الرئيسية / مقالات / العرب لم يتحالفوا مع القوى الاقليمية

العرب لم يتحالفوا مع القوى الاقليمية

السيمر / فيينا / الثلاثاء 07 . 11 . 2023

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

‏العرب عبر تاريخهم التليد مكفخة للأمم الاخرى، وذيول وخدم مطيعين للدول العظمى، قبل الاسلام، كان لدى العرب، دولتين، دولة الغساسنة بحوران درعا السورية، كانوا خدم لدى الإمبراطورية الرومانية، ودولة المناذرة عاصمتها في الحيرة بمحافظة النجف الاشرف، وكانت تابعة إلى الإمبراطورية الفارسية، إذا ساءت علاقات الرومان والفرس يتقاتل عبيدهم الساسانيون والمناذريون، وإذا تصالح الرومان والفرس يتصالح عبيدهم العرب.

جاء الإسلام بشريعة عظيمة، واستطاع رسول الله ص توحيد الجزيرة العربية، لكن جينات الأنانية والغدر والخيانة بقت بنفوس العربان، أراد الله عز وجل ورسوله الكريم محمد ص تنصيب قادة كرام يعلمون بالشريعة وبكل علوم الحياة وهم الإمام علي بن أبي طالب ع وأبنائه واحفاده الأئمة الاثنى عشر، ورسول الله محمد ص يتحدث ويقول يلي أمر هذه الأمة أثنى عشر خليفة وكلهم من قريش، لكن حب الأنا حالت في وضع العراقيل لمنع رسول الله ص من كتابة وصية ورقية تكون ملزمة للجميع، ولنا برزية يوم الخميس التي وضعت اساس انقلاب يوم السقيفة، نعم انتشر الإسلام بطريقة السيف والغزو، لكن المحصلة سقط مجد العرب وحكمتهم الأمم الاخرى وساقتهم سوق العبيد.

واذا كان للعرب مكان في علوم الطب والفلسفة والرياضيات والكمياء، يعود هذا الفضل إلى الأمام جعفر الصادق ع وتلاميده، أصحاب الصفا مؤسسي اول مدرسة فلسفية لدى العرب  هم من علماء الشيعة الزيدية والاسماعيلية والشيعة الجعفرية الامامية، بمجال الطب جابر بن حيان شيعي ولازال كتابه يدرس بكل الجامعات الطبية بالعالم ليومنا هذا، مؤسس علم الجبر الرياضيات الخوارزمي شيعي.

كل المدارس الفلسفية والعلمية لدى العرب والمسلمين نتاج المدارس الشيعية، وازدهرت هذه المدارس العلمية بحقبة بروز الدويلات بضعف الدولة العباسية، وعندما قويت الدولة العباسية تم قمع وقتل علماء الفلسفة والطب، لأن الفكر السني الحاكم يعتبر الفلسفة كفر وزندقة، قبل ١٥٠ سنة دخلت زراعة البندورة أو الطماطم إلى دول الشام، مفتي حلب أصدر فتوى بحرمة زراعة الطماطم لأنها تشبه مؤخرة الشيطان، إن كان العرب والمسلمين يفتخرون بالقول أن العرب والمسلمين هم من اسسوا علوم الطب والرياضيات والملك والكمياء والفلسفة فيعود الفضل إلى الشيعة وعلماؤهم.

من صنع حدود الدول العربية الحالية هي الدول الاستعمارية  المنتصرة بالحرب العالمية الاولى بريطانيا وفرنسا وخلفهم أمريكا قبل برزوها كقوة عظمى عالمية، تعاون مفتي مكة وزعيم العالم العربي والإسلامي السني شريف حسين مع القوات البريطانية والفرنسية لاسقاط الدولة العثمانية، مقابل وعد ينصبوه ملك على الدول العربية، لكن ضحكوا عليه، وكان هدفهم وفق اتفاق مسبق بين الدول الأوروبية الاستعمارية اتفاق كامب الذي عقد عام ١٩٠٥ بتقسيم المنطقة العربية إلى دول متعددة وتنصيب حكام عملاء يلبون مطالب الدول الاستعمارية، والعمل على إذلال العرب،  لذلك بريطانيا دعمت عبدالعزيز آل سعود حفيد عميلهم ابن سعود مؤسس الدولة الوهابية الأولى التي صنعها وزير المستعمرات البريطاني مستر همفر. 

بريطانيا وفرنسا هم من رسموا حدود دولنا، ودمجوا مكونات غير متجانسة مع بعض بدون تشريع دستور حاكم، لتبقى دولنا دول فاشلة، تعاني من صراعات قومية ومذهبية، يسهل السيطرة عليها، بل وصول عبدالعزيز آل سعود وتنصيب العميل فيصل الأول ملك على العراق وتنصيب شقيقه ملك على الاردن كان ذلك من ضمن الاتفاقات لتسليم فلسطين لليهود، ووثائق الخارجية البريطانية تؤكد ذلك، وتوجد تواقيع إلى عبدالعزيز آل سعود يقول لابأس بتسليم كل فلسطين لليهود المساكين.

لذلك الدول العربية بغالبية انظمتها صناعة استعمارية، هناك من يقول ان  العرب  يتحالفون مع القوى الاقليمية غير العربية لأن لدى تلك الدول مشاريع، بالحقيقة الدول المؤثرة بالشرق الأوسط هي اسرائيل وتركيا وايران، أما أنظمة العرب فهم عملاء للدول الاستعمارية، أمرهم حلابهم ترامب في التطبيع العلني، سارعوا لتنظيم المؤتمرات وفتح السفارات بحجة قيام دولة فلسطينية، والنتيجة نشاهد حرب غزة، التي تريد تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء المصرية، وايضا يريدون ضم جزء من الضفة الغربية إلى الأردن، ووزير صهيوني هدد بمحو غزة بقنبله نووية.

مخطأ من يعتقد أن للأنظمة العربية مكان محترم بين الدول العظمى، بل لايوجد لدى الأنظمة العربية محل  من الإعراب في مشاريع الدول الاقليمية والدول الكبرى،  العرب دائما موقعهم الأعرابي بلغتهم العربية  في محل مفعول به أو مجرور في احسن الاحوال، واقع أمة العرب الحالي واقع مرير،  بما ان واقعنا العربي الحالي واقع مرير، فقد حدثت حالة استثنائية بقواعد النصب والجر، وأصبح العرب في محل رفع، وبعدها يتحول العرب إلى محل مفعول به، وعلامة نصب المفعول به، الخازوق الذي أصاب أمة العربان والواضح في مؤخرات العربان.

قادة الدول العربية وتركيا  اصبحوا رؤساء منظمات مجتمع مدني، ومتخصصين في اصدار بيانات حقوق الإنسان في التنديد والمناشدات طوال  أكثر من شهر، ورغم مرور أكثر من  شهر مازالوا عاجزين حتى عن إدخال لتر واحد من البنزين للقطاع رغم توقف مستشفيات وموت مرضى ومصابين بسبب ذلك، هناك حقيقة العرب  لا محل لهم من الأعراب حتى وان كانوا في محل مفعول به سيتم الغائهم بالنهاية، حالهم حال التأنيث الساكنة لامحل لهم من الأعراب.

حرب غزة تستهدف القضاء على حماس بطلب وموافقة من السعودية والإمارات والأردن بشكل خاص، ومصر لحد ما، خلال متابعاتي لما يكتبه آلاف المغردين السعوديين في منصة إكس، يعتبرون القضاء على حماس واجب شرعي واسلامي لكون حماس حسب قولهم أصبحت شيعية رافضية فارسية، اجتثاث حماس هدف عربي قبل أن يكون هدف اسرائيلي، مانراه الان حرب بين حلف التطبيع والحلف المعادي للتطبيع.

الذي لديه معرفة في تاريخ العرب قبل الإسلام، يجد  اننا نعيشه الآن بنسخة متطورة، بدل ماكان قادة الغساسانيون والمناذريون طرفين فقط، الآن تغيرت المعادلة وأصبحت لدى العرب أكثر من عشرين دولة وكلهم في محل مفعول به 

‏‎او منصوب أو مجرور، هناك حقيقة  الشعوب على دين ملوكها، الشعوب العربية مسلوبة القرار والفكر،  اذا قال القائد قال الشعب.

هناك الكثير من الإعلاميين العرب يعيشون في احلام لاتمت للحقيقة بشيء، يتكلمون أن العرب يتحالفون مع دول اقليمية غير عربية، هنا ثمة تساؤل مشروع،  اين هي القوى العربية التي يمكن أن تلتف حولها الشعوب.

‏جهود العربان من أنظمة الرجعية العربية، صنيعة دول الاستعمار، كانت جهودهم   في تدمير الدول العربية التي حكمها العسكر في دول الجمهوريات العربية للقضاء على هذه الدول بسبب تبنيها شعارات قومية ودعم الشعب الفلسطيني،  وما تدمير سوريا ولبنان والعراق وليبيا واليمن وقبلهم الجزائر، إلا دليل في تدجين الشعوب العربية الداعمة للفلسطينيين، أما بقية الدول الخليجية والأردن والمغرب والسودان دول مطبعة وتربطهم علاقات جيدة مع قادة إسرائيل.  

الإعلام الخليجي موجه لزرع روح اليأس، أحد عتاة رؤوس إثارة الفتن والتحريض ضد كل القوى الرافضة للتطبيع،  كتب التغريدة التالية، الدول العربية اليوم ليست متخاذلة ولا جبانة ولا متآمرة، بل هي تعرف حجمها الطبيعي في الصراع الدائر. الحرب اليوم مع امريكا، فهل هناك اي قوة في العالم تستطيع مواجهة حاملات الطائرات  والغواصات النووية الامريكية، لا تنسوا ايضاً ان السلاح الذي تحمي به بعض الدول العربية نفسها هو بالأصل سلاح امريكي، فكيف تتوقعون من العرب ان يواجهوا امريكا. العرب واقعيون، ويعملون بالمثل المعروف،  رحم الله امرأً عرف حده فوقف عنده.

انتهى كلامه، في الختام لكل كاتب وصحفي وجهة نظر خاصة به، انا شخصيا أحمد الله عز وجل أن ابقاني حياً لكي أرى بعيوني الذل والخنوع الذي عاشه العربان، وكيف هاجمتهم الأمم الكبرى ونكحت ملوكهم ورؤسائهم وامرائهم، الحمد الله الذي أراني كيف اصطف أتباع احمد بن تيمية مع بني صهيون وهو الذي كان يقول ان الشيعة دائما يتعاونون مع اليهود والنصارى هههه ليخرج ابن تيمية من قبرة ويلقي نظرة إلى أتباعه الوهابية و ملوكهم ورؤسائهم وشيوخهم كيف تعاونوا مع بني صهيون وكيف حلبهم الحلاب ترامب، لم يبقى في الميدان الرافض للتطبيع المجاني سوى الشيعة فقط.

نسأل الرب مثل ما قال بابا الفاتيكان ليعم الأمن والسلام في ربوع الشرق الأوسط والعالم، نسأل الله عز وجل أن تتوقف الحرب وتنتهي مشاهد بث صور القتلى من الأطفال والنساء التي يتأثر بتلك المشاهد كل مخلوق لديه احساس انساني.

7/11/2023

اترك تعليقاً