السيمر / فيينا / السبت 22 . 08 . 2020
أياد السماوي
يحسين بضمايرنا .. صحنا بيك آمنّا .. لا صيحة عواطف هاي .. ولا دعوة ومجرّد راي .. هذي من مبادئنا .. صحنا بيك آمنّا …
لست مبالغا إذا قلت أنّي في كلّ محرّم من كلّ عام استمع لهذه القصيدة الخالدة للمرحوم الشاعر رسول محي الدين طيلة أيام محرّم , لأستمدّ منها القوّة والعزيمة للاستمرار على منهج الحسين الرافض للفقر والجوع والفساد والظلم والانحطاط القيمي والأخلاقي .. فهي بالنسبة لي أيقونة الشرف ونشيد العزّة والكرامة وعهد البقاء على طريق الأحرار .. وفي كلّ مرة استمع بها لهذه القصيدة الخالدة يقفز أمامي هذا التساؤل .. هل للحسين أثر في ضمائر شيعة السلطة ؟ وهل فيهم شخص واحد آمن بقيم الحسين ومبادئه ؟ وهل أخذت هذه المبادئ طريقها إلى نفوس وسلوك قادة شيعة السلطة الذين توّلوا الحكم بعد زوال نظام الطاغية صدّام كما أخذت هذه المبادئ طريقها إلى نفوس وضمائر الفقراء والمحرومين من أبناء الشعب العراقي ؟ .. في كلّ محرّم من كلّ عام يقوم قادة شيعة السلطة بإحياء مراسم عاشوراء وينفقون الأموال على المواكب الحسينية ويلبسون السواد حزنا على الحسين ويذهبون إلى كربلاء مشيا على الأقدام طلبا للثواب , بل ويقومون بأنفسهم بتوزيع الأكل على زوار الحسين وخدمتهم .. فإذا كان الحسين حاضرا في نفوسهم وضمائرهم .. فلماذا تحوّلوا إلى شياطين ولصوص وسرقوا مال هذا الشعب المسكين والمظلوم ؟ هل العلّة في قيم الحسين ومبادئه أم بنفوس وضمائر قادة شيعة السلطة ؟ وهل كان خروج الحسين للإصلاح أم للسلطة والجاه والمال ؟ .. كيف لنا أن نكون حسينيون فكرا ومنهجا وسلوكا ؟ ..
فمن يريد أن يسير على فكر الحسين ومنهجه وسلوكه .. عليه أولا أن يرفض كلّ قادة شيعة السلطة الذين توّلوا الحكم في العراق بعد زوال نظام الطاغية صدام هم وأحزابهم ومليشياتهم المسلّحة , فهذه هي الخطوة الأولى للسير طريق الحسين .. فالحسين لا يريد منّا سوى أن نحترم القانون والنظام , وأن نكون مخلصين في عملنا غير فاسدين ولا مرتشين ولا سرّاق ولصوص للمال العام .. نرفض الفوضى ونرفض استخدام السلاح في غير الدفاع المشروع عن النفس .. ونرفض حرق وتدمير الممتلكات العامة .. ونعمل على طرد كلّ هؤلاء الفاسدين الذين سطواعلى حكم العراق بمساعدة أمريكا القذرة .. واعلموا أنّ قادة شيعة السلطة جميعا ودون استثناء , ليس بينهم حسيني واحد أبدا ..هم كذّابون ومنافقون ووضيعون , يستخدمون شعائر الحسين لخداعنا وسرقة أموالنا .. ومن يعين سارقا وفاسدا منهم , الحسين براء منه وهو خصيمه يوم القيامة .. لا تذهبوا لمجالسهم وتعازيهم .. قاطعوهم جميعا .. فالحسين يريد منكم العمل وليس لبكاء ..
في 22 / 08 / 2020