فيينا / الخميس 12 . 12 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
د. فاضل حسن شريف
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” ﴿البقرة 250﴾ “ولما برزوا” أي ظهر طالوت والمؤمنون معه لمحاربة جالوت “وجنوده قالوا ربنا أفرغ” أي أصب علينا صبرا أي وفقنا للصبر على الجهاد وشبهة بتفريغ الإناء من جهة أنه نهاية ما توجبه الحكمة كما أنه نهاية ما في الواحد من الآنية “وثبت أقدامنا” أي وفقنا للثبوت على الأمر “وانصرنا” أعنا “على” جهاد “القوم الكافرين” قوم جالوت.
جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قال الله تعالى “وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250). فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252)” (البقرة 250-252). (بيان) الاتصال البين بين الآيات أعني الارتباط الظاهر بين فرض القتال. والترغيب في القرض الحسن. والمعنى المحصل من قصة طالوت وداود وجالوت يعطي ان هذه الآيات نزلت دفعة واحدة. والمراد بيان ما للقتال من شؤون الحياة. والروح الذي به تقدم الامة في حياتهم الدينية. والدنيوية. وسعادتهم الحقيقية. يبين سبحانه فيها فرض الجهاد. ويدعو إلى الانفاق والبذل في تجهيز المؤمنين وتهيئة العدة والقوة. وسماه إقراضا لله لكونه في سبيله. مع ما فيه من كمال الاسترسال والأذان بالقرب. ثم يقص قصة طالوت وجالوت وداود ليعتبر بها هؤلاء المؤمنون المأمورون بالقتال مع أعداء الدين ويعلموا أن الحكومة والغلبة للايمان والتقوى وإن قل حاملوهما. والخزى والفناء للنفاق والفسق وإن كثر جمعهما. فإن بني إسرائيل. وهم أصحاب القصة. كانوا أذلاء مخزيين ما داموا على الخمود والكسل والتواني. فلما قاموا لله وقاتلوا في سبيل الله و استظهروا بكلمة الحق وإن كان الصادق منهم في قوله القليل منهم. وتولى اكثرهم عند إنجاز القتال أو لا. و بالاعتراض على طالوت ثانيا. و بالشرب من النهر ثالثا. وبقولهم: لا طاقة لنا بجالوت وجنوده رابعا. نصرهم الله تعالى على عدوهم فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت واستقر الملك فيهم. وعادت الحياة إليهم. ورجع إليهم سؤددهم وقوتهم. ولم يكن ذلك كله إلا لكلمة أجراها الإيمان والتقوى على لسانهم لما برزوا لجالوت وجنوده. وهي قولهم: ربنا افرغ علينا صبرا وانصرنا على القوم الكافرين. فكذلك ينبغي للمؤمنين ان يسيروا بسيرة الصالحين من الماضين. فهم الأعلون إن كانوا مؤمنين.
جاء في معاني القرآن الكريم: نصر النصر والنصرة: العون. قال تعالى: “نصر من الله وفتح قريب” (الصف 13)، “وإذا جاء نصر الله” (النصر 1)، “وانصروا آلهتكم” (الانبياء 68)، “إن ينصركم الله فلا غالب لكم” (ال عمران 160)، “وانصرنا على القوم الكافرين” (البقرة 250)، “وكان حقا علينا نصر المؤمنين” (الروم 47)، “إنا لننصر رسلنا” (غافر 51)، “وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير” (التوبة 74)، “وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا” (النساء 45)، “ما لكم من دون الله من ولي ولا نصير” (التوبة 116)، “فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله” (الاحقاف 28) إلى غير ذلك من الآيات، ونصرة الله للعبد ظاهرة، ونصرة العبد لله هو نصرته لعباده، والقيام بحفظ حدوده، ورعاية عهوده، واعتناق أحكامه، واجتناب نهيه. قال: “وليعلم الله من ينصره” (الحديد 25)، “إن تنصروا الله ينصركم” (محمد 7)، “كونوا أنصار الله” (الصف 14) والانتصار والاستنصار: طلب النصرة “والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون” (الشورى 39)، “وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر” (الانفال 72)، “ولمن انتصر بعد ظلمه” (الشورى 41)، “فدعا ربه أني مغلوب فانتصر” (القمر 10) وإنما قال: (فانتصر) ولم يقل: أنصر تنبيها أن ما يلحقني يلحقك من حيث إني جئتهم بأمرك، فإذا نصرتني فقد انتصرت لنفسك، والتناصر: التعاون. قال تعالى: “ما لكم لا تناصرون” (الصافات 25)، والنصارى قيل: سموا بذلك لقوله: “كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله” (الصف 14)، وقيل: سموا بذلك انتسابا إلى قرية يقال لها: نصرانة، فيقال: نصراني، وجمعه نصارى، قال: “وقالت اليهود ليست النصارى” (البقرة 113)، ونصر أرض بني فلان. أي: مطر (مجاز القرآن 2/46)، وذلك أن المطر هو نصرة الأرض، ونصرت فلانا: أعطيته، إما مستعار من نصر الأرض، أو من العون.
عن وكالة الأنباء العراقية سبع سنوات على النصر الكبير (واع) تستذكر ملاحم بطولية رسمت خطى الانتصار: مواجهة التحديات: من جانبه، ذكر النائب والمتحدث الرسمي باسم ائتلاف دولة القانون، عقيل الفتلاوي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن”يوم النصر يعد يوماً عظيماً اقترن بذكريات الماضي وشحذ همة العراقيين لوقفتهم وقفة واحدة ضد كل محاولات اليأس التي سعت إلى ان تطال أمن العراق وسلامته”، مشيرا الى ان “العراقيين متحدون ويواجهون كل التحديات ونتابع بحذر شديد ما يجري في سوريا وهناك حالة من المفاجأة ولكن لدينا من اطمئنان كبير بقواتنا الأمنية من الجيش والشرطة وقوات الحدود والحشد الشعبي والبيشمركة ولدينا اطمئنان بأنهم على قدر كبير من المسؤولية في مواجهة كل التحديات التي من شأنها ان تطال من أمن وسلامة العراق”. وأضاف ان” ذكرى يوم النصر ستكون موقفاً لشحذ الهمم لكل من يحاول أن ينال من تربة العراق وأمنه”. المتحدث باسم كتلة صادقون النيابية محمد البلداوي قال لوكالة الأنباء العراقية (واع) قال إن: “أفضل تغيير في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في منطقة الخليج وبلاد الشام بعد سقوط الأنظمة القمعية الموجودة كان تأسيس الحشد الشعبي المساند للقوات الامنية في الحرب على الإرهاب”. وأشار الى انه” بعد توالي الهجمات منذ انهيار الأنظمة القمعية وخاصة في العراق وظهور التنظيمات المتطرفة مثل القاعدة وبعدها داعش الإرهابي والتي ارتكبت جرائم بحق أبناء الشعب العراقي وكان من الممكن ان تطيح ببلدان المنطقة بالكامل ولكن بعد الفتوى للمرجعية العليا وولادة الحشد الشعبي أصبح هناك سد منيع قوي حامي للوطن وداعم للقطعات العسكرية على اختلاف تشكيلاتها”.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات