وكالة السيمر الاخبارية
فيينا / الجمعة 16 . 02 . 2024
رحيم الخالدي
أمريكا العلن ليست كما هي بالسر، وما خفي كان أعظم، والدليل المواقف التي إتخذتها خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً خلال الحرب الاوكرانية الروسية وحرب فلسطين في غزة..
فلسطين التي لم تهنأ بيوم راحة منذ وعد بلفور المشؤوم ليومنا هذا، بعد أن كشفت الأيام الماضية زيف الإدعاءآت وسقوط الأقنعة، التي طالما تغطت بها تلك الأنظمة، وبالأخص بعض القادة العرب الذين بانت معادنهم علنا بدون خجل أو حياء .
صرحتْ الخارجية الأمريكية قبل فترة ليست بالبعيدة، وعلى لسان وزير الخارجية من أنه يتألم للأطفال الأوكرانيين!.. وكيف أن روسيا تقصفهم، مع دموع كاذبة كما في استوديوهات هوليوود، وأن مجلس الأمن عليه أن يدين تلك الإعتداءآت، كذلك فرض عقوبات ومقاطعة، لكن الحقيقة غير ذلك، فروسيا في تلك الفترة، إقتصرت ضرباتها على الحشود العسكرية، والتصدي للهجمات التي تخططها لها أمريكا، وقد صرحت بذلك وزارة الخارجية الروسية وأكدت زيف تلك الادعاءآت .
واما العرب وما أدراك ما العرب، فقد إنكشف الزيف الذي طالما فضح كذب أؤلئك الرؤساء على شعوبهم، من أنهم مع القضية الفلسطينية ومساندين لها، لكن الحقيقة مغايرة تماماً وقد ثبت أن الدول المحاذية لفلسطين، إنما هم بالأساس حراس للكيان الغاصب!..
هذا واضح من الأفعال التي تقوم بها الأردن ومصر، فيما محور المقاومة عمل بما تمليه عليه عقيدته ودينه، وهذا أيضاً بائن ولا يخفى على المتطلع، من خلال التصريحات والمواقف، ناهيك عن المساعدات التي أرسلتها الدول والعراق وإيران في المقدمة للشعب الفلسطيني.
اليمن الشامخ برز من بين طيات الأرض، الذي صرح دون خجل أو خوف، أنه مناصر للقضية، وقد أثبت أنه صاحب موقف ثابت، حتى سربت أخبار إعلامية، بأن أمريكا عرضت على اليمن البناء والتعويض، وإغداق الأموال مقابل عدم المشاركة، والسكوت على المجازر التي يرتكبها المحتل يومياً، بحسب أرقام المؤسسات الصحية في فلسطين، تشير لأرقام هائلة من الشهداء والمصابين، مع حصار قاتل مع النقص في الغذاء والدواء والمحروقات، وتوقف المولدات للمستشفيات التي تعالج الجرحى والمصابين جراء المجازر اليومية .
وصل الأمر بالدول العربية التي تساعد الكيان الغاصب ليس فقط بالدعم المالي، بل تم فتح طريق بري لإرسال المساعدات من الأغذية والسلاح لقتل الفلسطينيين، ويمنع رفع علم فلسطين، ويعاقب عليه اشد عقوبة، وهناك ما لم تدركه وسائل الاعلام، وهذا إن دل إنما يدل على الخسة والنذالة والتجرد من العروبة والإنسانية..
يقابله موقف دولة جنوب افريقيا التي عرّت أمريكا وإسرائيل وكل داعم للإبادة الجماعية بحق شعب أعزل .
كثير من الدول أدانت العدوان الإسرائيلي، وهذا ظهر بالإعلام مثل شوارع لندن وإسبانيا وباقي الدول التي عبرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، الذي تم حرمانه من أبسط مقومات العيش منذ نشأة الكيان الغاصب وليومنا هذا تحت وطأة السلاح، مع التعتيم الإعلامي من قبل الدول الإستعمارية، التي تقف خلفها الصهيونية العالمية المسيطرة على كل شيء، وقد جربت أمريكا ومن يسير بركبها أفتك انواع الأسلحة المدمرة، والتي محت أحياء كاملة دون أن يرف لها جفن، وهذا يحتاج لردع والمقاومة قد أدلت بدلوها فكيف إذا كان الردع عربي من جيوشها بكل أسلحتها وامكاناتها ؟.
كل المواقف تم كتابتها في التاريخ، وقد بانت تلك الأوجه الكالحة وبالخصوص دول الخليج، التي تمول أي مشروع أمريكي لتركيع أي دولة تعارض المخطط الذي تعده السياسة الأمريكية، وبالخصوص الدول العربية مقابل البقاء على كرسي القيادة، وكبح الشعوب بالقوة والنار والحديد مع فتاوي وعاض السلاطين بإطاعة أولي الأمر، باعتباره أمر الهي، بيد أن المواقف من دول محور المقاومة فقد كان أمره مغاير للدول المطبعة بالسر، واليوم بانت ان كل تلك الدول أنها ضد الفلسطينيين وضد إقامة دولة لهم، وبنظر الاحتلال أنهم مجرد حيوانات يجب القضاء عليهم .