السيمر / فيينا / الخميس 12 . 10 . 2023
د . إبراهيم الخزعلي
الى غزة الصامدة
عليها الصلاة والسلام
لَوْ أَنّهُمْ حَقّا،
كما قالوا انْتَهَتْ،
وسَتَلْقى حَتْفها
وبما آلَتْ إليهِ،
إبْتَلتْ
مرّةً أُخرى أقول
لمْ تَزَلْ
تُشْعل الآمال
بالنبضِ وبالحب
مِنْ سِدْرَةِ الوَجعِ التي
مِنْها تَغَذّتْ،
ونَمتْ
فَلَمْ تَنْدَمْ
ولَنْ تندم
يَوْمَئِذ هَرَعَتْ
مُغاضِبَةً
لَمّا تَفَجَّر جُرْحها وجعا
بوجهِ الّريح
كسّرَ الصَّمْتَ الزجاجي
والأصنام
والغَيْهب الحجري
على مرأى الرّواةِ
ووعّاظِ السّلاطين
وعشّاقِ الْجواري
في فصول الدّمْ
والشّعراء الزور
في قَصْرِ الخليفة
إذْ عُرِفَ
السّارق المعلوم الهويّهْ
الْمُجْرِمُ الأوّلُ
والآخرُ
في مَسْرحِ المأساةِ
القديمة
والحديثة
ذا عدو الله
والصّبح
وخصْماً للضّياءِ،
فأعشاشِ البلابل
شاهد في محكمة القضية
إنه اغتال الطفولة،
والأحلام
ودفاتر الرّسم
والأقلام
عَنْ سِبْقِ ضغينهْ
كي لا يكونوا حاضرين
فتُعرف الأسرار الخفيه
شياطينٌ مِنَ الأشباحِ
والأوغادْ
من جِنِّ الأساطيرِ،
الخرافاتْ
والأنسِ المُلثّمة
ومَنْ جاؤا مِن الأوباش
جند وكلاب
تجتاح بقاع الضوءِ
وأناشيد البلابل
وابتسامات السماء
كَفُّكِ سيدتي
حِمَمٌ وصاعِقةٌ
ومِدْرار نيازك
على الجلاد
نَزيفاً مِنْ شُهُبْ
والغاصب المحتل
وجْهٌ
وأنْصاف الضّمائرِ
آخَر
وعلى الأرض اليباب
خِصْبٌ ونَماء
تَشْرئِبْ
ومما أشْبَعَها الْجُرحُ
مِنْ أَلمٍ
ومِنْ سَخْطٍ
ومِنْ غَضَبٍ
ومِنْ أَمَلٍ
وإيمانٍ وقُوّهْ
نفَثَتْ …
ما بين أضْلُعِها الرقيقة
كالحمامة
مِنْ لَهَبْ
صَخبُ الأطفال
والصرخات يعلو
أمْ
نَفْخَةُ إسرافيل؟
أيْقَظَ الأمْوات صداها
وأعاد للتأريخِ
أحرفه الصحيحهْ
وأزاح أوهاماً
( مِنْ قيلٍ وقالَ وعنْ …)
مِنْ بين أطنان الكتُبْ
فاسْتَفاقت
بلظى القلب
وبركان الغضب
وثَمّةَ أشياء لا تُقالْ
ضمائر سُمّيَتْ
وأُخرى
تلْفُظ ما تَبَقّى
مِنْ حياء
إنّكِ أنتِ
نعم أنتِ
يا رمز العطاء
والبطولة والأباء
فعيناك سماء الله
تَجَلّت فيهما القُدْسُ
تُبْكيني وتُفْرِحني
وتمسح عن وجهي السُّبات
وتوقظني ، وترسمني
وترسم الشمس
لكي أصحو
أصابِعُكِ السّنابُلْ
يا عَهَدْ
أنتِ
علّمت المناجل في المواسم
معنى العطاء
وليس رجال من خَشَبْ
وسيوفاً وخطب
14/01/2018
موسكو