السيمر / السبت 29 . 12 . 2018
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
روسيا الخارجة من الشيوعية لها فضل في حماية اقليات سوريا والشام، اعاد التاريخ نفسه بالشام خلال القرنين الماضيين مرتين، عام ١٨٠٠ تدخلت فرنسا عسكريا واحتلت لبنان لوقف المذابح التي بدأ الاتراك العثمانيون ارتكابها بحق المسيحيين بعد ان ابادوا دول شيعية في حلب والاناضول ولنا في فتوى السيء نوح الحنفي في قتل الشيعه وسبي نسائهم واطفالهم والتي تسببت قتل ١٠٠ الف شيعي في الاناضول وحدها، تدخل فرنسا واحتلال لبنان عام ١٨٠٠ حافظت على الوجود المسيحي وبفضل فرنسا بقى وجود للشيعة والدروز واستمر الوجود الفرنسي الى بعد الحرب العالمية الاولى ورسم حدود دولة لبنان الحالية واقرار دستور ضمن حقوق جميع الطوائف وان كان غير عادل لكنه ضمن بقاء الجميع، عندما تعرضت سوريا للهجوم الارهابي، العصابات الارهابية استهدفت الشيعة الجعفرية والعلوية والاسماعيلية والمسيح والدروز، تم اقتلاع مدن وقرى بل وتم تجريف حتى الآثار، وكادت دمشق تسقط بيد الارهابيين عام ٢٠١٤، وللاسف رغم تأثير امريكا واوروبا لكنهم لم يقوموا بواجبهم لحماية الاقليات وتم صهر الوجود الدورزي في ثلاثين قرية دورزية في ادلب وادخلوهم في دين الوهابية بقوة السلاح، قاموا في اخذ اطفال الشيعة وعلموهم الدين الوهابي وفقدت العوائل اطفالهم وليومنا هذا، ايضا تم ابادة المسيحيين، ويفترض في امريكا واوروبا المسيحية بالقليل تحمي المسيحيين، عندما تدخلت روسيا انقذت المسيحين والشيعة والدروز من الانقراض، في العام الماضي بشهر كان الثاني عام 2017، وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف عقد مؤتمر صحفي قالها وبصراح حيث اعلن أنَ دمشق كانت على بعد 14-21 يوماً من السقوط في قبضة الإرهابيين وشباكهم لولا التدخل العسكري الروسي الذي ساهم في صدِ الهجوم على العاصمة دمشق والتي بسقوطها كان سقوط النظام في سوريا قاب قوسين أو أدنى. حينها قال لافروف: “أعتقد أنه أمر مهم للغاية، مهم بالدرجة الأولى الحفاظ على سوريا كدولة علمانية متعددة الإثنيات والطوائف وفق ما يقتضيه قرار مجلس الأمن الدولي. يجب أن ندرك أن وقف هذه الحرب وضمان حقوق الجميع ومنهم المسيحيون والمسلمون وممثلو كافة الطوائف الأخرى الذين يعيشون منذ القدم في سوريا وفي دول المنطقة. وهذا هدف يمكن تحقيقه عبر استخدام القوة لأنه يجب محاربة الإرهاب والقضاء عليه بلا رحمة أو هوادة. وهذا هو ما نقوم به بمساعدتنا للجيش السوري”. كلام وزير الخارجية الروسي كان واقعي، ويفترض بكل المنصفين مع كتاب واعلاميين ومنظمات حقوقية تشكر الرئيس بوتين الذي تدخل واستطاع حماية ثلاثين بالمائة من الشعب السوري الذين يمثلون الاقليات في المجتمع السوري. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تخلت البلاد عن العقيدة الشيوعية، ومارس المسلمون حقهم في الصلاة والصوم داخل روسيا او في جمهوريات اسيا الوسطى الاسلامية، وعادة فتح الكنائس في روسيا وبرز دور للكنيسة الروسية الارثوذكسية، وباتت الكنيسة يتبعها المسيح الروس واسيا الوسطى وجزأ كبير من مسيح كرواتيا والمسيح الشرقيين، بل بوتين بات يزور الكنيسة ويحضرهم لحضور المناسبات الوطنية والدينية الروسية واوجد كنسية تشب الفاتيكان، وكنيسة بوتين اصبحت قبلة مسيحيي الشرق وغيرها، عندما تدخل بوتين عسكريا في سوريا اساقفة روسيا باركوا خطوة الرئيس بوتين موسكو وبيانات و مباركة الكنيسية الأرثوذكسية لبوتين واضحة واصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حامي مسيحيي الشرق. بل لاول مرة بتاريخ روسيا مابعد الشيوعية وفي كانون الثاني الماضي اعلن رئيس الكنيسة الروسية عن عزم بطريركية موسكو المساهمة في المساعدات الإنسانية لسكان الشرق الأوسط ولم يحصر تلك المساعدات بالمسيحيين فقط بل شمل المسلمين وباقي الطوائف، لولا تدخل ولي الله الصالح بوتين في سوريا لتم انهاء الوجود المسيحي والشيعي والدورزي من سوريا، بل الطيران الروسي قدم خدمة انسانية للشعب السوري والعراقي واللبناني بقتله الاف الدواعش، القصف الروسي قتل الاف الدواعش العراقيين المتواجدون في امارة داعش الممتدة من دمشق الى حلب ودير الزور وارياف حماة وحمص واللاذقية وغيرها، يفترض في كنائس الشرق تكريم بوتين هذا الانسان الشهم الذي اذاق الدواعش مرارة الهزيمة.