_ثقافية والتي تضم مجموعة من المثقفين الشباب في تخصصات ولغات عدة إلى #شرشال الساحلية، المعروفة بآثارها الرومانية والإسلامية.
حطت الرحلة رحالها صباحا في وسط شرشال، تحت أمطار طيلة الرحلة من الثامنة صباحا إلى العودة مغربا.
نزلنا بالحديقة المطلة على الميناء. منظر يغري ويدل على أن الجزائر تتمتع بما يريح الزائر الناظر، ولو صادفته من حين لآخر ما يعكّر صفو النظر أحيانا.
دخلنا مسجد الرحمن بوسط المدينة، كان عبارة عن كنيسة شيّدها الاستدمار الفرنسي إبان إحتلاله المقيت للجزائر، لكنه أبقى على الهندسة الرومانية خاصة في شكلها الخارجي، حتى أنه يخيّل للزائر أنها شيّدت في عهد الرومان.
الداخل للمسجد لايلاحظ مظاهر الكنيسة، لكن مدخل الباب يؤدي مباشرة إلى المحراب دون أن تعترضه أعمدة، وهذا من محاسن الهندسة يومها التي تساعد الدخول والخروج خاصة في الجمعة، والأعياد، والتراويح. وصلينا صلاة الظهر والعصر بالمسجد تقصير وجمع تقديم. يمتاز المسجد بساحة واسعة تحيط بها الأشجار الخضراء، والنباتات والزهور تريح النفس، ويرتاح لها الزائر. وكم أتمنى أن تكون المساجد والمؤسسات العمومية والخاصة على هذا النمط الحضاري، حيث الزهور والنباتات.
إنتقلنا بعدها إلى المتحف الروماني، فأغلقوا الأبواب في وجوهنا ولم يسمح لنا بالدخول وبقينا مدة طويلة تحت الأمطار ، والسبب في ذلك حسب الموظفين ، أن سفيرا غربيا – هكذا قالوا لنا- في زيارة للمتحف، ولا يمكن بحال فتح المتحف لأمثالنا حتى ينهي السفير زيارته.
أنهى السفير – حسب الموظفين – زيارته ، وقد رفضوا بشدة أن يعلمونا باسم دولة السفير التي ينتمي إليها. مع العلم السيارات التي كانت ترافقه وتحمله، لم تكن تحمل علم أيّ دولة تدل على أنه سفير، ولم تكن تحمل علامة CD، التي تدل على أنه سفير.
وأعترف أن سوء الأدب الذي أستقبلنا به، خاصة تحت أمطار لم تتوقف لحظة، دفعتني إلى أن أدخل إلى المتحف الروماني ببردوة، وكعلامة رفض واستنكار، أرفض أن أتحدث عن زيارتي للمتحف، وأتعمد عدم الكتابة عنه، كعلامة من علامات رفض سوء الاستقبال، وتفضيل السفير – حسب الموظفين – علينا ، ونحن الذين قطعنا 400 كلم ذهابا وإيابا، وتحت أمطار تأبى التوقف لحظة واحدة.
إنتقلت رفقة زميلي الأستاذ الجيلالي بن فرج Housseyn Djilali Ben Fredj ، إلى زيارة ضريح ولي الله سيدي ابراهيم بن محمد الغبريني، حيث يضم المدفن قبور أبناءه وأصهاره. فدعونا الله للمعنيين بالرحمة والمغفرة، راجيا أن يدخلهم الجنة ويرزقهم شفاعة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثني الأستاذ بن فرج عن الولي الصالح رحمة الله عليه، باعتباره من المهتمين بالتاريخ الجزائري والتاريخ المحلي، فقال بالحرف الواحد.. ” ينحدر سيدي ابراهيم بن محمد الغبريني من عائلة مغربية استقرت بالجزائر خلال القرن 15م، درس في مدينة مجاجة بزاوية سيدي محمد بن علي المجاجي، وقد استكمل تعليمه بمصر على يد الشيخ البكري، ثم عاد للجزائر ويستقر بمدينة شرشال حيث أسس رباطه مع بداية الوجود العثماني بالجزائر، وعمل على نشر الطريقة القادرية، يوجد ضريحه حاليا شرق مدينة شرشال قرب باب الجزائر، وقبالة المتحف الجديد”.
أقول لزميلي بن فرج ولمن حولي من الزملاء، في كتاب “الرحلة الحبيبية الوهرانية”، للعالم المغربي الشيخ أحمد بن الحاج العياشي سكيرج ت 1363هـ، الذي زار غرب الجزائر سنة 1911، كان كلما نزل بمدينة جزائرية إلا وزار علمائها وفقهائها الأحياء، ثم يعقبها بزيارة الصالحين والعلماء والفقهاء الأموات ، وكانت تلك من أبرز ماميّز رحلته، وتطرق بشكل مفصل لزياراته للعلماء والفقهاء الأحياء والأموات، رحمة الله عليه.
سأحاول في الحلقة الثانية أن أتطرق لما دار بين الزملاء داخل الحافلة من نقاش ثري حول مواضيع عدة، بإذنه تعالى.