الرئيسية / مقالات / اعادة نشر مقال / تركيا المدللة .. الصعود السريع الى الهاوية

اعادة نشر مقال / تركيا المدللة .. الصعود السريع الى الهاوية

فيينا / الأربعاء 04 . 12 . 2024

وكالة السيمر الاخبارية

عباس الزيدي

العصر-
اكثر دولة حققت مكاسب وسوف تحقق المزيد منها للفترة القريبة  في  النزاع الحالي مابين واشنطن  وموسكو  هي..  تركيا …!!؟؟
وهي اليوم تفرض شروطها  في تصفية خصومها  من  المعارضين  الاتراك  قبالة انضمام  كل من السويد وفلندا الى حلف الناتو ….
روسيا بدورها على علم بتوجهات تركيا والاعيبها لانها  في نهاية المطاف _ تركيا _، احد اعضاء الناتو  الذي يشن  حربا مفتوحة  ضد روسيا  وهي في نفس الوقت  ساهمت   بشكل كبير في  تعرض القوات الروسية لخسائر غير قليلة
عن طريق نقلها للكثير من المرتزقة  وزجهم في الحرب  وايضا من خلال تزويد اوكرانيا  بالمئات من الطائرات المسيرة  نوع _ البيرقدار
عملية  خداع تركيا لروسيا صعبة  ومع ذلك في نهاية المطاف ستحظى تركيا   بالحصول على  بالحصول على منظومة الدفاع الجوية  الروسيةS400  بعد موافقة  واشنطن ومنح اذن الاستلام  على امل الحصول على طائرات F35  الأمريكية
بالاضافة الى  وجود القواعد الامريكية  على الاراضي التركية  فان روسيا  على اطلاع  كامل بعملية التنسيق الثنائي الذي تقوم به تركيا  مابينها وبين امريكا من جهة … وكذلك مابين تركيا والكيان الصهيوني من جهة اخرى وتاثير ذلك  على الجرب الاوكرانية  ولن تنسى موقفها في سوريا وحجم الضرر الذي الحقته تركيا بالقوات الروسية هناك
وقد اعتبر بعض المهتمين ان غلق تركيا  لاجوائها ومنافذها البحرية  امام  الحركة الروسية بمثابة اعلان حرب  . 
حيث انقطاع الدعم والتواصل الروسي لقواتها وقواعدها في سوريا وربما يأتي اليوم الذي تغلق فيه تركيا باب البحر الاسود امام روسيا
لدى روسيا العديد من الملفات الضاغطة على تركيا خصوصا في ارمينيا واذربيحان وكذلك مع الدول الناطقة باللغة   التركية
ومع كل ما تقدم  فان روسيا   وحسب تخطيطها الاستراتيجي  لاتريد التصعيد مع تركيا على المستوى القريب او المتوسط الا  اذا حدث طارئ  ما ….  يعصف بالعلاقة بين البلدين.
تركيا حققت في هذه الفترة  مالم تحققه خلال عشرين سنة او اكثر  منها ….
1_ تحسن ملحوظ في ارتفاع  صادراتها  خصوصا العسكرية   سواء الى اوكرانيا او الى  السعودية  ( الطائرات  المسيرة ) التي سرعان  ما استخدمت تلك الطائرات  في عمليات خرق للهدنة الحالية في اليمن .
2_ تسويات سياسية سريعة وانفتاح  اقتصادي وسياحي  فرضته امريكا  عليها وعلى  خصومها  مثل مصر والسعودية وقبرص واليونان
3_  منحها  الضوء الاخضر للتوسع في احتلال شمال شرق سوريا والتمدد هناك بالتعاون مع قوات الاحتلال الامريكي وحلف الناتو  بذريعة انشاء منطقة عازلة او الجدار الامن
4_ كذلك  غزوها لشمال العراق  المرتقب بصورة كاملة لتضم كل من محافظتي الموصل وكركوك  والاستحواذ على سنجار العقدة الاقتصادية الكبيرة   وهي الان تقوم ببناء قواعد عسكرية ارتكازية في شمال العراق وتقصف وتدمر القرى العراقية واحتلت بعضها بالتنسيق مع بعض القوى الكردية العراقية  وتحديدا مسعود البرزاني  والا لماذا هذا السكوت على الاحتلال التركي ..  !!؟؟؟ يحصل ذلك مع استثماراتها التي تجاوزت المليار في العراق
5_منحها الضوءالاخضر  بالتمدد والتوسع  في محيطها القاري على المتوسط  وبالتالي الانتشار  العسكري والمنفعة التجارية واستخراج الغاز
6_ منحها الاذن بالانخراط في احد المشاريع  الاقتصادية العالمية اما مشروع الشام المطبع مع  اسرائيل او طريق الحرير الصيني لذلك تركيا حريصة على احتلال الموصل وسنجار.
7_ وعود كبيرة  منحتها امريكا الى تركيا  بانضمامها لاحقا  الى الدول الخمسة  دائمة  العضوية  في مجلس الامن 
8_  موافقة بريطانيا  على  بيع الاسلحة  لتركيا ورفع الحظر عنها
9_ توسع قواعدها في الخليج خصوصا في قطر  واشتراكها مع الاخيرة في ادارة ملف طالبان أفغانستان
10_ عاجلا ام اجلا  سوف يتم اعلان انضمام  تركيا  الى الاتحاد الاوربي  لانها اصبحت احد اهم البوابات  الى اوربا ( البرية والبحرية ) بلحاظ موقعها الجغرافي واطلالتها  على البحر المتوسط.
تحاول امريكا بطريقة او باخرى دفع تركيا الى  مواقع متقدمة الغاية منها وهدفها الاساسي من ذلك  ان تشن حربا على  جمهورية ايران الاسلام  علما هناك مصالح وقضايا مشتركة  بين البلدين  تجاوزت فيهما كل من أنقرة وطهران   مخلفات حضارية وتاريخية  وبدأت بنفاهمات للعديد من الملفات المشتركة
اخطاء تركيا  السابقة لم تغتفر  وكانت كارثية  وان طموحها لعودة وأحياء  الإمبراطورية العثمانية  حلم لازال يراودها   
ومن المؤكد بل يقينا سوف ترتكب خطاءا  نعيدها الى الوراء لانها  اصبحت سنة تاريخية لتركيا ولم تتعظ من اخطائها خصوصا في الانحياز والاصطفاف في الحروب
ان ادارتها لملف اخوان المسلمين بطريقه مخادعة ومنافقة وتعاونها وتحالفاتها مع الكيان الصهيوني على حساب قضية الاسلام المركزية الفلسطينية سوف يكون السبب الرئيسي للاطاحة بنظام اوردغان.
خطوات تركيا وطموحها اللامشروع  تسرع بها نحو الهاوية.

المقال منشور بتاريخ 9/مايو/2022

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً