السيمر / الاثنين 10 . 12 . 2018
حسن حاتم المذكور
1 ـــ من قلاع الفرح العراقي تنتفض الأغنيات, الكلمات رصاصات ناطقات, تخترق الضمائر وحتى الميتة, فتزهر الأصابات ربيعأ وطنياً, وتغرد الحقائق على شفاه الحياة, في المتراس الآخر بقايا جاهلية, تمضغ الحاضر وتبصقه, مستقبل حزن يموت صفراً قبل ولادته, علمتني امي ان احب الحسين, قالت “كان مظلوماً مثلنا” في مصابه وحيد, وفي جرحه يزيد, مثلما نموت في العراق, وفي اعمارنا الف يزيد, علياً كان عادلاً عالماً ومعلماً لكل العصور, طعنه الباطل, فأصبحنا شيعة الحق فيه, ولم اصدق الا امي, ولن استمع الا لها, عندما تغني لنا في امسياتنا الحزينة, ما تراكم في قلبها من قهر المظالم.
2 ـــ قال ابي: كن شجاعاً مثل جدك يا ولدي, ولا تصدق الا دموع امك, لا تبك الحسين, كن له ومعه حتى يستعيد ضريحه من لصوص المذهب, منعوه واخوته واصحابه من دخول كربلاء, كما منعت جنود معاوية علياً من زيارة ضريحه في النجف, كن لهم ومعهم, لتحرير اسمائهم من مليشيات شيعية, حينها ستحتضن ارواحنا جسد الحسين, منتصراً في عراقنا, يكذبون ويحتالون يا ولدي, وفي كل فصل انتخابي, يعيدون في الأنتفاضة قتل العراق, ويسيرون خلف جنازته, امريكا الملعونة, وبتوقيت ملعون, كسرت اضلاع قناعاتنا, عندما فتحت لهم ابواب الفساد والأرهاب, فعرتهم عن دونيتهم ودناءتهم.
3 ـــ لا نعلم, متى دخلوا واستوطنوا ارواحنا ومقدساتنا, واقاموا فينا جهل وفقر, باعوا وطناً كان لنا, عندما خسروا سيادتنا دفاعاً عن سلامة الآخر, اذاً لينصرفوا بعيداً خلف حدود سيادتنا, ويتركوا ما كان لنا, فلا سكينة لأضرحة القديسين, الا بين اضلاع ارض عراقية, للأزهر مراجع مصرية, ولأيران ولاية فقيه ايرانية, وللوهابية شيوخ سعوديين, هكذا في كل العالم, لرجال الدين كما السياسة والثقافة انتماءاتهم, لماذا نحن, الأمر فينا مقلوب, حكامنا سماحاتنا احزابنا ومخدراتنا وتخريفنا مستوردة, ثرواتنا سيادتنا هويتنا قيمنا اثارنا مهربة, لماذا… ومن يستوردهم ويهربنا اذاً؟؟؟.
4 ـــ لأيران فينا استحقاقها الأنتخابي, للسعودية والخليج وتركيا ولأسرائيل ايضاً استحقاقها¸ في انتخابات مزورة بالفساد والأرهاب, تعطي امريكا لكل حصته, وتترك دموع العراقيين تتكسر في عبرة الأنتظار, تمرد الشجن في اوجاع الأغنيات, وفرشت عصافير الأمل اجنحتها في الشوارع والساحات, وعيونها تسافر خلف حدود الدنيا, تتوسل الرب ان يقطع خيط صبره, وبقوة رحمته, ينتصر للأنتفاضة, يمسح عن وجهها رائحة البارود, نريد ان ننتصر, لأسمك يارب, ولحياة تليق بنا, فيغتسل وجه العراق, من غبار الأكاذيب.
10/ 11 / 2018