السيمر / فيينا / الاربعاء 19 . 08 . 2020
سليم الحسني
أنشر هنا مقالاً كتبته لمجموعة خاصة (لم أعد عضواً فيها) أتحدث فيه عن عدد من الأشخاص المرتبطين مالياً وعملياً بالسيد محمد رضا السيستاني، يعملون تحت إدارته وهم من تلامذته ويعتمد عليهم في إيصال ما يريد لبعض الجهات، وهذا ليس سراً، أنما هو أمر معروف، لكني لا أريد ذكر أسماءهم، فالمطلعون على الأجواء يعرفونهم جيداً.
سأضع في نهاية المقال صورة من منشور شتائمي كتبه أحد افراد المجموعة هذه، وهو مقرب من السيد محمد رضا السيستاني ويأخذ التعليمات والتوجيهات منه مباشرة.
السيد محمد رضا السيستاني المحترم
مقالاتي أنشرها في العلن، ومن يرغب بالحوار فيمكنه ذلك باعتماد لغة الحوار وضوابطه الأخلاقية على صفحة الفيسبوك. لكن اعوانك وتلامذتك يتكلمون بلغة هابطة في مجموعات مغلقة على الواتساب، مع أني لا استخدم تلك المجموعات في نشر مقالاتي.
هل بمقدورك أيها السيد أن تعلّمهم مناقشة الفكرة بالفكرة في العلن، بدل السباب في الخفاء ومن وراء الظهر؟
أقول هذا ناصحاً حتى لا يقال عنك بأنك تستعين بأعوان لا يملكون قدرة الحوار. وأقول لك هذا وأنا أعرفُ بأنهم أخذوا منك الإشارة والمباركة، فليس فيهم من يجرؤ على مخالفة أمرك.
أعرفُ عنك يا سيد بأنك شاعر وأديب، وافترضُ بأنك تعرف معنى تشبيه الرجل بـ (الحطيئة) فهذا ما كان يشبّه به معاوية أصحاب الإمام عليّ عليه السلام ليطعن بأنسابهم. وقد سار على نهجه الأمويون، فالحطيئة المجهول الأب، كان أول من رفض بيعة أبي بكر من الشعراء، وقال فيه شعراً كما قال شعراً في المروّجين له، فكان قصد أعداء أهل البيت بتشبيه أصحاب الأئمة بالحطيئة، الطعن بأنسابهم من جهة، والتعمية على الشعر في رفض الخليفة الأول وأن الحق لعلي عليه السلام وليس لغيره.
أفترضُ أنك تعرف هذا، وعليه فأنت تعرف سوء أخلاق أتباعك وأعوانك وتلامذتك الذين توكل لهم هذه المهمات، ليُسكتوا الأصوات بالصراخ الشتائمي الهابط.
هذه ليست المرة الأولى يا سيد محمد رضا، فقبل سنتين تقريباً كتب أحدهم دفاعاً عنك وتهجماً عليّ، مقالاً بذيئاً يعفّ اللسان عن ألفاظه، وقد وصلك خبره ونصه، وتظاهرتَ وقتها بعدم الرضا. أقولُ تظاهرتَ بعدم الرضا، لأن تلميذك هذا يعيدها بأسوأ من الأولى.
أنت أيها السيد بارع بإيجاد الكثير من الوسائل والاساليب مثل الأسماء المستعارة التي توهم الناس بأنها حقيقية وتنشر لها مقابلات على وسائل الإعلام المرتبطة بمكتبك كما هو مع الكاتب المختلق باشرافك (إيليا إمامي). ومع أن هذه الطريقة غير لائقة بك، ولا بأي رجل يحترم مكانته وزيّه، لكن يمكنك اعتمادها ما دمت تراها تخدم توجهاتك، فهي على كل حال أفضل من استئجار شخص ليشتم في الظلام ويطعن في الأنساب، وأنا أعرفه منذ صغره ويعرفه آخرون نمّاماً كذوباً، أتعب معلميه في المدرسة العراقية بمدينة قم، وعجزوا عن تأديبه وكبح شغبه ومشاكساته حتى مع استخدامهم الضرب والطرد.
ستجد يا سيد تلميذك يقول ـ إضافة الى شتيمته الهابطة ـ بأني أعيش على المعونات الاجتماعية، بينما أنا لا استلم مرتباً من الدولة البريطانية، ولا من الدولة العراقية ولا من أي دولة وحكومة وجهة. وقد عُرضت عليّ الأموال من مقتدى الصدر ومن عمار الحكيم ومن محمد اليعقوبي ومن حسين إسماعيل الصدر ومن أياد علاوي، وعرض عليّ الأخير عام ٢٠٠٥ مبلغ مليون دولار وكلّف مصطفى الكاظمي بمفاتحتي لكي اكتب عنه كتاباً صغيراً، لكني رفضت بشدة، فهذا القلم مصنوع في الدعوة (أقصد بها الدعوة قبل ٢٠٠٣) منحوت على يد العلامة الكبير العسكري، زوّده بالحبر الراحل الكبير فضل الله، ولأنه كذلك فهو لا يخضع لأسعار السوق. لعل تلميذك ولعلك أنت تستغرب هذا الكلام، أنت معذور لم تجرب ذلك.
لستُ ذليلاً يا سيد كما يقول تلميذك. لقد كنتُ ولا أزال بحمد الله عزيزاً بتاريخي وشخصيتي ومواقفي وفكري وانتمائي. كنتُ ميسوراً ولله الحمد أكثر من الآن، كنتُ ثرياً في وقت كان تلميذك يحسدني حين يراني في تلك السنوات قبل السقوط، ولله الشكر على فضله.
لستُ ذليلاً يا سيد كما يقول تلميذك، فلقد زهدتُ منذ زمن بالمناصب والعناوين، وهي لا تزال مبسوطة أمامي وفي متناول يدي، لكني لا أريد أن يحني المنصب قامتي، وأرفض أن يقيّد الموقع حريتي. فقد كرهتُ الأذلاء منذ الصغر، رأيتهم ينحنون، يتملقون، يبيعون شيئاً لا يقدّر بثمن بأبخس سعر، يبيعون الكرامة.
اسمعْ نصيحتي يا سيد، فإنك إنْ سمعتها ستتعلم كيف تستعين بالرجال بدل المعتاشين الشتامين في الظلام.
أتمنى لك الرشاد والتوفيق.
١٥ أغسطس ٢٠٢٠
الجريدة غير مسؤولة عن كل ما ورد من آراء بالمقال.