الرئيسية / مقالات / طباق الحياة والموت في القرآن الكريم (ح 4)

طباق الحياة والموت في القرآن الكريم (ح 4)

فيينا / الخميس 25. 07 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

د. فاضل حسن شريف

جاء في مدونة البلاغة العربية عن  الطباق فى القرآن الكريم وفى البلاغه العربيه للكاتب عمر خطاب عمر الرشيدي: صور الطباق: وللطِّباق صور، وهي: الطّباق بين اسمين مثبتين، مثاله قوله تعالى: “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ” (الكهف 18)، وقوله تعالى: “هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ” (الحديد 3). الطّباق بين اسمين منفيّين مثل: ليس المجرم طويل القامة ولا قصيرًا، وليس سمينًا ولا نحيفًا. الطّباق بين اسمين أحدهما مثبت والآخر منفيّ، مثاله قوله تعالى: “ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ” (الحج 5). الطّباق بين فعلين مثبتين، مثل: حضر التلاميذ وغاب المدير، ومثاله قوله تعالى: “وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى” (النجم 43). الطّباق بين فعلين منفيين مثل قوله تعالى: “ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى” (الأعلى 13) الطّباق بين فعلين أحدهما مثبت والآخر منفي مثل: حضر التلاميذ وما حضر المدير. الطّباق بين فعلين أحدهما مأمور به والآخر منهيّ عنه مثاله قوله تعالى: “فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ” (المائدة 44). الطّباق بين لفظين متفقين لفظا ومختلفين معنى مثاله قوله تعالى: “ومكروا مكْرًا ومكرْنا مَكْرا” (النمل 36). الطّباق بين حرفين مثل قوله تعالى: “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ” (البقرة 228). الطّباق بين لفظين من نوعين مختلفين مثل قوله تعالى: “وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ” (الزمر 36)، ومثل قوله تعالى: “أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ” (الأنعام 122)، فالأول طباق بين فعل واسم والثاني طباق بين اسم وفعل.

طباق الحياة والموت في القرآن الكريم: جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى “وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَٰلِكَ النُّشُورُ” ﴿فاطر 9﴾ واللهُ هو الذي أرسل الرياح فتحرك سحابًا، فسقناه إلى بلد جدب، فينزل الماء فأحيينا به الأرض بعد يُبْسها فتخضر بالنبات، مثل ذلك الإحياء يحيي الله الموتى يوم القيامة. قوله تبارك وتعالى “وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” ﴿الجاثية 5﴾ فَأَحْيَا: فَ حرف عطف، أَحْيَا فعل. وفي اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما عليكم وما أنزل الله من السماء من مطر، فأحيا به الأرض بعد يُبْسها، فاهتزت بالنبات والزرع، وفي تصريف الرياح لكم من جميع الجهات وتصريفها لمنافعكم، أدلةٌ وحججٌ لقوم يعقلون عن الله حججه وأدلته.

جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز وجل “يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ ﴿الروم 19﴾ الذي نلمسه وندركه، هو أنّ الموجودات الميتة دائماً تكون جزءاً من الموجودات الحية وتكسى ثوب الحياة فالماء والطعام اللذان نتناولهما ليسا من الموجودات الحية، لكنّهما حين يكونان في البدن ويصيران جزءاً منه يتحولان إلى موجود حيّ وتضاف كريات جديدة وخلايا جديدة إلى كريات البدن وخلاياه، كما يتبدل الطفل الرضيع عن هذا الطريق إلى شاب قوي متين: أليس هذا إخراج الحياة من قلب الموت، أو “الحي من الميت”؟ فعلى هذا يمكن القول بأن في نظام الطبيعة دائماً يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، وبهذا الدليل فإنّ الله الذي خلق الطبيعة قادر على إحياء الموتى في العالم الآخر: وبالطبع فإنّ الآية الآنفة من جهة البعد المعنوي لها تفاسير أخر: منها تولد المؤمن من الكافر، وتولد الكافر من المؤمن، والعالم من الجاهل، والجاهل من العالم، والصالح من المفسد، والمفسد من الصالح، كما أشير إلى كل ذلك في الروايات الإسلامية أيضاً: ويمكن أن تكون هذه المعاني من بطون الآية، لأنّنا نعرف أنّ آيات القرآن لها ظاهر وباطن، كما يمكن أن يكون للموت والحياة معنى جامع واسع يشمل الجانب المادي والجانب المعنوي: هذا وقد جاء في رواية عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في تفسير الآية {يحيي الأرض بعد موتها} ما يلي: (ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل، فتحيي الأرض لإحياء العدل ولإقامة العدل فيه أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحاً): وواضح أنّ مراد الإمام عليه السلام أن معنى الآية لا ينحصر بنزول الغيث، ولا ينبغي تفسير الآية بالغيث فحسب، لأنّ الإحياء المعنوي للأرض بالعدل أهم من إحيائها بالغيث عند نزوله.

جاء في موقع براثا عن مجلس حسيني – رأي القرآن بما يجري للميت للشيخ عبد الحافظ البغدادي: هل هناك عقبات أمام المحتضر غير خروج الروح. الجواب: في الفكر الشيعي لحظات مهمة تجري عند الموت يسمونها ” العديلة” فما هي العديلة؟ العديلة أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان هي حال الاحتضار وتعد نتيجتها حاسمة لنجاته أو هلاكه وهي أن يبقى ثابتا على الإيمان أو يسلب الايمان منه فيموت كافراً جاحدا. هنا يعدك من الحق الى الباطل في وقت الموت، جاء في تفسير الآية الكريمة “قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ” (الاعراف 14-16). أنظرني، أي أخّرني وأجّلني لا تمتني إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ يقول: إلى يوم يبعث الخلق. فقال تعالى ” قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (37) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)” (الحجر 37-38). والوقت المعلوم هو يوم القيامة. اذن تدخل فترة الاحتضار في تلك الفترة.حيث يحضر الشيطان عند المحتضر ويوسوس للإنسان حتى يوقعه في الشك فيخرجه من إيمانه، فيكفر بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمته عليهم السلام بعدما كان مؤمناً بهم في حياته،فيعترض مستنكراً على القدر الإلهي الذي قضى بموته وفراق أحبابه وأمواله وباقي ملذات الدنيا. عن الإمام علي عليه السلام: قال ” من الإيمان ما يكون ثابتاً في القلوب،ومنه ما يكون عاريا بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم” روى الشيخ الطوسي رحمه‌ الله الصادق عليه السلام روى الطوسي عن محمّد بن سليمان الدّيلمي انّه قال للإمام الصّادق عليه السلام: ان شيعتك يقولون: انّ الايمان قسمين مستقرّ ثابت، و مستودع يزول، فعلّمني دعاءً يكمل به ايماني اذا دعوت به فلا يزول..‏‎قال عليه السلام: قل في دبر كل صلاة فريضة:‏‎ (رَضيتُ باللهِ ربّاً وَبِمحمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم نَبيّاً وبالإسلام ديناً وَبِالقُرآنِ كِتاباً وَبالكَعبَةِ قِبلَةً وَبِعَلِيٍّ وَليّاً واِماماً وَبِالحَسَنِ والحُسَينِ والتسعة من ابناء الحسين اللهم ثبتني على هذا القول في الدنيا والاخرة يا رارحم الراحمين). ‎ومن الاُمور النافعة لهذه العقبة: ‏‎المواظبة على أوقات الصلوات الفريضة. والمواظبة على تسبيح الزهراء عليها السلام.ومما ينفع أيضاً قراءة كَلِمَاْت الفَرَج، و هي كلمات يستحب تلقينها للميت وهي: (لا إله إلاّ الله الحليم الكريم، لا إله إلاّ الله العلي العظيم،سبحان الله ربّ السماوات السبع و رب الأرضين السبع، وما فيهن و ما بينهن و ربّ العرش العظيم، و الحمد لله ربّ العالمين، صلى الله على محمد و آله الطاهرين). وهناك اعمال صالحة كثيرة منها صلة الرحم، و كسوة المؤمن واطعام الطعام لها أثراً في تخفيف سكرات الموت على الميت. روى العياشي في تفسيره: عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد الله عليه السلام (اكثروا من قول: “ربَنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا” كرروها ولا تأمنوا الزيغ).‏‎أي أن الخبر بالمداومة على هذا الذكر الشريف لأجل أن يدفع عنا الزيع. فقوله عليه السلام (لا تأمنوا الزيغ) أي لا تطمئن نفوسكم من عدم الزيغ. هذا القول الثابت.

جاء في موقع فيصل نور عن من صور البديع في تفسير أبي السعود للدكتور سامي عطا حسن: مفهوم البديع لغة:  تدور مادة هذه الكلمة (البديع ) في معاجم اللغة حول: الجديد، والمخترع، والمحدث، قال الراغب: ( الإبداع: إنشاء صنعة بلا احتذاء واقتداء، و قيل: رَكِيَّةٌ بديع، أي: جديدة الحفر. وإذا استعمل في الله تعالى، فهو إيجاد الشيء بغير آلة، ولا مادة، ولا زمان، ولا مكان. وليس ذلك إلا لله.والبديع يقال للمبدع نحو قوله تعالى: “بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ”( البقرة 117) وقال في اللسان: (بدَعَ الشيء يبدَعه بَدعاً، وابتدعه، أنشأه وبدأه. وبدع الركية: استنبطها وأحدثها. والبديع والبدع: الشيء الذي يكون أولا، وفي التنزيل: “قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ” (الأحقاف 9) أي: ما كنت أول من أرسل، قد أرسل قبلي رسل كثيرون.) وقال في أساس البلاغة: (أبدع الشيء وابتدعه: اخترعه). وقد وردت في القرآن الكريم في آيتين، في قوله تعالى: “بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” ( الأنعام: 101) وقوله سبحانه: “بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ” (البقرة 117). بمعنى جمال المنشأ، وأنه أَحدَثها على غير مثال سابق. ووردت كذلك في الشعر بمعنى الجديد والمخترع، قال الفرزدق:  أبت ناقتي إلا زياداً ورغبتي *.وما الجود من أخلاقه ببد يع. والتحقيق: أن الكلمة تدور في اللغة حول معنيين: الأول: إيجاد الشيئ وإنشاؤه على خصوصية لم يسبقه فيها غيره. والثاني: العجيب والغريب الذي يكون فيه حُسنٌ وطرافة.

اترك تعليقاً