السيمر / الجمعة 16 . 06 . 2017 — أكد السفير الروسي لدى العراق ماكسيم ماكيسموف، رفض بلاده لتقسييم وتجزئة العراق” مشيرا الى ان “موسكو تدعم بقوة مشروع التسوية الوطنية كضرورة لا خيار”.
وقال ماكيسموف خلال حوار أجرته معه قناة الفرات الفضائية ضمن برنامج {كالوس} أن “الموقف الروسي في استفتاء استقلال اقليم كردستان قلناه سابقاً ونكرره الآن بأن روسيا تؤيد سيادة العراق ووحدة اراضيه وندعم تسوية اي خلافات بين بغداد واربيل عبر الحوار”.
وأضاف “أبلغنا حكومة اقليم كردستان بموقفنا هذا وهم يتفهمون ذلك، وبدرونا نحن نشجعهم للحوار مع بغداد” لافتا الى ان “موقفنا استراتيجي من وحدة العراق ونحن ضد تجزئة الدولة العراقية لان التقسيم لا يساعد على استقرارها”.
وأشار الى ان “الوقت الحالي صعب جداً للعراق ويجب على جميع الاطراف والاحزاب والقوى السياسية ان تتوحد في محاربة الارهاب”.
وعن مشروع التسوية الوطنية أبدى السفير الروسي دعم بلاده القوي “للتسوية الوطنية التي قدمها السيد عمار الحكيم واعتقد ان هذه المبادرة ايجابية وتؤدي الى مصالحة في العراق ونحن نؤيدها كل التأييد” مبينا “من المهم مشاركة جميع مكونات الشعب العراقية لدراسة هذه الوثيقة وتقديم توصيات وافكار بخصوصها”.
وأكد ماكيسموف “في اتصالاتنا مع مختالف الاحزاب العراقية المختلفة شجعنا على المشاركة في مبادرة التسوية كونها تساعد لتحسين اوضاع العراق بعد مرحلة داعش، فالتسوية هي ضرورة وليس خياراً”.
وبشأن الحرب على الارهاب أشاد “بتقدم القوات العراقية والحشد الشعبي الى الحدود مع سوريا” عادا اياه “بالأمر المهم في قطع الامدادات لداعش في العراق”.
وأوضح ان “دور روسيا في العراق ليس عسكرياً وانما استشارياً” مؤكدا “نعتبر العراق حليفا استراتيجيا ونرغب بتعزيز التعاون معه في كل المجالات العسكرية والفنية والاقتصادية والثقافية”.
ولفت السفير الروسي “لدينا ثلاث شركات نفط كبرى تعمل في العراق، وبلغ حجم الاستثمار الروسي في العراق 10 مليارات دولار وهو الأعلى في المنطقة بالاضافة الى تنافس الشركات ورجال الاعمال الروس بالعمل في العراق بمجالات مختلفة”.
وتابع كما ان “سنويا نقدم المنح الدراسية للعراق” مشيرا الى ان “عدد الطلبة العراقيين الان في روسيا اكثر من خمسة الاف طالب وهذا رقم كبير ويعكس المستوى المتقدم في العلاقات الثنائية”.
وعن الحرب على الارهاب ودور روسيا فيها قال السفير ماكيسموف “لدينا مركز المعلومات للتحالف الرباعي الذي يضم روسيا وايران والعراق وسوريا ومقره في بغداد” مبينا ان “دوره هو التنسيق بالمجال العسكري واحد أسباب تأسيسه هو اقتراح القيادة الروسية في توحيد الجهود الدولية والاقليمية للقضاء على الارهاب في المنطقة”.
وأشار الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا في عدة مرات شركاء روسيا من الخليج الى توحيد الجهود والتنسيق لتسريع القضاء على الارهاب” لافتا الى ان “مركز التحالف الرباعي كان فكرة روسية ونعقتد ان له اهمية كبيرة في مكافحة الارهاب وداعش”.
وأكد “لدينا تنسيق جيد مع العراق وايران وسوريا ونأمل بالمستقبل توسيع التعاون العسكري في المنطقة خاصة بمجال مكافحة الارهاب، وسيستمر هذا التنسيق بيننا” مضيفا ان “نتائج المركز انعكست ايجابيا على الحرب في العراق وسوريا”.
وأوضح السفير الروسي “ليس لدينا منافسة مع أحد في العراق سواء الولايات المتحدة أو غيرها وسيستمر دعمنا له مستقبلاً و تجمعنا علاقات ستدخل عامها الـ 73”.
وتابع ان “الجيش العراقي والسوري يخوضان صراعا ضد الارهاب، ولا يوجد فرق بين الارهابيين في البلدين ونحث شركائنا في محاربة الارهاب”.
وبشأن الازمة السورية قال السفير الروسي لدى العراق “الشعب السوري هو من يقرر مصير الرئيس باشر الاسد ومستقبل البلد، ولدينا استعداد لضمان المصالحة بين النظام والمعارضة السورية المعتدلة، والارادة الشعبية وحدها هي من تختار الرئيس”.
وبين ان “روسيا تؤيد وحدة الاراضي السورية أما التوزيع الاداري للبلد فهو شأن داخلي بين الحكومة والمعارضة”.
وعن الازمة الخليجية بعد اتهام قطر بدعم الارهاب شدد السفير ماكيسموف على “حل الازمة” مبينا ان “روسيا على استعداد للتوسط لحل الخلاف” لافتا الى ان بلاده “لا تدعم مكونات وانما شعوب فالارهاب يستهدف الجميع وحان الوقت لنرى تسوية للخلافات بين دول المنطقة وبداخلها ايضاً، ونعقتد ان دعوة العراق لعقد مؤتمر اقليمي أمر مهم ونشجعه”.
وتطرق السفير ماكيسموف اللا العلاقات الروسية – الامريكية واتهام واشنطن لموسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس الحالي دونالد ترامب وجاري التحقيق فيها.
وقال “نستغرب اتهامات الادارة الامريكية بتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية فتدخلنا بها شي غريب وكذلك في فرنسا”.
وأضاف ان “ترامب ووزير خارجيته {ريكس تيلرسون} كانا رجال أعمال ولديهم علاقات طبيعية مع شركات ورسية، وأي مزاعم بدعمهما من روسيا في الانتخابات معلومات كاذبة وهي شائعات ناتجة من هزيمة الحزب الديمقراطي الامريكي في الانتخابات الذي يوظف هزيمته بتدخل روسيا”.
وأضاف ان “الادارة الامريكية السابق برئاسة باراك اوباما اساءت للعلاقة مع روسيا” مؤكدا ان “العلاقات بين البلدين الان صعبة ويوجد ضغط على الادارة الامريكية الحالية من قبل الكونغرس وبعض السياسيين، وتبقى لدينا رغبة بالعلاقة مع امريكا”.