السيمر / فيينا / الخميس 07 . 01 . 2021
اسعد عبدالله عبدعلي
قبل ايام نشرت صورة لمنتخبنا الوطني تعود لعام 1990 وكتبت اسفلها: “لولا عدي المخبول وابوه صدام المجرم لحققنا عديد البطولات, بهذه التشكيلة الذهبية المتكونة من ليث وحبيب وسعد واحمد وشنيشل وباقي النجوم”, فما كان من فئة من شعب الفيسبوك العراقي الا ويشنون هجوم علي! بالشتائم والسباب التي تناسب مع تربيتهم وجهلهم! فقط لأني نلت من معبودهم, هكذا هي الجماهير البعثية والغبية تنكشف عندما يتم النيل من معبودها (صديم) وابنه الشاذ عداي.
ترى لماذا يتواجد في مجتمعنا من يقدس صدام وعائلته العفنة؟ وكيف يبقون على جهلهم حتى عامنا هذا 2021؟
للجواب على هذا التساؤل يجب علينا التعريف بأربع مستويات من الناس ممن هم ضحية هذه الحالة النفسية والفكرية.. وهي:
· اولا: التربية الصدامية.
لا يمكن اغفال المنهج الصدامي في التربية وتأثيره على شريحة كبيرة, عبر اسلوب التلقين عبر المنظومة التربوية وعبر الاعلام المرئي والمقري والمسموع, او بسبب انتماء الاجيال الفتية لعوائل بعثية او ذات نفس بعثي فينمو الطفل على التعاطف مع صدام وعائلته وحزبه, وتخوين كل من ينقدهم او حتى يلمح بأخطائهم, فيكون الحب والبغض بمقياس صدامي عفلقي بحت.
هذه الفئة مازالت تتناكح وتولد اجيال تتبعها اجيال, ولا صوت للعقل عندها لان تتوارث حب الطاغوت من الاباء والامهات.
· ثانيا: الحنين لزمن الذل.
في التسعينات شاهدت فيلم للممثل المصري محمود عبد العزيز يتحدث عن سجين يخرج بعد 15 عام من السجن والتعذيب والذل, وعندما خرج عوضه شخص بمبلغ كبير من المال لأنه سجن بدلا عنه, ومع الاموال الكبيرة التي حصل عليها لكن بقي غير سعيد, في النهاية اهتدى لفكرة حيث اجر رجل ليقوم بتعذيب (محمود عبدالعزيز) واذلاله لأنه اصبح لا يعرف العيش الا بذل وقهر فالشتائم تجعله يشعر بنفسه.
كذلك فئة من الجماهير الفيسبوكية تعيش بنفس هذه العقدة النفسية, حيث تحن للذل والقهر, وتكون قلقه غير مرتاحة بالاحترام لذلك تهاجم كل من ينتقص من زمن صدام وطريقة حكمه لانهم يعشقون المذلة ويتمنون عودته ليذلهم من جديد بدل الحال الغير طبيعية التي يعيشوها كأحرار!
· ثالثاً: الجهل والجهلة.
بسبب سلوك الطبقة الحاكمة في تشجيع نشر الجهل والامية, توسعت الفئة الجاهلة, والتي لا تفهم شيئا, ولا تريد ان تفهم, كل ما تملكه من مهارة هو السب والشتائم وقذف الاعراض, هذه الفئة في اتساع خطير, وهذه الفئة ترفض الطعن بالحكام لان من طبيعتها تقديس كل من يحكم, حتى لو كان مجرما سفاحا, وهي تشابه من يشعر بالحنين لزمن الذل, فكلاهما يقدس من يصدر الذل منه باتجاه الجماهير.
لذلك ليس غريباً ان يصدر القبيح من هؤلاء لانهم لا يدركون فعل الحسن, لكن الغريب ان يتكاثروا ليصبح لهم صوت مسموعا مملوء قبحا كحالهم.
· رابعا: رفض الاخر.
بسبب الجهل, والتربية الخاطئة, وخطيئة تقديس القادة السياسيين, والفوضى والعولمة, فان الصفات الانسانية مثل احترام الاخر اصبحت مغيبة, حيث اصبح اقصاء الاخر عملية معتادة, وليس غريبا ان يتم اتهامك بأبشع التهم فقط لأنك تختلف عنهم في الراي, بل الاشد بشاعة ان يكون لك راي مختلف عن راي احد الاصنام, فهنا سيكون اعتبارك مرتد خارج عن الدين والانتماء للوطن ويحل قتلك! هكذا تنحرف الامور لتصل الى مستنقع ضحل يستغله الساسة, وينفذ عبيدهم الجرائم تحت عناوين نصرة الدين والوطن من الخونة, ويكون الضحية هو الانسان ذو الراي المختلف عنهم.
وهكذا نجد هذه الفئات تتناكح لتنتج اجيال جديدة مزهوة بحب الطاغية ومميزة بتقديس الاصنام السياسية, ولا مكان معها للعقل الفكر لاتها ببساطة فئات غير عاقلة, وهي اشبه شيء بالزومبي, لكن بنكهة عراقية بشعة جدا.