الرئيسية / مقالات / جدلية طفل..

جدلية طفل..

السيمر / الاحد 14 . 08 . 2016

باسم العجري

منذ أن كنت جنين، أسمع دقات قلب أمي، لا أفهمه، لكنه يشعرني بالأمان، أغط بنوم عميق، وعندما تستيقظ، أعرف أنه الصباح، من حركة أمي وهي تصلي، و تستقر جوارحي، ونفسي بقراءتها للقران، وكذلك عند الظهر، أسمع نفس الصوت، و أعرف متى يحل المساء، وعند ولادتي، قلبي أرشدني، لصوت أبي العذب، فأقام في أذني اليسرى، وآذن في أذني اليمنى، وها أنا في الرابعة من عمري، لا أعرف من الدنيا ألا حضن أمي، أتنعتني بالكفر؛ وأنا أصلي مع أبي عند الغروب، أسجد لربي؛ وأركع مع الراكعين، فلماذا تقتلني؟
عندما كنت تتكلم، كنت أفكر؛ بحور العيِن، ووجبة طعام مع الرسول( صلواته تعالى عليه واله)، فأنت رافضي، وأبويك كافرين، فرد عليه الطفل: بابتسامة بريئة؛ وقال: له طيب؛ إذا كنت مصر على ذلك؛ دعني ارحل و فجر نفسك، فقال السعودي الإرهابي، إننا لدينا فتوى بقتلكم، جميعا، فرد عليه الطفل: من سمح لكم بقتلنا، وأفتى لكم بذلك، رد عليه: شيوخنا، وهم مجتهدون، ونحن الفرقة السوداء، تابعة للمذهب الوهابي، نقتل الشيعة أينما وجدوا، ألا في بلدنا السعودية، فهنا القول الفصل، لولي الأمر وهو الملك، خادم الحرمين، ولهذا لم يأتي الأذن بعد، لقتلهم.
صمتوا لبرهة؛ فقال: الطفل بعد كلامي معك، لابد أن ضميرك سينقلب عليك، ويُرجعك إلى رشدك، فأني مسلم، وأعبد رب العالمين، وكتابي القرآن، ورسولي محمد، (صلواته تعالى عليه واله)، فأهدأ يا هذا؛ وأجعل نفسك تقودك نحو الأمان، فالإسلام دين الإنسانية، ليس دين قتل، فقال: السعودي أنت لا تخاف؟ فأنك في الجنة معي، لأن لا تزال صغيرا، فرد: البرعم البريء عليه من يقرر نحن في الجنة أم في النار؟ قال: الإرهابي أنه الخالق الجبار، عندها قال: الوجه الطفولة البهي، فهل يمكن أن يكون القاتل والمقتول في الجنة؟ ألم تنتفي عدالة السماء؛ بهذا الحكم، مالك كيف تحكم على الأمور، غضب الإرهابي من كلامه، وعلمَ أنه تغلب عليه، قال: الملعون؛ ألله أكبر، فجر نفسه وسط الفقراء، وهو مفتخر ويتباهى، بقتل النساء والأطفال، والشباب والشيوخ، وبعد أن انتقلوا للعالم الأخر، قال: للطفل، أنظر كيف طارت الأشلاء والرؤوس؟ ذلك رأسي وأنت ذلك نصفك، وقفت الأرواح على الأجساد، وهنا حديث الروح للروح، واليوم بصركم حديد، لا مفر من العدل الآلهي، وهو ينظر إلى طائر الجنة، أصبح له جناحين، وجسمه أكتمل، كأنه لم يصبه شيئا، أبتسم وجه الطفولة، بابتسامته المعهودة؛ وقال: للإرهابي، لماذا وجهك أسود، كفرقتك السوداء، أنظر إلى حالك، وصور الحقد والبغض التي تحملها للإنسانية، هكذا تكون النهاية؟ عندها صرخ ذلك المعتوه، ربي أغفر لي، الشيخ أفتى والملك أمر، وإنا نفذت، عندها علمَ أن قعر جهنم بأنتظاره.

اترك تعليقاً