السيمر / الخميس 19 . 01 . 2017
طوني حداد / لبنان
لم نكن بحاجة لحصول الجريمة الصهيونية والعدوان الآثم فجر الجمعه على مطار المزه العسكري في محيط العاصمة دمشق كي نتأكد بأن ربيع “الغربان” المزعوم انكشف وتعرّى على المسرح السوري الدموي وأخذ -بل استعاد- الصراع شكله الحقيقي والفعلي دونما أوهام “ثورجية” حمقاء بين أطراف الصراع الحقيقية , بين محور المقاومة -بكل أطيافها وفصائلها- ومشروعها من جهة ,وبين الشرطي “الاسرائيلي” وأدواته من ذئاب التكفيريين الذين مع نواطير النفط الأعراب الصغار يشكّلون العصى الغليظة للناهب الامبريالي ومشروعه من جهة أخرى .
هذا حقيقة الصراع وجوهره , وكذبة :”الشعب يريد” و”النظام يقتل شعبه” و”المعارضة المعتدلة” وغيرها من انشائيات تخديريّة باتت ممجوجة وسخيفة واستغباء مضحك.
في سورية اليوم باطار مايسمى المعارضة لايوجد سوى عصابات مرتزفه مسلحة تخدم على تنوعها الشكلي هدفاً واحداً مشتركاً فتتحرك “بالريموت كونترول” خدمة ومساعدة لأحد أطراف الصراع الحقيقي, أي الطرف “الصهيو أميركي”
داعش وجبهة النصرة واخواتهما من استنساخات “القاعدة” تقوم بدور “الغوييم” أي خدّام اليهود يوم السبت -الذي بحسب طقوسهم لايعمل به اليهود المتدينون شيئاً فيستأجرون من يخدمهم في هذا اليوم – وهم عادة يكونون من غير اليهود..
هل من داعٍ لنقول بأنّ القصف الاسرائيلي الأخير ماهو الا قصف انتقامي بعد سيطرة الجيش السوري وحزب الله وحلفائهما وبشكل حاسم وبطولي على الميدان وتحريرهم لمعظم الجغرافيه السوريه ؟
لاأظن..
فالمشهد واضح وفاضح ومن لايريد رؤيته فهو إما غبي أو عميل .
وهذا المشهد يثبت بأن حزب الله في كل معركة يخوضها مع الارهاب التكفيري على أي بقعة من الأراضي السوريّة انما يخوضها مع العدو الاسرائيلي من خلال وكلائه وبتدخّل مباشر من هذا العدو حين تستلزم الحاجة.
حين قال سماحة السيّد حسن نصرالله : “طريق القدس يمرّ من الزبداني” -وبالتداعي يمرّ من كل منطقة يحتلها الارهاب التكفيري المدعوم من الكيان الصهيوني – فقد كان يعني تماماً مايقول ويعرف – وهو الذي لاينطق “عن الهوى” -الأكمة وماوراءها ويعلم علم اليقين البوصلة واتجاهها .
عندما تضرب ذنب الكلب فانّه سيعوي من الألم حتماً .
القصف الاسرائيلي الأخير لمطار المزه كان عواء الكلب الذي قُطع ذنبه .
بانوراما الشرق الأوسط