السيمر / فيينا / الاحد 29 . 09 . 2019
يوسف تبينه السعدي
للقلم اهمية كبرى ,على امتداد تاريخ البشرية , في مختلف الأزمان ,والشعوب ,لان القلم الوسيلة , التي من خلالها يتم حفظ مآثر الشعوب ومنجزاتها , لذلك نجد أن العرب قديما , كانوا يهتمون اهتمام منقطع النظير بالشعر والشعراء , حتى ان القبيلة تحرص على أن يكون , بها شاعر لكي تستطيع إبراز ما تتمتع به من فضل امام الاخرين ,لان الشعر افضل وسيلة للكلام , لما يتمتع به المجتمع العربي القديم , من فصاحة .
بسبب فصاحة المجتمع العربي القديم كان الشعر هو درجة التميز بينهم ,
وعندما بعث الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم محمد( صلى الله عليه وآله) مبشرا بالدين الإسلامي , اتخذ من حسان ابن ثابت شاعرا خاصا حتى سمي شاعر الرسول
بين النبي الكريم اهمية القلم عندما سال عن ذلك.
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم) – : إن أول ما خلق الله القلم ، فقال له اكتب فقال : ما أكتب ؟ قال : اكتب القدر . فكتب ما كان وما هو كائن إلى الأبد (.
لذلك نرى من خلال التاريخ الكثير من اصحاب الاقلام من بلغ به الاعتزاز بقلمه الى حد كبير , لإيمانه بأهمية ما حباه الله به من موهبة , وخير مثال على ذلك هو الشاعر أبو الطيب المتنبي, الذي كان يتعامل مع الملوك الذين يزورهم لإلقاء القصائد تعامل الند للند, حيث كان يلقي قصائده عليهم من جلوس ,
لأنه كان يرى في نفسه أنه يمتلك شئ لا يمتلكه هؤلاء الملوك , وهم محتاجون لما يمتلكه ,
انا هنا لا ادعوا كل صاحب قلم تقليد كالمتنبي في جميع تصرفاته, و انما ادعوا كل صاحب قلم, الى احترام ما وهبه الله له من قدرة تميزه عن الآخرين , وتجعله مؤثر في مجتمعه , ويكون هذا الاحترام , من خلال ان جعل قلمه حرا , ويعيش من اجل ان يكون لسان حال المجتمع الذي يعيش به , وأن لا يكون مأجورا في كتاباته وإنما يكتب عن قناعة واعتزاز بقلمه, حتى يكون له تاريخ ناصع, في عقول الناس ,