السيمر / الاثنين 11 . 02 . 2019
حسن حاتم المذكور
أنقل إجابات بدرية ونعيمه, وأترك للقاريء أستخلاص مضمون الأسئلة:
1 ـــ “عمو أحنه نتلفت, غير نخاف يشوفونه جماعة العصايب, وجيش المهدي, وبدر وربع هذوله وجماعة ذولاك, بعدين عمو يرمونه, انته ما سمعت, يكتلون النسوان والبنات, عمو آنه اگلك همه كلهم چلاب وحراميه, ابوي مات بجهاد, امي بالبيت گاعده شتسوي, غير من ضيمنه, احنه ياهو بحالنه, همه ملتهين بالبوگ وما يشبعون, دوخونه بالحچي, كلهم چذابين والله لا يقبل صومهم ولا صلاتهم, رايحين وجايين للحج, حتى على الله يقشمرون, چا هو رب العالمين, ما يشوف شيسوّن بينه, عمو وداعتك, كلهم هتليه, هو الحرامي منين يجيه المستحه, المرجعيه تجيب النه الحراميه, وتكلهم حاربوا الفساد, والله ما نعرف وين الصدگ, عمو فدوه لا تضحكني, هو يا باب الله, أكو غير هاي المزبله, الندور بيهه زقنبوت, حته بطونه گامت توجعنه”.
2 ــ بدريه ونعيمه, جميلات كوجه الله والوطن, على خدودهن, رسمت لونها شمس الجنوب, خلف الأبتسامات, كبرياء وعراق يجوع, ببلاغة عذبة, تدفقت مفردات العراقة والمعنى, غزيرة المضمون, ترجمة رصينة للواقع, على الكاتب ان يصقل بها مقالته, ويقتدي بها السياسي, ويهذب بها رجل الدين موعظته, وعلى الرب ان يتواضع, ليقلل من علوه, ليستمع الى صرخات الوجع, لأطفال جرح القمامة والتسول والضياع, ام ان الوسطاء, استحوذوا على الدنيا, وألهوا اسمائهم بزائف الألقاب, وتمردوا على طاعته.
3 ـــ على عقداء الثقافة والدين والسياسة, الذين اخطأوا الطريق الى الحق, ان يبحثوا فيهم عن قطعة ضمير, ليروا فيها صورتهم على وجهَي بدرية ونعيمة, فمن يبحث عن وجع الوطن, سيجده داخل قلوب الضحايا وعلى اجسادهم, بدرية التي تحمل اختها على ظهرها, تحلم ان ترحل واختها, الى بلد ليس فيه جوع, ليرفعن عن قلوبهن عتمة الخوف, وحجاب الدونية عن ارواحهن, ولن يجدن فيه اطفالاً, يتركون مدارسهم, ويطرقون ابواب الله, يبحثون عن فضلات الأخرين, في حاويات القمامة.
4 ـــ الفرح ليس خطيئة, ولا معصية هي الأغنيات, هكذا فكرت بدرية وهي تحمل اختها, ومن خيوط الشمس تغزل الأمنيات, احلام مقطرة بلذة النعاس, تحت أجفان لا يطرق أبوابها العنف, في أعمار لا يفرقن, بين الحب والمحبة, كحمامتين يمازحن سرب من فراشات الحقول, وبمتعة المرح, يمتلكن الفضاء, تحت سماء لا تمطر التعاسة, ويهبطن الى دفيء الأرض, عابثات لأكمال وجبة الدلال, ثم يبُحن أسرار الطفولة, الى رفيقات لا يعرفن النميمة والوشاية, غفت في حضن أمها, على موعد مع غد اجمل, استيقظت على نداء اختها “نزليني ماكو شي هناه” ارادت ان تبكي, لكن الوقت ليس لديه وقت للبكاء, عليها ان تهرول خلف اختها, ليبحثا عن قسمتهن, في مزبلة اخرى.
ـــ هل تعلمون, ان بدريه ونعيمه, هن العراقيات والقديسات والجميلات, والاكثر عراقة وانتماء ومحبة للعراق, هل تعلمون ماذا تعني, ان يبحث الاف الآلاف, من اطفال العراق في جرح المزابل, ليموت الوطن في عيون الجياع, كل يوم وساعة ودقيقة, لنبكي انفسنا اذن, وبحرقة الموجوع.
09 / 02 / 2019