السيمر / فيينا / الجمعة 03 . 06 . 2022
اسعد عبدالله عبدعلي
خبر عاجل… منحة مائة مليون دينار لكل عائلة, ويتم ايصال الصك الى بيت كل مواطن من دون ان يتحمل عبئ المراجعة, لان الحكومة تشعر بالمواطن, وتفهم ان حرارة الصيف تؤذي الانسان, خبر ضجت به القنوات المحلية, وقد توالت البيانات المبهجة, حتى خرج الديناصورات في بيانات رسمية عبر قنواتهم الاعلامية لدعوة الجماهير للاحتفال كلا حسب طريقته, الشوارع مزدحمة رقص واحتفال وموسيقى, وبعد 24 ساعة بدأت الصكوك بالوصول الى يد العوائل, واصبح الخبر الاول في كل الوكالات الخبرية العالمية, وهي تنقل هذا الخبر العجيب, فها هو العدل ببعض اجزاءه يدخل البيوت, وصاح عجوز بغدادي: ” الان ارى حلمي يتحقق, ساشتري بيتاً يحفظ كرامة عائلتي”, وماتت امراة من شدة الفرحة فلم تصدق الخبر.
وكان الحدث الاغرب بعد بداية وصول الصكوك للناس, هو اقدام حجي عيدان على الزواج من 3 نساء اوكرانيات فاتنات جدا, وقد سأله مقدم برنامج مباشر عن السبب في تحديد نساء اوكرانيات؟ فقال الحاج عيدان: ” شعورا مني بالمسؤولية الانسانية”.. فالاموال تجعل الانسان يعمل الخير, ثم اضاف الحاج: “حرام هذه الجميلات يعانن من الحرب وويلاتها”..الحقيقة كان كلامه مقنع, فالاهم عمل الخير, وقد توالت اخبار الزواج من الطاجيكيات والسوريات واللبنانيات والايرانيات, فها هي الحكمة القديمة تتجسد في الواقع, والتي تقول: المواطن عندما يملك المال اول عمل يقوم به هو البحث عن نساء.
بقيت ملازم لباب داري منتظراً (الصك الدلفري) ساعات طويلة, وانا اطيل التفكير بجنسية الفتاة التي سأتزوجها, حيث الحيرة دفعتني للتفكير بالسويديات والنرويجيات, وقد توالت اخبار الاصدقاء وهم ينشرون صورهم مع الصك, والكل سعيد ومسرور, فلا يوجد اجمل من العدل.
ودق الباب اخيرا بعد طول انتظار, حيث جاء الصك (دلفري) باسمي وبالمبلغ العجيب (مائة مليون دينار فقط), مع اعتذار الطبقة السياسية عن ما عانيته طيلة السنوات الماضية, وقبلت الاعتذار وامسكت بالصك وانا غير مصدق, هل انا في حلم, فقال لي: “لا.. انها حقيقة, فافرح واستمتع بحياتك الجديدة”.
ثم….
غاز…. غاز…. غاز
كان صوت بائع قناني الغاز شديدا, كصاعقة وقعت على الارض, زلزل نومي فصحوت والصداع يسحق راسي, كان الوقت هو الظهيرة القاسية, والكهرباء منقطعة والحرارة لا تطاق, وفي يدي لم يكن صك بمائة مليون بل ورقة بالديون! لقد كانت قصة الخبر العاجل مجرد كابوس.