السيمر / فيينا / السبت 18 . 04 . 2020
محمد حسن الساعدي
لم يمنع حجم الموت الذي خلفه وباء الكورونا السياسيين من ممارسة دورهم في الصراع من أجل المناصب , فـعلى الرغم من زيادة إعداد المصابين في العراق ، ألا أن الصراع بدا حامياً من أجل السيطرة على ا لمشهد السياسي عموماً،فكلاً يريد أ يدلوا بدلوه، ويسعى أن يكون عاملاً مؤثراً في المشهد السياسي، دون الاهتمام بتأثير هذا المرض عليهم أو الخوف منه ، ولا أي مانع من الموت إزاء هذا الوباء الفتاك الذي كنا نتمنى أن تصيب أحد كبار الأصنام التي عبدت بعد 2003، والتي أضحت متجذرة أكثر فأكثر ، فمن مشاريع ضخمة خارج البلاد إلى الأموال المهربة في مصارف الدول ، والى المولات والفلل التي انتشرت خارج العراق وداخله،وما أن تسأل عن أي مشروع يبنى هنا او هناك ،إلا وتكتشف أنه لأحد كبار المسؤولين او الأحزاب السياسية في البلاد .
تنتظر السيد رئيس الوزراء المكلف مهمة شاقة،كونه ينبغي أن يحظى بأصوات الكتل السياسية في جلسة التصويت على منح الثقة للتشكيلة الوزارية التي سيقدمها، وذلك على خلفية تلك الصراعات التي حصلت أثناء تكليف السيد علاوي والزرفي، إلى جانب تقديم الضمانات للقوى السياسية بالحفاظ على مصالحها،فضلاً عن منحها حصصاً في التشكيلة الحكومية ، أو ما تصفه تلك القوى باستحقاقها الانتخابي ، وأول جرعة دعم حصل عليها السيد الكاظمي هي بعد اتفاق القوى السياسية على تخويله أختيار كابينته الحكومية، بعد الاجتماع الأخير الذي عقد في منزل العامري،ويبدو من خلال الأخبار أن ملف الحصص الوزارية سيكون ملفاً حاضراً في جميع النقاشات،حتى لو كانت في الظاهر تخويل الكاظمي لتشكيل حكومته .
السيد الكاظمي أعلن أن حكومته ستكون خادمة للشعب وتعمل على حصر السلاح بيد الدولة،ما يعطي أنطباعاً ويطلق رسالة لبعض القوى الحشدية التي تعمل خارج قانون الدولة العراقية، ما يعني اعتبار ذلك إدخال البلاد في دهليز صراع سياسي وطائفي ، لذلك ربما هناك يتكون عقبات حقيقية أمام الكاظمي في التصويت عل حقيبته الوزارية ، إذا ما علمنا أن الأخير أشترط على الكتل السياسية حرية اختيار وزرائها ، والإعلان مسبقاً عن استعداد القوى السياسية لتمرير الحكومة الجديدة عبر البرلمان دون معرقلات ،وعلى الرغم من التوافق اللافت للقوى السياسية حول الكاظمي إلا أن الطريق إلى رئاسة الوزراء يبدو وعراً ، حيث حظي من قبله محمد توفيق علاوي بهذا الدعم والتوافق ولكنه لم يستطع تمرير حكومته في البرلمان ، وسرعان ما تفكك هذا التوافق، حيث تمكنت الكتل السياسية من دعمه في حين أن علاوي اتهم الكتل السياسية بأنهم سبب الفشل بسبب تمسكهم بحصصهم من الوزارات، لذلك لايمكننا التنبؤ بنجاح مهمة السيد الكاظمي في تشكيل حكومته ، وسيبقى الصراع محتدماً إلى حين تمريرها في مجلس النواب ، وهذا الأمر يحتاج إلى كتلة قوية قادرة إلى إنجاح تمريرها دون عقبات ، والذي سيعيد قوة الكتلة الأكبر مهما كانت .