الرئيسية / مقالات / تأريخنا يخطه الرجال

تأريخنا يخطه الرجال

السيمر / الأربعاء 12 . 07 . 2017

رسل جمال

التأريخ بودقة الامم، التي بها تنصهر اﻻنجازات، لتمتزج تلك الجهود، وتخط بها حروف الحضارة، لكن للتأريخ روايتان الاولى هي ماوصلت لنا، وما خطته ايدي الوراقين، بأمر السلطان وتحت سوط الجلاد!
لكن هذه الرواية لطالما كانت ظالمة، لبعض الشخوص التي اختفت بين طيات الزمن، عكس البعض التي لمعت أسماءهم بالالقاب المزيفة، ونسبت لهم الفتوحات العظيمة، رغم انهم كانوا يستظلون بخيم الدعه، ولم يلفح وجوههم حر وتراب الميدان ابدآ، وهناك جماجم اندثرت وسحقت ولم يذكرها التأريخ بحرف واحد، هم المغمورون، صناع النصر وجند الله بالارض .
اما ارض الواقع فلها رواية ثانية، هكذا هي سطور التاريخ، ناقصة المعالم دوما، والراوي لا يسرد لنا النصف الاخر من المشهد، فنرى مسرح الاحداث، ولا نعلم ماذا جرى خلف الكواليس.
ان تأريخ العراق سجل ازلي المجد، سرمدي الفخر، ابدي العطاء، تطرزت على صفحاته اسماء، خطت بماء الفخر، لانهم أناس دحروا الطائفية، وسحقوا الفتنة والفرقة، وعبدوا الطريق لاجيال قادمة، نطالب وندعوا ان تكتب تلك الاسماء، ضمن سلسلة احداث التأريخ المعاصر للعراق، كشخصيات شكلت نقاط مضيئة، وسط ركام الفوضى والظلمة.
من منا لا يذكر فتى الاعظمية “عثمان” ؟الذي اسقط اكذوبة الطائفية، اما ذاك النورس الذي راح يتبختر بطريق المجد، فله طود عظيم من العز انه المقاتل الشاعر “علي رشم”، ولا ننسى الاسد الذي ارعب الموت وهو يرمقه بنظرته الاخيرة، انه “ابو بكر الدراجي”.
في حين ظهرت لنا في الموصل حدباء جديدة، شامخة وسط هضاب الاخفاقات والخيبات، انه ذلك الساعدي عبد الوهاب، الذي قاد المعركة بقلب اب حاني على اولاده، فأحبه الصغار والكبار، و ادار المعركة باحترافية عالية، شهد له الاعداء قبل الاصدقاء.
هناك الكثير من تلك القامات المشرفة التي ظهرت، من رحم ارض ملتهبة الاحداث كالعراق، كانت لها مواقف مؤثرة ووقفات غيرت مجرى الامور، وشكلت دروس وعبر للاجيال القادمة، قائلة ان البقاء للعراق واهلة الاصلاء، رغم انف الارهاب.

اترك تعليقاً