الرئيسية / مقالات / رسالتي للعرب وتركيا

رسالتي للعرب وتركيا

السيمر / الثلاثاء 10 . 07 . 2018

معمر حبار / الجزائر

أقرأ هذا الأسبوع وعبر موقع من إخواننا الكرام بالمشرق العربي، مقال بعنوان: “أردوغان” بقلم علي صلابي يثني بشكل كبير على إنجازات أردوغان، وعليه أقول: أوافق علي صلابي في ثنائه على إنجازات تركيا الداخلية، وأضيف قائلا:
تركيا لم تحرق أرضها ولا شعبها بيديها.
تركيا لم تستعن بالمفتي الداخلي ولا المفتي الخارجي لإحراق أرضها.
تركيا لم تستدع السّكير ساركوزي لإحراق مجتمعها.
تركيا لم تستعن بالأطلسي لحرق نفسها وهي العضو المدلّل في الأطلسي.
تركيا لم تستنجد بالاتحاد الأوروبي لنهب خيراتها ولا نسف أركانها.
تركيا لم تستعن بالصهاينة لهدم بيتها، وهي التي ما زالت تقيم علاقات استراتيجية قوية متينة مع الكيان الصهيوني.
تركيا لم تستعن بالقواعد العسكرية الأجنبية في أرضها لتدمير شعبها، وحرق زرعها، ونسف بيتها بيديها.
إنجازات تركيا الداخلية تعني المجتمع التركي وتدخل عليه الفرح والسّرور وهذا من حقّه لأنّه صانع هذا الفرح والسّرور، بينما حرق المجتمعات العربية بأيادي عربية وأعجمية وغربية تعني العرب، فلزم إذن معاقبة كلّ من ساهم في حرق المجتمعات العربية ونسفها وتدميرها باسم الولاء للغرب، والعرب، والعجم، أو سوء فهم للدين، أو بحث عن نفوذ، أو تصفية صراع عبر الوكالة.
هذه رسالتي لإخواني العرب سواء كانوا في المغرب العربي أو في المشرق العربي، راجيا لهم كلّ السّداد والتوفيق، وأغتنم هذه الفرصة لأوجّه رسالتي للمجتمع التركي، وأقول:
بعدما أثنينا على إنجازاتكم الداخلية والتي نتمنى لها كلّ النجاح، نتوجّه بالخطاب إليكم ّونقول لكم: لا نقبل من تركيا احتلال الأراضي العربية كسورية والعراق، وقصف سورية وتدمير البنايات وقتل الأبرياء، فإنّ ذلك عدوان على الأخ والجار واحتلال لأراضي الغير بغير حقّ، لأنّي الجزائري الذي عاش مرارة الاستدمار الفرنسي و وحشية الاحتلال، وهو اليوم يحتفل بمرور 56 سنة على استرجاع السّيادة الوطنية في جويلية 1962، ويتمنى لجيران تركيا من إخواننا العرب أن لا تمسّ سيادتهم من أيّ كان ومهما كان، أمريكيا، أو روسيا، أو إيرانيا، أو تركيا، أو فرنسيا، أو إنجليزيا. وبما أنّي لا أقبل من العراق وسورية أو أيّ دولة عربية أخرى أن تحتلّ جيرانها وإخوانها، كذلك لا يمكنني بحال أن أقبل من تركيا التي أثنيت على إنجازاتها الداخلية، أن تحتلّ جيرانها وأرضا عربية مهما كانت الأسباب والظروف، وأظلّ وأنا الجزائري الذي عاش مرارة الاحتلال والاستدمار أقاوم بقوّة أيّ استدمار وأيّ احتلال ، عربيا كان، أو غربيا، أو أعجميا.
واستنكارنا للاحتلال التركي يدفعنا أيضا لاستنكار كلّ أنواع الاحتلال الأمريكي والروسي والإيراني والفرنسي والانجليزي لإخواننا العرب ومهما كانت أسبابه من جهة ، ومن جهة أخرى نظلّ نستهجن على العرب الذين باعوا النفيس بالرخيص، وفرّطوا في أرضهم، واستعانوا بالأجنبي ضدّ الأخ والجار، لحرق الدار وجلب العار وطرد الأخ والجار.

اترك تعليقاً