فيينا / الأحد 10 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
بدأت الرسالة الخاتمة بالايات المباركة الموجهة لفرد النبي الخاتم صلى الله عليه واله سلم “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)” (العلق 1-5) ثم تطورت بتبليغ الرسالة والاعراض عن المشركين “فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ” (الحجر 94) واولهم الاقربين “وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (216)” (الشعراء 214-216) فالرسالة تحمل التواضع مما يؤكد على سلمية الرسالة وابتعادها عن اعتناقها بالاكراه “لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ” (البقرة 256). واختتمت بقوله تعالى “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” (المائدة 3) وقوله تعالى في سورة الفتح “إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا” (الفتح 1) وعند الفتح لم يحصل انتقام وانما كما قال نبي الرسالة صلى الله عليه وآله وسلم (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
وعن المشيئة في القرآن يقول السيد نبيل الحسني: أما القرآن الكريم فقد اشتمل على آيات كثيرة حول المشيئة مما يجعل تتبعها وبيان معانيها ودلالاتها يعد في حد ذاته بحثاً مستقلاً، إلا أن خير ما يمكن أن يظهر معنى المشيئة في القرآن وبشكل موجز ما تناوله الشريف المرتضى في أحدى رسائله العقائدية، فكان كلامه بحق وافياً لمن أراد أن يحيط بمعنى المشيئة وعلاقتها بالإيمان، فقال رحمه الله تعالى وتحت عنوان: الإيمان وحقيقة المشيئة ما يأتي: فإن سألوا عن معنى قوله تعالى: “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ” (يونس 99). قيل لهم: معنى ذلك لو شاء ربك لألجأهم إلى الإيمان، لكنه لو فعل ذلك، لزال التكليف، فلم يشأ ذلك بل شاء أن يطيعوا على وجه التطوع والإيثار لا على وجه الإجبار والاضطرار، وقد بين الله ذلك فقال: “أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ” (يونس 99). يريد إني أنا أقدر على الإكراه منك ولكنه: “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ” (البقرة 256). وكذلك الجواب في قوله: “وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا فَعَلُوهُ” (الأنعام 137). وقوله تعالى: “فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ” (النمل 149). وقوله: “وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ” (البقرة 253) ولو شاء لحال بينهم وبين ذلك، ولو فعل ذلك لزال التكليف عن العباد، لأنه لا يكون الأمر والنهي إلا مع الاختيار لامع الإلجاء والاضطرار.
جاء في الموسوعة الحرة عن الديانة اليزيدية: أو الديانة الإيزيدية (بالكردية: شهرفهدین Şerfedîn) وهي ديانة عرقية توحيدية من الديانات الإيرانية الغربية، لغة الإيزيديون هي الكرمانجية ويأمن متبعي الديانة اليزيدية بوحدانية الله الواحد الأحد خالق كل شيء وكذلك يقدس أتباع الديانة اليزيدية الملائكة، وبحسب معتقداتهم فزعيم الملائكة هو الملك الطاووس والذي يعد أحد الرموز الرئيسية في الديانة اليزيدية، وتنتشر الديانة اليزيدية بشكل مباشر في العراق وسوريا كما ولديهم أنتشار بأعداد أصغر لكن بنسب أكبر في أرمينيا وجورجيا كما وتوجد عدد لا بأس به من اليزيديون في إيران وروسيا وينتشرون بأعداد قليلة في بعض الدول الآخرى مثل تركيا والولايات المتحدة والسويد.
عن جريدة الشرق الأوسط من هم الإيزيدية؟ للكاتب دلشاد عبد الله: تعد الإيزيدية أو اليزدانية واحدة من أقدم الديانات الشرقية القديمة، إذ ظهرت في وادي الرافدين قبل آلاف السنين، وهي من الديانات التي تدرجت من العبادات الطبيعية إلى الوحدانية ولها معتقدات وطقوس خاصة بها. وكان عدد الإيزيديين في العراق أكثر 600 ألف نسمة، لكن عددهم الحالي غير معروف على وجه الدقة، فهجرتهم مستمرة من العراق بسبب حملات الإبادة التي يتعرضون لها على يد الجماعات المتشددة. أما في العالم فيبلغ عدد الإيزيديين نحو مليون وربع مليون شخص. يقول الباحث الإيزيدي، خضر دوملي، لـ(الشرق الأوسط) عن الإيزيديين وأصلهم وديانتهم: (الإيزيدية واحدة من الديانات الكردية القديمة التي تتمركز في بلاد وادي الرافدين منذ آلاف السنين، لغتهم كردية ونصوصهم الدينية كردية ومعبدهم الرئيس هو لالش في كردستان، ويوجدون في كردستان منذ الأزل، ومرت الإيزيدية بعدة مراحل متعددة إلى أن وصلت الوحدانية فهي من الديانات التي تدرجت من الطبيعة). (الملك طاووس) والشمس، هما من أهم مقدسات الإيزيديين، إذ يقدسون الملك طاووس لأنه بالنسبة لهم، كما يقول دوملي (رئيس الملائكة وهو الذي حفظ سر المحفوظ للإله الكبير عند الخليقة (وهذا ما تفسره الديانات الأخرى بتفسير آخر ونحن ليس لدينا أي علاقة بتفسير الديانات الأخرى) الخاص بتدرج الآلهة الكبار أو الملائكة في الديانات الإبراهيمية واليهودية والمسيحية، فلليزيديين معتقدات خاصة بهم تختلف عن معتقدات الديانات التي لها كتب سماوية). وتابع دوملي: (إن هذه الديانة تتدرج من الطبيعة، إلى التنظيم المجدد الذي حدث على يد الشيخ عدي بن مسافر، ويوجد أصول للديانة في الحضارة الساسانية باسم الديانة اليزدانية، ويجب على الإيزيدي أن يعرف الله مباشرة من خلال عبادته لله، ومعرفته الرب بالطريقة العرفانية والروحانية وليس من خلال وسيط). وعندما تسأل الإيزيدي عن كلمة (الله) بالكردية، سيقول لك (خودا) أي من خلق نفسه، ويشير دوملي إلى أن اسم (الإيزيدي)، جاء من كلمتي (أز) و(داي) الكرديتين، أي (من خلقني)، ثم تدرج إلى (إيزيدي) و(يزيدي) و(يزدا)، وقد وردت هذه الكلمة في الحضارات القديمة كما في الحضارة الساسانية، عندما كانت الديانة اليزادنية يومها من الديانات الرسمية إلى جانب الديانات الكردية القديمة الأخرى كاليارسانية والزرادشتية ومن ثم الديانة الميترايية.
*****
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك