السيمر / فيينا / الاثنين 19 . 07 . 2021
اسعد عبدالله عبدعلي
بعد كل فاجعة تحصل للعراقيين, بفعل فساد الطبقة السياسية وفشلها في ادارة الدولة, ينشر بيانا رسميا عن تشكيل لجان تحقيق, وتسرع اصنام الفساد لتأييد لجان التحقيق, والمطالبة بالكشف عن الجناة والمتسببين, محاولين الايحاء انهم بعيدين عن زمر الفساد! وتتشكل اللجان ويضع شريط اسود في القنوات الرسمية, ويعلن الحداد ثلاثة ايام, بعدها تنتشر اشاعات ممنهجة عن توزيع اموال على عوائل الضحايا, وعن دعم حكومي غير مسبوق, وعن اعتبار الضحايا شهداء لهم كل الحقوق, بعدها تمر الايام بصمت رهيب.
حيث تم امتصاص نقمة الشارع مع مرور الايام, وهذا هو ما يهم الساسة, وبعدها يعودوا لمجونهم.
وقد تطورت اساليب تشتيت الاهتمام الجماهيري, عبر فتح ملف مهم بشكل مسرحي, كي يأخذ كل الاهتمام الشعبي, ومعه يتناسون الحدث الاهم (الحقيقي), وهذا ما نلاحظه مع كل فاجعة تحصل, حيث يتم فتح خطير, او يخرج علينا احدهم بتصريح يشغل الراي العام, وعندها يخف الضغط عن السلطة, وهكذا تمر الحوادث, وتبقى السلطة بيد الاحزاب بعيدة عن عواصف الرفض الجماهيري.
واذكرك ايها القارئ الواعي ببعض الملفات الساخنة التي تمت السكوت عنها, فالى اليوم ونحن ننتظر نتائج التحقيق في:
اولا: صفقة الشاي المسرطن المستورد.
ثانيا: صفقة السلاح الروسي الفاسدة.
ثالثا: المتسببين بسقوط الموصل.
رابعا: فساد الوزارات الكبرى.
خامسا: قصة الخمسين الف فضائي بوزارة الدفاع التي صرح بها رئيس الوزراء الاسبق العبادي.
سادسا: هروب السجناء بالمئات من سجن ابو غريب.
سابعا: تفجير الكرادة الذي راح ضحيته المئات.
وعشرات الاغتيالات التي تم التحقيق بها ثم سكت عنها, وعمليات تبديد الموازنات!
كل هذه الجرائم والحوادث والفجائع وغيرها المئات تم السكوت عنها, واصبحت منسية بقرار من الحيتان والتماسيح والقرود والخنازير.
دعني اسألك ايها القارئ الكريم: هل تتوقع ان التحقيقات التي تجري في حريق مستشفى الامام الحسين في ذي قار ستصل الى الجناة؟ الجواب بالتأكيد لا والف لا! بحسب سلسلة التحقيقات الطويلة التي لم تعرف نتائجها لحد الان, والتي تم اغلق ملفاتها وذكرنا بعضها, والان بعد اسبوع من الفاجعة كأن القضية ماتت, لا احد يتكلم عنها, او يسأل عن نتائج التحقيقات, وقد كان للأعلام دور كبير وخبيث, حيث ركز على قضايا اخرى واهمل قصة احتراق المرضى.
وبهذه السطور نذٌكر من نسي ضحايا احتراق المستشفى, وعوائلهم المفجوعة, عسى ان يتحقق العدل الالهي ويتم القصاص من كل ظالم.