السيمر / فيينا / الجمعة 11 . 08 . 2023
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
شر البلية مايضحك، الصحف الخليجية ينشرون مقالات تقول لاتجنسوا المرأة، كل شعوب العالم تمنح الجناسي للأشخاص الذين يقيمون في بلدانهم بسبب الحصول على إقامة عمل، أو يأتي إلى البلد كلاجىء سياسي أو انساني، أو يتم وصوله للبلد كجمع شمل، بسبب زواج من مواطنة أو مواطن من سيدة في بلد آخر ، بغالبية دول العالم يوجد قانون جمع الشمل، اذا مواطن تزوج زوجة من بلد اخر، توجد دائرة في وزارة الداخلية أو وزارة المهاجرين معنية في إتمام طلبات جمع الشمل سواء للزوج أو الزوجة، كثير من أبناء شعوب أوروبا ومن كلا الجنسين يرغبون بالزواج من خارج بلدانهم، ويتم مطالبة المتقدم أو المتقدمة بطلب جمع الشمل، يطلبون عقود زواج مصادق عليها في الدول التي تم بها إجراء عقود الزواج.
يتم منح الموافقة، وحال وصول الزوج أو الزوجة إلى البلد المعني، يتم منح كارت اقامة مؤقت لثلاث أو أربع سنوات، وبعدها يتم منح الاقامة الدائمية يحق للحاصل على الإقامة الدائمية المشاركة في التصويت للانتخابات البلدية، وتوجد قوانين الحصول على الجنسية تسمح للمقيم أو اللاجىء التقدم بطلب الحصول على جنسية البلد الذي يقيم به، يطلبون منه عدة شروط منها شرط تعلم لغة البلد، وعدم ارتكابه جريمة أو الحصول على قرار قضائي بالسجن لفترة أكثر من شهر أو الحصول على غرامة مالية كبيرة، وبعد تقديم الطلب يتم دراسة ذلك من قبل موظفين يتم منح المتقدم سواء كان رجل أو امرأة جنسية البلد، ويصبح مواطن.
المشكلة في دول البداوة الخليجية، يتزوجون نساء من دول عربية اخرى، يعني ينكحوهن ويرفظون منحهن الجنسية الخليجية، وهذا أسلوب بغاية الخسة والنذالة، والحقارة.
كاتب كويتي منزعج ان بعض النواب في مجلس الأمة تحدثوا عن إمكانية حصول الزوجة غير الكويتية، عربية او اجنبية، على الجنسية الكويتية بعد خمس وربما ست سنوات.
العجيب أن كاتب كويتي يقول انا لست مهتما بعدد السنوات التي تعيشها الزوجة الغير كويتية بالكويت، لكن ما يعنيني، وهو الاهم، لماذا اصلا تجنيسها ومساواتها بالكويتية وربما بذات الحقوق والواجبات.
هذا الأسلوب يكشف حقيقة العقلية العنصرية لدى مجتمعات دول الخليج في رفض تجنيس النساء الذين ينكحوهن، عجيب امر هؤلاء كيف يفكرون، بعقلية بالية متخلفة ظلامية.
نواب كويتيين شرعوا قانون مفوضية الانتخابات وهو شكلي لاقيمة له مجرد ديكور خارجي، الحل والربط في تسمية رئيس الحكومة بيد أمير الكويت ولاقيمة إلى كتل نواب مجلس الأمة الكويتي، وضعوا شرط التزام المرأة الكويتية التي ترشح نفسها للانتخابات بالضوابط الشرعية، من الأمور المثيرة للسخرية رغم محدودة تأثير نواب مجلس الامة، لكن دائما نقرأ مقالات لكتاب ومن كلا الجنسين كويتيين يتحدثون عن قيام مرشحين في شراء الأصوات ويقدمون رشاوى إلى الناس لغرض انتخابهم والتصويت لهم.
يقول هذا الكاتب الكويتي، لنعد الى سالفة تجنيس المصون غير الكويتية من الرجل الكويتي وهي خطوة لا أجد فيها صوابا، رغم ان من يعنيهم الامر قد يولولون، لكن ذلك لا يعنيني لعدة اسباب، منها ان الكويت دولة عربية لغة وانتماء بنص دستوري صريح، ثم ان ابنة الكويت اولى بالزواج بالكويتي، رغم ان ذلك قسمة ونصيب، والامر الآخر ان مساواة زوجة اجنبية لا تعرف العربية بالكويتية ابنة الوطن مساواة غير مقبولة على الاطلاق، وهناك اكثر من تجربة بزواج عربيات وآسيويات واوروبيات من زوج كويتي طمعا بالجنسية، ثم اختلقن المشاكل وجاء ابغض الحلال، فتزوجت من غير كويتي ولديها جنسية من الزوج الاول وصارت «تشق وتخيط» بالكفالات والاقامات وبمبالغ مالية ببركات الجنسية التي، للاسف، حصلت عليها لسهولة القوانين عندنا.
انتهى كلامه، بقمة التخلف، اتكلم عن نفسي، وصلت لاجئا للدنمارك، بسبب معارضتي لنظام البعث على إثر احتلاله دولة الكويت، انا تركت بلدي العراق بسبب غزو صدام الجرذ لدولة الكويت، والعجيب رغم معارضتي لنظام البعث، لكن الدول العربية رفضت السماح لنا أن نعيش في بلدانهم، جاءنا وفد دنماركي واعطاني لجوء سياسي، وصلت للبلد، وجدت قطعة مكتوبة بالمطار باللغة الدنماركية والإنجليزية والعربية تقول القطعة اهلا وسهلا ببلدك الثاني الدنمارك، وجدت موظف ومترجم ينتظرني اخذوني من المطار إلى مكتب، تم تسجيل اوراقي، وقدموا لي ملابس وأفضل أنواع فراش النوم، ومع راتب مال شهر مقدما، وتم أخذي إلى شقة سكن مؤثثة مؤقته، وجلبوا لي شاب كوردي عراقي مترجم اخذني في المدينة، وادخلني على السوبرماركتات وارشدوني من أين اشتري مواد غذائية ولحوم ذبح اسلامي.
وصلني رقم اشبه بالبطاقة الوطنية، وتم تخصيص دكتور خاص، تم معالجتي في أفضل المستشفيات، وصلني كارت الاقامة، الشرطة ارسلوا لي رسالة حددوا لي موعد تم منحي جواز سفر لجوء سياسي، بعدها تم ارسالي إلى مدرسة اللغة.
مكتب مساعدة اللاجئين عملوا لنا مشروع دمج، بعد ست سنوات حصلت على الجنسية الدنماركية، وبعد وصولي للدنمارك عملت جمع شمل وتم منح موافقة لزوجتي، وأيضا تم منح زوجتي الجنسية الدنماركية، قدموا لنا خدمات لم نحصل عليها من بلدنا العراق الذي ناضلنا من أجله طيلة ٣٣ سنة ولم نحصل على ابسط حقوقي كمواطن عراقي ناضل وجاهد من أجل إسقاط نظام صدام جرذ العوجة الهالك، لكي أعود اكمل ماتبقى من حياتي بالعراق.
لنقارن بين موقف الكويتيين حول قضية تجنيس نساء غير كويتيات نكحهن أزواج كويتيين، وبين دول مثل الدنمارك والسويد والنروج…الخ بالتعامل مع اللاجئين والمغتربين، العقلية البدوية تريد فقط نكح وتمنع حتى حصول المرأة الزوجة المسكينة الجنسية الكويتية، هههههه فعلا شر البلية مايضحك.
احلى نكتة هذا الكاتب الكويتي يسرد مايلي، في الدول الاخرى من يتزوج غير المواطنة لا جنسية لها ولا بيت للزوج ولا قرض «حسن» ولا حتى حسين، واجراءات اخرى طويلة تُفرض على الزوج، حفاظا على هوية المجتمع.
هههه انتهى كلامه، معظم الكتاب والمثقفين والساسة بدول الخليج يفكرون بعقلية أنهم أسياد على العالم، وكأن جنسيتهم افضل من جناسي دول أوروبا الغربية وبقية دول العالم، رفاهية الخليج كانت بسبب البترول، والبترول بطريقه إلى انتفاء اهميته، عندها يعود هؤلاء إلى عصر البعير والحمير.
يختم هذا الكاتب الكويتي مقاله بما يلي، لدينا الآن لجنة عليا للجنسية برئاسة الاخ وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد، وآمالنا كبيرة في رفض اي تجنيس للزوجة غير الكويتية لأي كويتي واعادة النظر في الملفات المزورة وغيرها، وسوف تكتشف اللجنة «هوايل» في تلاعب الملفات، وان هناك جنسيات حصل عليها من لا يستحقها، فهل جنسيتنا رخيصة وسهل التلاعب فيها الى هذه الصورة؟ لا ادري.
في الختام يبقى ملف اضطهاد وتهجير عشرات آلاف الكويتيين من فئة البدون وصمة عار بجبين النظام الكويتي الذي اضطهد ناس ولدوا هم واباءهم واجدادهم في دولة الكويت، عشرات آلاف منهم وصلوا إلى أوروبا طالبين حق اللجوء بعد تحرير دولة الكويت من احتلال صدام الجرذ الهالك، آلاف من العوائل جميعهم ينتمون إلى قبائل عربية عريقة وليس كما تزعم الحكومة الكويتية أنهم بدون، هذه كذبة نسبة عالية منهم من قبائل البدور العنزية ومن شمر ومن ال غزي الطائيين ومن الفضول ومن بني لام، ومنهم أصولهم سادة، فكيف أطلقوا عليهم تسمية البدون؟.
أنظمة الخليج تفكر بعقلية بدوية، يتزوجون نساء من جنسيات غير كويتية وغير خليجية ويريدوهن للنكح فقط ويحرموهن من الحصول على جنسية كويتية أو اماراتية أو سعودية، عقليات متخلفة لاتمت إلى الإنسانية في اي صلة للأسف.
12/8/2023